منظور عالمي قصص إنسانية

وكالتان أمميتان تؤكدان أن المدارس غير مجهزة لتوفير بيئات تعليمية صحية وشاملة لجميع الأطفال

تلميذ في أوغندا يغسل يديه في اليوم الأول من إعادة افتتاح المدرسة
© UNICEF/Maria Wamala
تلميذ في أوغندا يغسل يديه في اليوم الأول من إعادة افتتاح المدرسة

وكالتان أمميتان تؤكدان أن المدارس غير مجهزة لتوفير بيئات تعليمية صحية وشاملة لجميع الأطفال

الصحة

قالت منظمة الصحة العالمية واليونيسف في بيان مشترك صدر اليوم الخميس، إنه على الرغم من التراجع المطرد في نسبة المدارس التي تفتقر إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الأساسية، لا تزال التفاوتات العميقة قائمة بين البلدان وداخلها. تلاميذ المدارس في أقل البلدان نمواً وفي السياقات الهشة هم الأكثر تضرراً، وتظهر البيانات الناشئة أن القليل من المدارس لديها هذه الخدمات في متناول الأشخاص ذوي الإعاقة.

وقالت كيلي آن نايلور، مديرة إدارة اليونيسف للمياه والصرف الصحي والنظافة والمناخ والبيئة والطاقة والحد من مخاطر الكوارث، "يذهب الكثير من الأطفال إلى المدارس دون مياه شرب آمنة ومراحيض نظيفة وصابون لغسل اليدين - مما يجعل التعلم صعباً. أكدت جائحة كوفيد-19 على أهمية توفير بيئات تعليمية صحية وشاملة. لحماية تعليم الأطفال، يجب أن يشمل طريق التعافي تزويد المدارس بأكثر الخدمات أساسية لمكافحة الأمراض المعدية اليوم وفي المستقبل."

من جانبها، قالت الدكتورة ماريا نيرا، مديرة إدارة البيئة وتغير المناخ والصحة بمنظمة الصحة العالمية: "إن الحصول على المياه والصرف الصحي والنظافة العامة ليس ضرورياً فقط للوقاية من العدوى ومكافحتها بشكل فعال، ولكنه أيضاً شرط أساسي لصحة الأطفال ونموهم وسلامتهم ورفاههم. يجب أن تكون المدارس أماكن ينمو فيها الأطفال ولا يتعرضون للمشقة أو العدوى بسبب الافتقار إلى البنية التحتية الأساسية أو سوء صيانتها".

طلاب أعضاء في المجموعة الصحية يقفان خارج مراحيض مدرسة ديكوليلاي الابتدائية في كانانغا، مقاطعة كاساي الغربية، جمهورية الكونغو الديمقراطية
© UNICEF/UN0326757/V.TREMEAU
طلاب أعضاء في المجموعة الصحية يقفان خارج مراحيض مدرسة ديكوليلاي الابتدائية في كانانغا، مقاطعة كاساي الغربية، جمهورية الكونغو الديمقراطية

الافتقار للخدمات الأساسية

تلعب المدارس دوراً حاسماً في تعزيز تكوين العادات والسلوكيات الصحية، إلا أن العديد منها لا يزال يفتقر إلى الخدمات الأساسية في عام 2021.

ووفقاً لأحدث البيانات من برنامج الرصد المشترك بين منظمة الصحة العالمية واليونيسف، لا تزال 29 في المائة من المدارس على مستوى العالم تفتقر إلى خدمات مياه الشرب الأساسية، مما يؤثر على 546 مليون تلميذ، في حين أن 28 في المائة لا يزالون يفتقرون إلى خدمات الصرف الصحي الأساسية، مما يؤثر على 539 مليون طالب. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال 42 في المائة من المدارس تفتقر إلى خدمات النظافة الأساسية، مما يؤثر على 802 مليوني تلميذ.

ووفقاً للبرنامج، يعيش ثلث الأطفال المحرومين من الخدمات الأساسية في مدرستهم في أقل البلدان نمواً، ويعيش أكثر من نصفهم في سياقات هشة.

ووجد البرنامج أيضاً أن تحقيق التغطية الشاملة في المدارس على مستوى العالم بحلول عام 2030 يتطلب زيادة بمقدار 14 ضعفاً في معدلات التقدم الحالية في مجال مياه الشرب الأساسية، وزيادة بمقدار ثلاثة أضعاف في معدلات التقدم في مجال الصرف الصحي الأساسي، وزيادة بمقدار خمسة أضعاف في معدلات خدمات النظافة الأساسية.

كما سيتطلب تحسين التأهب والاستجابة للأوبئة رصداً أكثر تواتراً لهذه الأنواع من الخدمات والعناصر الأخرى للوقاية من العدوى ومكافحتها في المدارس، بما في ذلك التنظيف والتطهير وإدارة النفايات الصلبة.

تدعم اليونيسف أسر الأطفال ذوي الإعاقة للالتحاق بالمدارس في أفقر مناطق مابوتو وماتولا في موزمبيق.
© UNICEF/Aminadab Jean
تدعم اليونيسف أسر الأطفال ذوي الإعاقة للالتحاق بالمدارس في أفقر مناطق مابوتو وماتولا في موزمبيق.

توفير الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة

قالت منظمة الصحة العالمية واليونيسف إن توفير خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة التي يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة الوصول إليها في المدارس أمر أساسي لتحقيق التعلم الشامل لجميع الأطفال، لكن عدداً محدوداً فقط من البلدان يبلغ عن هذا المؤشر وتختلف التعريفات الوطنية.

وتظهر البيانات الوطنية المستجدة أن التغطية التي يمكن الوصول إليها لذوي الإعاقة منخفضة وتتفاوت بشكل كبير بين مستويات المدرسة والمواقع الحضرية والريفية، مع احتمال الوصول إلى مياه الشرب أكثر من إمكانية الوصول إلى الصرف الصحي أو النظافة.

في نصف البلدان التي تتوافر بها البيانات، أقل من ربع المدارس بها مراحيض يسهل الوصول إليها لذوي الاحتياجات الخاصة. على سبيل المثال، في اليمن، ثماني من كل عشر مدارس فيها مراحيض، لكن مدرسة واحدة فقط من بين كل 50 مدرسة فيها مراحيض يسهل الوصول إليها لذوي الاحتياجات الخاصة.

وفي معظم البلدان التي لديها بيانات، كان من المرجح أن تكون المدارس قد قامت بتكييف البنية التحتية والمواد - مثل المنحدرات، والتكنولوجيا المساعدة، والمواد التعليمية - والمراحيض التي يسهل الوصول إليها من قبل ذوي الاحتياجات الخاصة.