منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تدعو للتصدي لآفة التمييز العنصري

الأمين العام: العنصرية ليست نزعة فُطر عليها الإنسان ولكنها قد تكتسب، إن تلقّنها، قوة مدمرة لا يمكن كبح جماحها
Unsplash/Jay Chen
الأمين العام: العنصرية ليست نزعة فُطر عليها الإنسان ولكنها قد تكتسب، إن تلقّنها، قوة مدمرة لا يمكن كبح جماحها

الأمم المتحدة تدعو للتصدي لآفة التمييز العنصري

حقوق الإنسان

عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة فعالية بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري، نادى المشاركون فيها بالتصدي لهذه الآفة واتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحتها.

رئيس الدورة الحالية للجمعية العامة تشابا كوروشي قال "بعد 75 عاما من اعتماد الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، ما زلنا نشعر بإرث أنظمة العبودية العنصرية والفصل العنصري في مجتمعاتنا ومؤسساتنا وعقولنا".

وأضاف أن العنصرية مثل الفيروس، تتحور وتتكيف مع الأوقات والسياقات المختلفة. وذكر أن العنصرية وخطاب الكراهية يحاصران مجتمعاتنا من مختلف الاتجاهات، مشيرا إلى أشكالهما المختلفة المستترة على الإنترنت وكيف يمكن للخوارزميات مفاقمة الصور النمطية والتحيز.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال إن استخدام الحكومات وغيرها من سلطات للعنصرية والتمييز لأسباب سياسية، يعد لعبا بالنار.

وحذر من تصاعد كراهية الأجانب والتعصب وخطاب الكراهية، وقال إن القادة السياسيين يتخذون من المهاجرين كبش فداء بما يخلف أثرا مدمرا على الجميع. وذكر أن المؤثرين من المؤمنين بتفوق العنصر الأبيض يتربحون من التمييز على وسائط التواصل الاجتماعي.

وشدد الأمين العام على ضرورة مقاومة وتغيير الاتجاهات الداعمة للعنصرية، وإدانة والقضاء على التمييز العنصري بكل أشكاله.

وفي وقت سابق في رسالة بمناسبة اليوم الدولي، أكد الأمين العام أن التمييز العنصري يطال جميع البلدان ويؤدي إلى انقسام المجتمعات، كما أن هذا التمييز مسؤول "على مر التاريخ عن كمٍّ من الوفيات والمعاناة يثير الارتياع".

وقال: "لا يزال التمييز العنصري وتركة الرق والاستعمار يزهقان الأرواح ويحدّان من فرص التحرر منهما، حيث إنهما يحرمان مليارات الناس من التمتع بحقوق الإنسان والحريات المكفولة لهم كاملة".

وشدد الأمين العام على أن العنصرية تؤجج التوترات ويمكن تسهم في إيجاد أرضية للعنف والجرائم الوحشية عندما يتم استغلالها من الحكومات وغيرها من السلطات لأغراض سياسية.

وأكد أن كراهية الأجانب والتحيز وخطاب الكراهية وغير ذلك من أشكال العنصرية والتعصُب آخذة في الازدياد في كل مكان. "فالقادة السياسيون يتخذون الأقليات والمهاجرين كبش فداء. والمؤثِّرون على وسائل التواصل الاجتماعي يحوّلون العنصرية إلى سلعة رابحة على شبكة الإنترنت. والذكاء الاصطناعي يعيد إنتاج التمييز العنصري في شكل رقمي. وبعد فترة تزايدت خلالها الصحوة العالمية، أصبح بعض البلدان يواجه الآن ردة فعل عنيفة تناهض المساواة في الحقوق وكفالة الكرامة للجميع".

وأكد السيد غوتيريش على ضرورة مقاومة هذه الاتجاهات وردها إلى المسار الصحيح، وقال: "يتعين علينا أن ندين التمييز العنصري بجميع أشكاله وأن نقضي عليه ونتصدى له، أينما وكلّما ظهر".

ومع اقتراب الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، دعا الأمين العام إلى الالتزام "باجتثاث العنصرية والتمييز العنصري وبصون الكرامة والحقوق لكل الناس في كل مكان".