منظور عالمي قصص إنسانية

منسق عملية السلام يدعو الإسرائيليين والفلسطينيين إلى اتخاذ خطوات ملموسة لخفض حدة التوتر في الضفة الغربية المحتلة

حاجز قلنديا بين الضفة الغربية والقدس الشرقية
UN Photo/Shirin Yaseen
حاجز قلنديا بين الضفة الغربية والقدس الشرقية

منسق عملية السلام يدعو الإسرائيليين والفلسطينيين إلى اتخاذ خطوات ملموسة لخفض حدة التوتر في الضفة الغربية المحتلة

السلم والأمن

في خضم تدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية المحتلة، أكد منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط على الحاجة الماسة إلى خطوات ملموسة من قبل جميع الأطراف لمعالجة الوضع على الأرض، داعيا القيادات الإسرائيلية والفلسطينية إلى بذل الجهود لاستعادة الهدوء.

وقدم السيد تور وينسلاند إحاطة-عبر الفيديو- إلى مجلس الأمن اليوم الجمعة بشأن تردي الوضع الأمني ​​في الضفة الغربية المحتلة، مشيرا إلى مقتل وجرح عدد كبير من الأشخاص، غالبيتهم من الفلسطينيين، في أعمال عنف يومية.

وحذر من أنه ما لم تتم معالجة القضايا السياسية الجوهرية، فإن عدم الثقة والعداء المتجذر سيستمران في النمو، قائلا إنه يرى بوضوح إحباط وغضب الفلسطينيين المتزايدين في مقابل عقود من الاحتلال الإسرائيلي.

وقال إن عقودا من العنف وما خلفته من خسائر لدى كلا الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني- فضلا عن الغياب المطول للمفاوضات الهادفة والفشل في حل القضايا الرئيسية التي تغذي الصراع- تشكل كلها أرضا خصبة لهذه الديناميكية.

قلق إزاء العدد الكبير من الضحايا 

وأعرب تور وينسلاند عن قلقه إزاء تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك العدد الكبير من الفلسطينيين الذين قتلوا على أيدي قوات الأمن الإسرائيلية، والعديد من الهجمات المسلحة التي شنها فلسطينيون ضد إسرائيليين.

وجدد التأكيد على وجوب محاسبة مرتكبي جميع أعمال العنف، وضرورة أن تمارس قوات الأمن الإسرائيلية أقصى درجات ضبط النفس وعدم استخدام القوة المميتة إلا عندما يتعذر تجنب ذلك من أجل حماية الأرواح.

وأعرب عن جزعه إزاء استمرار وقوع الأطفال ضحايا للعنف، مشددا على ضرورة ألا يكون الأطفال أبدا أهدافا للعنف أو يتم تعريضهم للأذى.

الشرطة الإسرائيلية على مدخل حي الشيخ جراح في القدس.
© UNRWA/Kazem Abu Khalaf
الشرطة الإسرائيلية على مدخل حي الشيخ جراح في القدس.

 

الأمم المتحدة منخرطة مع الأطراف

وقال منسق عملية السلام إن الأمم المتحدة لا تزال منخرطة بفعالية مع جميع الأطراف ذات الصلة، وهي ملتزمة بدعم الفلسطينيين والإسرائيليين لحل النزاع من خلال إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين على أساس خطوط 1967، بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي والاتفاقات الثنائية.

وقد أجرى مناقشات في الأسابيع الأخيرة مع مسؤولين وفصائل فلسطينية في جميع أنحاء الضفة الغربية وغزة، ومجموعة من المسؤولين الإسرائيليين وأعضاء المجتمع الدولي لمعالجة هذا الوضع المتقلب.

 "كانت رسالتي واضحة: الأولوية الملحة هي العمل على تهدئة الوضع وعكس الاتجاهات السلبية على الأرض. وسيتطلب ذلك إجراءات حازمة من كلا الطرفين، بدعم من المجتمع الدولي".

عنف المستوطنين

كما ازدادت أعمال العنف والاستفزازات المرتبطة بالمستوطنين خلال الفترة المشمولة بالتقرير، مما ساهم في تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة، وفقا للمنسق الأممي.

نظم المستوطنون العديد من المظاهرات في جميع أنحاء الضفة الغربية، حيث قام المتظاهرون في مناسبات عديدة بإغلاق الطرق الرئيسية وإلقاء الحجارة وإعاقة حركة السكان الفلسطينيين.

دعوة أممية إلى وقف تهجير الفلسطينيين

خلال الفترة المشمولة بالتقرير، هدمت السلطات الإسرائيلية أو استولت أو أجبرت أصحابها على هدم 38 مبنى مملوكا لفلسطينيين في المنطقة (ج) وثلاثة في القدس الشرقية، مما أدى إلى تهجير 81 فلسطينيا، من بينهم 26 امرأة و47 طفلا. وقد نُفِّذت عمليات الهدم بسبب عدم وجود تصاريح بناء إسرائيلية، والتي يكاد يكون من المستحيل على الفلسطينيين الحصول عليها، حسبما أفاد تور وينسلاند.

ودعا السلطات الإسرائيلية إلى وقف تهجير وإخلاء الفلسطينيين والموافقة على خطط إضافية من شأنها أن تمكن الفلسطينيين من البناء بشكل قانوني وتلبية احتياجاتهم التنموية.

المتعلقات الشخصية لعائلة صالحية متناثرة على الأرض الموحلة تحت المطر بعد هدم القوات الإسرائيلية لمنزلهم في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية في 19 كانون الثاني 2022.
© UNRWA
المتعلقات الشخصية لعائلة صالحية متناثرة على الأرض الموحلة تحت المطر بعد هدم القوات الإسرائيلية لمنزلهم في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية في 19 كانون الثاني 2022.

 

الحوار الفلسطيني-الفلسطيني

ورغم استمرار العنف في الضفة الغربية، أشار المنسق الأممي إلى "بعض التطورات الإيجابية"، من بينها توقيع 14 فصيلا فلسطينيا، بما في ذلك فتح وحماس، على إعلان الجزائر.

وقد وافقت الفصائل الفلسطينية على جملة من الأمور من بينها الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وإجراء انتخابات لرئاسة السلطة الفلسطينية والمجلس التشريعي الفلسطيني والمجلس الوطني الفلسطيني.

وضم صوته إلى الأمين العام في الترحيب بالاتفاق، مؤكدا على أهمية المصالحة الفلسطينية من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقرة سياسيا وقابلة للحياة اقتصاديا وذات سيادة ومستقلة.

السفير الفلسطيني: "الوقوف إلى جانبنا يعني أيضا التصدي للاحتلال"

السفير رياض منصور، مراقب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة قال إن الفلسطينيين يختارون المسار السلمي "لكن إسرائيل استجابت بمزيد من العنف وبمزيد من الاستيطان وبمزيد من الضم وبمزيد من العدوان"، على حد تعبيره.

ووجه سؤالا لأعضاء المجلس قائلا: "لقد خصصتم الكثير من الوقت والجهد والكثير من الموارد للنهوض بحل الدولتين فهل ستقفون وقفة المتفرج في حين تدمره إسرائيل؟"

وتابع قائلا: " شعبنا ينظر من حوله ويرى مزيدا من المستوطنات ومزيدا من المستوطنين. شعبنا يرى الجدران والحصار والبيوت المدمرة والأسر المشردة. أينما يولوا وجوههم يرون الضم".

وقال السفير رياض منصور إن الفلسطينيين يعرفون أن المجتمع الدولي يعترف بحقوقهم، "لكن الوقوف إلى جانبنا يعني أيضا التصدي للاحتلال".

السفير الإسرائيلي: الفلسطينيون يرفضون المفاوضات

مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة، غلعاد إردان، قال إن السلام لا يتحقق إلا من خلال المفاوضات المباشرة ومن خلال التنازلات المتبادلة، "ولكن الفلسطينيين يرفضون ذلك،" على حد تعبيره.

وقال إن "الأمم المتحدة وهيئاتها والكثير من الدول الأعضاء يفضلون شيطنة إسرائيل وإلقاء اللائمة على جانب واحد".

واتهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالتحيز، مشيرا إلى أن المجلس "يرصد موارد غير متناسبة على نحو سخيف لإدانة إسرائيل فقط. وقد باتت إسرائيل بندا دائما على جدول أعمال هذا المجلس"، لضمان أن توفر كل جلسة فرصة لمهاجمة الدولة اليهودية.

وقال إن التقرير الذي تم تقديمه يوم أمس الخميس يثبت ما يقوم به مجلس حقوق الإنسان من مناهضة لإسرائيل، على حد تعبيره.

يشار إلى أن لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة نفت يوم أمس الخميس اتهامات مندوب إسرائيل لأعضائها بمعاداة السامية وأكدت أن تقريرها يركز على الاحتلال.