يمثل الأطفال حوالي نصف سكان غزة النازحين الذين يبلغ عددهم نحو مليوني نسمة، ممن أجبروا على مغادرة منازلهم للبحث عن الأمان والمأوى في أماكن أخرى من القطاع، منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في تشرين الأول/أكتوبر. تشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن حوالي 17 ألف طفل في غزة أصبحوا يتامى.

المتحدث باسم اليونيسف جوناثان كريكس، زار غزة في أوائل شهر شباط/فبراير. معظم الأطفال الذين التقى بهم أو تحدث معهم، فقدوا أحد أفراد أسرتهم.

التقى كريكس الطفلة رزان (11 عاما) التي كانت مع عائلتها في منزل عمها عندما تعرض للقصف في الأسابيع الأولى من الحرب. قُتلت والدتها وأباها وأخواتها. اضطر الأطباء إلى بتر ساقها لإنقاذ حياتها بسبب عدم وجود الرعاية الطبية اللازمة لتجنب ذلك. 

في مركز يستضيف ويعتني بالأطفال غير المصحوبين بذويهم، التقى المتحدث باسم اليونيسف طفلا وبنت عمه يبلغان من العمر 6 و4 أعوام. قُتل جميع أقاربهما في النصف الأول من ديسمبر/كانون الأول. وكانت الفتاة البالغة من العمر أربع سنوات - على وجه الخصوص - لا تزال في حالة صدمة.

بسبب النقص الحاد في الغذاء والماء والمأوى، تواجه الأسر الممتدة ضغوطا إضافية للاعتناء بالأطفال الذين فقدوا والديهم، بينما تكافح هي نفسها من أجل تلبية احتياجات أطفالها وأفرادها.

تأثرت الصحة النفسية للأطفال بشدة. وتشمل الأعراض مستويات عالية للغاية من القلق المستمر، وفقدان الشهية، وعدم القدرة على النوم، كما يصابون بنوبات انفعالية، أو ذعر في كل مرة يسمعون فيها التفجيرات.

قبل هذه الحرب، كان أكثر من 500 ألف طفل بحاجة إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي في قطاع غزة. واليوم، تشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون طفل يحتاجون إلى مثل هذه المساعدة.

"لا ينبغي أن يتعرض أي طفل، مهما كان دينه أو جنسيته أو لغته أو عرقه، لمستوى العنف الذي شهدناه في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أو لمستوى العنف الذي شهدناه منذ ذلك الحين"، جوناثان كريكس، رئيس قسم الاتصالات في اليونيسف في فلسطين.

تعرفوا على كيفية مساعدة أطفال غزة هنا.