منظور عالمي قصص إنسانية

تقرير جديد لليونسكو يؤكد عدم توفير تعليم الكبار للفئات الأشدّ حاجة إليه

متعلمة بالغة تحضر دورة لغة الإنكليزية في أبيي.
IOM/A. Deng 2018
متعلمة بالغة تحضر دورة لغة الإنكليزية في أبيي.

تقرير جديد لليونسكو يؤكد عدم توفير تعليم الكبار للفئات الأشدّ حاجة إليه

الثقافة والتعليم

التحدي الأساسي الذي يعوق تعلّم الكبار وتعليمهم في شتّى أنحاء العالم هو باختصار "عدم وصوله إلى الفئات الأشدّ حاجة إليه". هذه بحسب تقرير اليونسكو العالمي الخامس عن تعلم الكبار وتعليمهم، الذي نشر اليوم الخميس إبّان المؤتمر الدولي السابع لتعليم الكبار في مراكش بالمغرب.

وفيما يشير تقرير اليونسكو إلى إحراز بعض التقدّم لا سيّما على صعيد مشاركة المرأة، إلا أنه يبين أن الفئات الأشدّ حاجة إلى تعليم الكبار -أي الفئات المحرومة والمستضعفة من الشعوب الأصلية وسكّان المناطق الريفية والمهاجرين والمواطنين المسنين والأشخاص ذوي الإعاقة- محرومة من الحصول على فرص التعلّم.

وأفادت ستون في المائة من البلدان بأنها لم تُحرِز أي تقدم على صعيد مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة والمهاجرين والسجناء، كما أفادت 24 في المائة من البلدان بأن مشاركة سكان المناطق الريفية انخفضت، في حين تقلصت أيضاً مشاركة كبار السن في 24 في المائة من البلدان التي شملتها الدراسة الاستقصائية، والبالغ عددها 159 بلداً.

ويدعو تقرير اليونسكو إلى إحداث تغيير جوهريّ في النهج الذي تتوخاه الدول الأعضاء في مجال تعلّم الكبار وتعليمهم، ودعم هذه الجهود بالاستثمارات الكافية بغية ضمان إتاحة فرصة تعلّم وتعليم جميع الكبار.

وحثت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، الحكومات والمجتمع الدولي على الانضمام إلى الجهود التي تبذلها المنظمة واتخاذ إجراءات كفيلة بضمان حصول الجميع على الحق في التعليم بصرف النظر عن أعمارهم وهويتهم وأماكن سكنهم.

وأضافت: "إنّ التغيرات التقنية والاجتماعية السريعة والتحديّات العالمية الهائلة تقتضي توفير إمكانية لانتفاع المواطنين بالتعلُّم طيلة حياتهم.، لذا لا بدّ من أن يتحول اكتساب المهارات وصقلها إلى أمر اعتيادي، وفي مقدّمتها القدرة على التعلّم التي تصدرت قائمة المهارات في القرن العشرين".

نحو مجموعة أكبر من المتعلمين

Tweet URL

أفاد أكثر من نصف البلدان بزيادة مستويات المشاركة في تعلّم الكبار وتعليمهم منذ عام 2018 إلا أنّ التحديات لا تزال قائمة. ورغم التقدّم الملحوظ على صعيد مشاركة النساء والشباب، لا تزال المشاركة عموماً في مجال تعلّم الكبار وتعليمهم غير كافية.

وفي 23 في المائة من البلدان التي قدّمت بيانات للتقرير العالمي الخامس، يشارك أقل من واحد في المائة من الشباب والكبار، ممّن بلغت أعمارهم 15 عاماً وما فوق، في برامج التعليم والتعلم. وتصدّرت أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى القائمة بفارق كبير، إذ أفادت 59 في المائة من البلدان بأن شخصا واحداً على الأقل من بين كل خمسة أشخاص كبار يستفيد من التعلّم. وتنخفض هذه النسبة إلى 16 في المائة فقط في بلدان أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وإلى 25 في المائة في أوروبا. وقد يعزى السبب إلى ارتفاع نسبة المشاركة في أفريقيا إلى حد ما إلى الإقبال الكبير على محو الأمية بين صفوف الكبار، ورغبتهم في الحصول على فرص تعليم ثانية.

تحسّن في جودة المناهج والآليات

من جهة أخرى، أفادت معظم البلدان بإحراز تقدّم فيما يتعلق بجودة المناهج الدراسية وآليات التقييم والتأهيل المهني لمعلمي الكبار، إذ أفاد أكثر من ثلثي البلدان بإحراز تقدم على صعيد التدريب السابق للخدمة والتدريب بالممارسة الذي يُقدّم للمعلّمين في مجال تعلم الكبار وتعليمهم، فضلاً عن تحسين ظروف العمل، رغم تباين هذا التقدّم تبايناً كبيراً حسب المنطقة وفئة الدخل.

ويسهم هذا التقدّم في الارتقاء بجودة تعليم الكبار.

أهمية تعليم المواطنة 

وتقول اليونيسكو إن الاستجابة للتحديات المعاصرة، مثل تغير المناخ والرقمنة، تستدعي وجود مواطنين مستنيرين ومدرَّبين ونشيطين، يُقدّرون إنسانيتهم المشتركة والتزاماتهم تجاه الكائنات الحيّة الأخرى وتجاه الكوكب برمته، ويضطلع تعليم المواطنة بدور رئيسي في هذا المسعى.

ويُبينّ التقرير في أحد فصوله المواضيعيّة أنّ ما يقرب من ثلاثة أرباع الدول تقوم بتطوير أو تنفيذ سياسات تتعلق بالتربية المدنية.

حول التقرير العالمي

يقوم التقرير العالمي عن تعلّم الكبار وتعليمهم، الصادر عن معهد اليونسكو للتعليم مدى الحياة، برصد مدى التزام الدول الأعضاء في المنظمة بتنفيذ التزاماتها الدولية بشأن تعلّم الكبار وتعليمهم.

وتجمع التقارير بين بيانات الدراسات الاستقصائية وتحليل السياسات ودراسات الحالة بغية تزويد صانعي القرار والممارسين بتوصيات سليمة وأمثلة على الممارسات الجيّدة.

المؤتمر الدولي السابع لتعليم الكبار

يجتمع المشاركون في المؤتمر الدولي السابع لتعليم الكبار من 15 إلى 17 حزيران/يونيو 2022 في مراكش بالمغرب، لتقييم الإنجازات التي حُقّقت على صعيد تعلّم الكبار والوقوف على التحديات التي تعترض سبيلهم، ووضع إطار عمل يهدف إلى تحويل تعلّم الكبار وتعليمهم إلى واقع في جميع بلدان العالم.

وتستضيف المملكة المغربية المؤتمر الدولي السابع لتعليم الكبار وتشارك في تنظيمه مع اليونسكو.