منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة جوع حول العالم وآثارها على الصحة البدنية والعقلية

عائلة تتناول وجبة يومية من البازلاء المجففة في المنزل في منطقة بالاكا في ملاوي
UNICEF/Sebastian Rich
عائلة تتناول وجبة يومية من البازلاء المجففة في المنزل في منطقة بالاكا في ملاوي

منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة جوع حول العالم وآثارها على الصحة البدنية والعقلية

الصحة

في تصريحات صحفية، تناول مدير عام وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة التحديات الصحية والإنسانية التي يواجهها العالم اليوم، وأكد أنه فقط من خلال العمل المتضافر من قبل الحكومات والوكالات الدولية والقطاع الخاص يمكن حل التحديات المتقاربة.
 

ففي جميع أنحاء العالم، يؤدي الارتفاع الشديد في أسعار المواد الغذائية والوقود والسلع الأخرى إلى فقدان ملايين الأشخاص لوجباتهم والجوع، ولهذا الأمر تداعيات كبيرة على الصحة البدنية والعقلية.

وفي المؤتمر الصحفي الاعتيادي من جنيف، قال مديرعام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس: "يحتاج الناس إلى الحصول على طعام ميسور التكلفة ومغذٍ، فضلا عن الدعم خلال هذه الأوقات العصيبة."

وتواجه بعض المناطق، مثل القرن الأفريقي، مشاكل خطيرة للغاية تتعلق بانعدام الأمن الغذائي قد تؤدي إلى المجاعة، في الوقت الذي يعاني أكثر من 80 مليون شخص، أي واحد من كل أربعة أشخاص، في منطقة شرق أفريقيا من انعدام الأمن الغذائي ويلجأ هؤلاء إلى تدابير يائسة لإطعام أنفسهم وأسرهم.

وتابع د. تيدروس يقول: "يضعف نقص الغذاء والتغذية جهاز المناعة لدى الناس ويزيد من تعرّضهم لخطر الإصابة بالأمراض."

وأضاف أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية "أكثر عرضة للوفاة من الالتهاب الرئوي وأمراض الإسهال والحصبة."

وتعمل منظمة الصحة العالمية مع الشركاء للاستجابة إلى الأزمة الصحية والغذائية، بما في ذلك تقديم الخدمات الصحية الأساسية للمحتاجين، وعلاج الأطفال المرضى الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، ومنع انتشار الأمراض المعدية واكتشافها والاستجابة لها.

كما تعمل المنظمة على إنشاء مركز في نيروبي، حيث ستنسق الاستجابة وتنظم إيصال الإمدادات الطبية المنقذة للحياة إلى المناطق التي تشتد الحاجة إليها.

كوفيد لم ينتهِ بعد

متطرقا إلى جائحة كـوفيد-19، قال د. تيدروس إن الحالات - مدفوعة بمتحوري BA.4 وBA.5 في العديد من الأماكن - تتزايد في 110 دولة، مما يؤدي إلى زيادة إجمالي الحالات العالمية بنسبة 20 في المائة، كما ارتفعت الوفيات في ثلاثة من أقاليم منظمة الصحة العالمية الستة، حتى مع بقاء الرقم العالمي مستقرا نسبيا.

وقال: "هذه الجائحة آخذة في التغيّر، لكنها لم تنتهِ بعد. لقد أحرزنا تقدما ولكن الأمر لم ينتهِ بعد."

وأوضح أن القدرة على تتبع الفيروس معرّضة للخطر، حيث إن الإبلاغ والتسلسل الجينومي آخذ في الانخفاض، "مما يعني أنه أصبح من الصعب تتبع أوميكرون وتحليل المتغيرات الناشئة في المستقبل."

يحصل الأطفال على عبوات من الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام في مركز صحي في مقاطعة غاريسان كينيا.
© UNICEF/Lameck Orina
يحصل الأطفال على عبوات من الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام في مركز صحي في مقاطعة غاريسان كينيا.

تطعيم 70% من سكان العالم

Tweet URL

تحدث المسؤول الأممي عن اقترابنا من منتصف العام، وهي النقطة التي دعت فيها منظمة الصحة العالمية جميع البلدان إلى تطعيم 70 في المائة على الأقل من سكانها.

ففي الأشهر الثمانية عشر الماضية، تم توزيع أكثر من 12 مليار لقاح في جميع أنحاء العالم. ويتم الآن تطعيم 75 في المائة من العاملين الصحيين في العالم والذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما.

وتقدّر مجلة لانسيت أن 20 مليون شخص قد تم إنقاذهم بفضل اللقاحات.

لكن على الجانب الآخر، لا يزال مئات الملايين من الناس، بما في ذلك عشرات الملايين من العاملين الصحيين وكبار السن في البلدان منخفضة الدخل غير محصنين، مما يعني "أنهم أكثر عرضة لموجات الفيروس في المستقبل."

ومع بلوغ 58 دولة فقط هدف 70 في المائة، يبلغ متوسط المعدل في البلدان منخفضة الدخل 13 في المائة.

وقال د. تيدروس: "في جميع البلدان، يجب تحصين 100 في المائة من الفئات المعرّضة للخطر وتقديم الجرعات المعززة في أسرع وقت ممكن."

وأشار إلى أهمية تقوية "جدار المناعة" للمساعدة في التقليل من حدة المرض أو التخفيف من مخاطر كوفيد الطويل. حتى الحالات "المعتدلة" نسبيا تكون معطِلة ومدمرة، مما يؤدي إلى إبعاد الأطفال عن المدرسة والبالغين عن العمل، ويتسبب في مزيد من الاضطراب الاقتصادي وسلسلة التوريد.

وأكد أنه بناء على اللقاحات الحالية التي تحد من الشدة وتمنع الوفاة، فإن تطوير لقاحات الجيل الثاني التي توقف – أو على الأقل تقلل العدوى – سيكون خطوة كبيرة إلى الأمام.

سيكون الحل المثالي هو تطوير لقاح شامل لفيروس كورونا يغطي جميع المتغيرات حتى الآن وربما المستقبلية منها

ومضى قائلا: "الحل المثالي هو تطوير لقاح شامل لفيروس كورونا يغطي جميع المتغيرات حتى الآن وربما المستقبلية منها."

وتتطلع منظمة الصحة العالمية إلى أن يقوم العالم بتطعيم 100 في المائة من كبار السن والعاملين الصحيين، بالإضافة إلى تعزيز جدار المناعة ضد كوفيد-19 بنسبة 70 في المائة وأكثر.

جدري القردة في تزايد

بينما لم تخطر لجنة الطوارئ بأن الفاشية الحالية من جدري القردة تمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا، أقرّت اللجنة بالطبيعة الطارئة للحدث وأن السيطرة على الانتشار الإضافي تتطلب جهود استجابة مكثفة.

وقد أبلغت نيجيريا، التي تكافح تفشي المرض منذ عام 2017، عن المزيد من الحالات هذا العام، مما قد يعني أنها تتطابق أو تتجاوز الذروات السابقة.

علاوة على ذلك، تم تحديد الفيروس الآن في أكثر من 50 دولة جديدة ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه.

وقال د. تيدروس: "أنا قلق بشأن الانتقال المستمر لأنه يشير إلى أن الفيروس يؤسس نفسه ويمكن أن ينتقل إلى مجموعات عالية الخطورة بما في ذلك الأطفال، ومن يعانون من نقص المناعة والنساء الحوامل."

وتدعو منظمة الصحة العالمية الدول إلى زيادة الرصد من خلال تعزيز الاختبار في أسرع وقت ممكن.

كما تدعو البلدان إلى اتباع نهج ممارسات أفضل لإدارة الاستجابة، وإشراك المجتمعات بنشاط.

قرار المحكمة العليا الأميركية بشأن الإجهاض

في ختام كلمته، تطرق د. تيدروس إلى قرار المحكمة العليا الأميركية الذي ألغى حكم "رو ضد وايد" -الذي كان نافذا لخمسين عاما والذي كان يضمن حق الإجهاض في جميع أنحاء البلاد - وقال: "يجب أن تتمتع جميع النساء بالحق في الاختيار عندما يتعلق الأمر بأجسادهن وصحتهن. نقطة على السطر."

وأكد أن الإجهاض الآمن يتساوى مع الرعاية الصحية، وينقذ الأرواح، أما تقييده فيعني أن النساء والفتيات سيلجأن إلى الإجهاض غير الآمن مما يتسبب بمضاعفات أو حتى بالوفاة.

ووصف الحكم الذي صدر الأسبوع الماضي بأنه "نكسة" مشيرا إلى أنه من المهم أكثر من أي وقت مضى "أن نتعاون لحماية حق المرأة في الإجهاض الآمن – في كل مكان."