منظور عالمي قصص إنسانية

أمين عام الأمم المتحدة: إعادة إعمار أوكرانيا "طريق طويل" لكن يجب أن يبدأ الآن

شاحنة تفرغ حبوب الذرة في مصنع للمعالجة في أوكرانيا
© FAO/Genya Savilov
شاحنة تفرغ حبوب الذرة في مصنع للمعالجة في أوكرانيا

أمين عام الأمم المتحدة: إعادة إعمار أوكرانيا "طريق طويل" لكن يجب أن يبدأ الآن

المساعدات الإنسانية

قدّم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعمه يوم الثلاثاء للجهود الدولية الرامية لإعادة إعمار أوكرانيا، حيث انطلق مؤتمر في سويسرا لحشد الدعم للدولة التي مزقتها الحرب.

في رسالته بالفيديو إلى حوالي 40 من ممثلي البلدان المجتمعين في لوغانو، سلّط الأمين العام الضوء على الأثر البشري المأساوي للصراع، فضلا عن التحديات طويلة الأجل التي تنتظرنا.
وقال: "الحرب الروسية في أوكرانيا حصدت أرواح الآلاف وشرّدت الملايين قسرا."


وأضاف أن ملايين الأوكرانيين فقدوا سبل عيشهم ويتعرضون لخطر الوقوع في براثن الفقر. والأضرار والدمار الذي لحق بالمنازل، والمدارس والمستشفيات، كل ذلك سيستغرق سنوات عديدة لإعادة بنائه. وقال: "هذه طريق طويلة، لكن يجب أن تبدأ الآن."


بالإضافة إلى الأمم المتحدة، حضرت الاجتماع مؤسسات مالية دولية مثل بنك الاستثمار الأوروبي.
وعلى جدول الأعمال مشاريع لتعزيز حماية المناخ والاقتصاد الرقمي وتنويع مصادر الطاقة.
 

الفاو تطلق مشروعا جديدا لإنقاذ المحاصيل الزراعية المقبلة  

بهدف مساعدة المزارعين الأوكرانيين على إنقاذ محاصليهم الزراعية المقبلة بين شهري تموز / يوليو وآب/ أغسطس، وضمان تصدير السلع الزراعية المهمة إلى الأسواق الدولية لمعالجة آثار الحرب في البلاد على القطاع الزراعي العالمي، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) مشروعاً جديداً بقيمة 17 مليون دولار أمريكي، بتمويل من اليابان.

والمشروع الذي يتم تنفيذه بالاشتراك مع وزارة السياسة الزراعية والأغذية في أوكرانيا، يهدف أيضا إلى استعادة قدرة تخزين الحبوب ووظائف سلاسل التوريد من الحصاد إلى التصدير، كما يسعى إلى الحفاظ على القدرة الإنتاجية للمزارعين الأوكرانيين لتمكين الإنتاج المستقبلي المستمر.

إطعام الملايين حول العالم

قال رين بولسن، مدير مكتب الطوارئ والصمود في منظمة الأغذية والزراعة: "يقوم المزارعون الأوكرانيون بإطعام أنفسهم ومجتمعاتهم وملايين آخرين حول العالم. يعد ضمان استمرارهم في الإنتاج والتخزين الآمن والوصول إلى الأسواق البديلة لبيع منتجاتهم أمراً حيوياً لتأمين توافر الغذاء وحماية سبل العيش وتعزيز الأمن الغذائي داخل أوكرانيا وضمان حصول البلدان الأخرى التي تعتمد على الاستيراد على إمدادات ثابتة وكافية من الحبوب بتكلفة معقولة."

أوكرانيا هي إحدى أكبر خمس دول مصدرة للحبوب في العالم، حيث تزود الأسواق العالمية بأكثر من 45 مليون طن من الحبوب سنوياً. ووفقاً لوزارة السياسة الزراعية والأغذية في أوكرانيا، وبسبب إغلاق موانئ البحر الأسود، لا يزال لدى البلاد 18 مليون طن من محصول العام الماضي للحبوب والبذور الزيتية في المخازن تنتظر التصدير.

تتوقع الفاو أن تحصد أوكرانيا ما يصل إلى 60 مليون طن من الحبوب، لكن التصدير الضئيل يقوض مساحات تخزين الحصاد الجديد، إذ إن 30 في المائة من السعة المتاحة في مخازن الحبوب لا تزال ممتلئة بحصاد العام الماضي.

حقل قمح خلال موسم الحصاد في كراسن بأوكرانيا.
© FAO/Anatolii Stepanov
حقل قمح خلال موسم الحصاد في كراسن بأوكرانيا.

تفاصيل المشروع

"في إطار المشروع الجديد الذي تموله اليابان، ستتصدى الفاو للعجز في التخزين من خلال توفير أكياس حبوب البولي إيثيلين وآلات تحميل الحبوب وتفريغها لأصحاب الحيازات الصغيرة ومجموعة متنوعة من حاويات التخزين المعيارية للمنتجين والجمعيات متوسطة الحجم. سيتم تقديم الدعم للمزارعين من عشر مقاطعات في أوكرانيا: في شرق البلاد ووسطها وجنوبها وشمالها،" وفقاً لبيير فوتييه، رئيس المكتب القطري للفاو في أوكرانيا.

بالإضافة إلى ذلك، سيوفر المشروع الدعم الفني للحكومة لتفعيل طرق النقل البديلة لتصدير الحبوب وتعزيز التوسع السريع للقدرة الفنية لمختبر إسماعيل. ستمكّن المنشأة المزارعين من استيفاء المعايير الدولية بما في ذلك الاختبارات البيطرية وسلامة الأغذية وإصدار الشهادات ذات الصلة.

موظفون يعملون في خط التعبئة والتغليف في مصنع لمعالجة الحبوب في أوكرانيا.
© FAO/Genya Savilov
موظفون يعملون في خط التعبئة والتغليف في مصنع لمعالجة الحبوب في أوكرانيا.

أزمة قطرية ودولية

وقالت المنظمة إن نحو 25 في المائة من منتجي المحاصيل يفتقرون إلى منتجات وقاية النباتات، بالإضافة إلى ذلك، لا يتمتع العديد منهم بإمكانية الحصول على الوقود بشكل كافٍ مما قد يؤثر على الحصاد في تموز /يوليو وآب /أغسطس للمحاصيل الشتوية.

كما أن أسعار المدخلات الزراعية آخذة في الارتفاع، بلغت في المتوسط 40 و45 في المائة بالسنبة إلى أسعار البذور وعوامل وقاية النبات والأسمدة والوقود. حذرت الفاو من أنه في المواسم القادمة، قد يقرر المنتجون أن المحاصيل الدائمة ليست مربحة للحصاد.

وكانت منظمة الأغذية والزراعة قد طورت خطتها للاستجابة السريعة وحدثتها بعد اندلاع الحرب، ناشدت من خلالها توفير تمويل بقدر ب115.4 مليون دولار أمريكي لتقديم الدعم لما يقرب من 980 ألف مزارع صغير ومنتِج متوسط الحجم حتى كانون الأول/ ديسمبر 2022، تلقت منها حتى الآن 30.4 مليون دولار.

وذكرت الفاو أنه في عام 2021، اعتمدت 36 دولة من بين 55 دولة تعاني من أزمات غذائية على الصادرات الأوكرانية والروسية لأكثر من عشرة بالمائة من إجمالي وارداتها من القمح، بينما حصل البعض على كامل وارداته من القمح تقريباً من أوكرانيا والاتحاد الروسي.