منظور عالمي قصص إنسانية

أوكرانيا: مفوض حقوق الإنسان يشدد على أن الضربات الصاروخية وعمليات إعدام أسرى الحرب المزعومة "تظهر بوضوح التكلفة البشرية المفرطة" للنزاع

في إحدى ضواحي مدينة خاركيف بأوكرانيا، يتفقد رجل الأضرار التي لحقت بسطح مجمع سكني دمرته القصف المدفعي والغارات الجوية.
© UNICEF/Ashley Gilbertson
في إحدى ضواحي مدينة خاركيف بأوكرانيا، يتفقد رجل الأضرار التي لحقت بسطح مجمع سكني دمرته القصف المدفعي والغارات الجوية.

أوكرانيا: مفوض حقوق الإنسان يشدد على أن الضربات الصاروخية وعمليات إعدام أسرى الحرب المزعومة "تظهر بوضوح التكلفة البشرية المفرطة" للنزاع

حقوق الإنسان

أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن صدمته من المعاناة الإنسانية المستمرة في أوكرانيا، التي تتجلى من خلال استمرار الضربات الروسية واسعة النطاق على البنية التحتية الحيوية، والمزاعم الأخيرة بشأن إعدامات بإجراءات موجزة لأسرى الحرب على الجانبين.

وفي بيان صدر اليوم الجمعة قال السيد تورك: "يعاني الملايين بشدة ويعيشون في ظروف مروعة بسبب هذه الضربات. وفي المجمل، فإن هذا يثير إشكالات خطيرة بموجب القانون الإنساني الدولي، الذي يتطلب ميزة عسكرية ملموسة ومباشرة لكل هدف يتم مهاجمته."

وفقاً لبعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، تسببت ضربات صاروخية يوم الأربعاء في مقتل ثمانية مدنيين على الأقل، من بينهم فتاة، وإصابة 45 آخرين على الأقل، من بينهم سبعة أطفال، في منطقة كييف. كما لقي طفل يبلغ من العمر يومين مصرعه وأصيب طبيبان في هجوم صاروخي على مستشفى في فيلنيانسك بمنطقة زابوروجيا.

وبذلك، يكون قد وصل عدد الخسائر بين المدنيين التي تحققت منها البعثة منذ أن بدأت روسيا بتصعيد ضرباتها الصاروخية في جميع أنحاء البلاد - في 10 تشرين الأول /أكتوبر - إلى ما لا يقل عن 77 قتيلاً و272 جريحاً. كما تقوم البعثة بالتحقق من مقاطع الفيديو وغيرها من المعلومات حول عمليات الإعدام بإجراءات موجزة المزعومة لأسرى الحرب الأوكرانيين والروس.

مبنى مدمر في بوروديانكا بمنطقة كييفسكا
© UNOCHA/Matteo Minasi
مبنى مدمر في بوروديانكا بمنطقة كييفسكا

إعدامات ميدانية

وقال المفوض السامي: "منذ أن بدأت روسيا هجومها المسلح على أوكرانيا في شباط / فبراير، كانت هناك مزاعم عديدة عن إعدامات بإجراءات موجزة من قبل الطرفين لأسرى الحرب وآخرين لم يعودوا يشاركون في القتال. إن الأشخاص العاجزين عن القتال، بمن فيهم الجنود الذين استسلموا، يتمتعون بالحماية بموجب القانون الإنساني الدولي ويشكل إعدامهم بإجراءات موجزة جريمة حرب."

من بين بعض مقاطع الفيديو التي تحقق منها البعثة فيديوهات ظهرت خلال الأسبوعين الماضيين على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر استسلاما واضحا للقوات الروسية أو جماعات مسلحة تابعة لروسيا؛ ورجل فتح النار على جنود أوكرانيين؛ وبعد ذلك تظهر جثث حوالي 12 جندياً روسياً.

وقال تورك إن التحليلات الأولية تشير إلى أن هذه المقاطع حقيقية، وأضاف: "يجب التحقيق في الظروف الفعلية للتسلسل الكامل للأحداث إلى أقصى حد ممكن، ومحاسبة المسؤولين بشكل مناسب."

وأشار المفوض السامي إلى أن السلطات الأوكرانية فتحت تحقيقاً جنائياً في الأحداث التي وقعت في ماكيفكا، وشدد على ضرورة إجراء تحقيقات كاملة في جميع مزاعم الإعدامات بإجراءات موجزة "بطريقة تكون - ويُنظر إليها على أنها - مستقلة ونزيهة وشاملة وشفافة وسريعة وفعالة."

أهمية القانون الدولي

دعا تورك الأطراف إلى إصدار تعليمات واضحة لقواتها بعدم القيام بأعمال انتقامية أو ثأر بحق أسرى حرب، والتأكد من الامتثال الكامل لهذه التعليمات، وقال إن "القواعد التي تحكم النزاع المسلح المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف تتطلب ذلك."

وأختتم المفوض السامي بيانه بالقول: "إن الآثار المدمرة لأنماط الضربات الصاروخية التي تشنها القوات الروسية ومزاعم الإعدامات بإجراءات موجزة لأسرى الحرب تظهر بوضوح التكلفة البشرية المفرطة لهذا النزاع المسلح، وأي نزاع مسلح آخر. إنها تذكير صارخ لسبب وجود القانون الدولي ووجوب الامتثال الكامل له، لمنع الانحدار إلى الوحشية المطلقة والتنصل من فكرة حقوقنا الإنسانية."