منظور عالمي قصص إنسانية

لحظة تاريخية للمزارعين الفقراء في أفغانستان: تنفيذ مشروع طارئ لمواجهة تدهور الأمن الغذائي بتمويل من البنك الدولي

نساء ينقلن الطعام من موقع توزيع في ضواحي هرات، أفغانستان في عام 2021.
© WFP/Marco Di Lauro
نساء ينقلن الطعام من موقع توزيع في ضواحي هرات، أفغانستان في عام 2021.

لحظة تاريخية للمزارعين الفقراء في أفغانستان: تنفيذ مشروع طارئ لمواجهة تدهور الأمن الغذائي بتمويل من البنك الدولي

التنمية الاقتصادية

رحبت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) "بمساهمة غير مسبوقة" بقيمة 150 مليون دولار من البنك الدولي تهدف إلى توفير المساعدة الضرورية المنقذة للحياة وسبل العيش للمزارعين في أفغانستان، وتعزيز الإنتاج الغذائي المحلي وتقوية قدرة أصحاب الحيازات الصغيرة على الصمود.

ستكون هذه هي الدفعة الأولى من إجمالي مبلغ 195 مليون دولار، مع إطلاق 45 مليون دولار أخرى في غضون الأشهر الـ 24 المقبلة، لتعزيز مشروع الأمن الغذائي الطارئ الجديد للفاو في أفغانستان من أجل إنتاج المحاصيل الغذائية للمزارعين الأفغان أصحاب الحيازات الصغيرة، ومنع المزيد من التدهور في الأمن الغذائي.

وقال شو دونيو، المدير العام للفاو: "إنها لحظة تاريخية للمزارعين الفقراء في أفغانستان، وتمثل معلما مهما في جهودنا الجماعية لتحقيق نتائج على نطاق واسع، وتجنّب كارثة تلوح في الأفق وتحدث فرقا حقيقيا يغيّر مسار حياة الأشخاص المعرّضين للخطر."

تأتي المساهمة في وقت لا تزال المستويات العالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد قائمة في جميع أنحاء أفغانستان بسبب مزيج من انهيار الاقتصاد والجفاف المستمر.

وتؤدي تبعات الحرب في أوكرانيا إلى تفاقم حالة الأمن الغذائي ودفع أسعار المواد الغذائية إلى مستويات عالية جديدة وزيادة تكاليف المدخلات الزراعية الحيوية، وخاصة السماد، وتضغط على دول المنطقة التي تزوّد أفغانستان بالقمح لتقييد الصادرات الغذائية مع إعطاء الأولوية للاستهلاك المحلي في تلك البلدان.

التركيز على القمح والمياه

نبتة قمح تنمو في أفغانستان.
© FAO/Hashim Azizi
نبتة قمح تنمو في أفغانستان.

ستكون منظمة الأغذية والزراعة الشريك الوحيد المنفّذ للتمويل، وسيركز هذا المشروع على مكوّنين رئيسيْين.

أولا، سيركز على إنتاج القمح لدعم حوالي 2.1 مليون شخص، وسيتم الوصول إليهم كل عام خلال موسمي الزراعة في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 وآذار/مارس-تشرين الثاني/نوفمبر 2023.

كما سيوفر المشروع دعما يركّز على الاحتياجات الغذائية للأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة أو الأمراض المزمنة والأسر التي تعيلها نساء، من خلال توفير البذور والأدوات الأساسية للزراعة في الحدائق المنزلية والتدريب الفني على ممارسات الإنتاج المراعية للمناخ والتغذية المحسنة.

وسيستفيد ما يقرب من مليون شخص من هذا الدعم ومن هذه المدخلات، ولا سيّما التي تستهدف النساء الريفيات.

كما ستتلقى حوالي 150,000 امرأة تدريبا على تقنيات الزراعة والتغذية المحسّنة. وسيعزز المشروع أيضا ربط المزارعين والنساء اللاتي يعملن في البستنة مع الأسواق المحلية لتسهيل بيع الفوائض القابلة للتسويق من القمح والخضراوات والبقوليات.

ثانيا، سيزيد المشروع أيضا من الوصول إلى مياه الري ويحسّن الحفاظ على التربة والمياه، وسيدعم إعادة تأهيل وتحسين أنظمة الري وأحواض المياه لما يزيد على 137,000 هكتار من الأراضي الزراعية.

في إطار هذا المكوّن، سيستفيد أكثر من 1.9 مليون شخص من أنشطة النقد مقابل العمل لاستعادة البنية التحتية للري وإدارة أحواض المياه.

عائلة تشرب الشاي في منزلها في هرات بأفغانستان.
© UNICEF/Sayed Bidel
عائلة تشرب الشاي في منزلها في هرات بأفغانستان.

نصف سكان أفغانستان يواجهون الجوع الحاد

مشروع الأمن الغذائي التابع للفاو هو واحد من ثلاثة مشاريع يبلغ إجمالي قيمتها 793 مليون دولار والتي وافق عليها البنك الدولي لتوفير خدمات معيشية وصحية عاجلة وأساسية، بالإضافة إلى المساعدات الغذائية لشعب أفغانستان.

وقال دونيو: "إننا ممتنون للبنك الدولي وأعضائه على المساهمة السخية وتوقيتها المناسب."

يشار إلى أن حوالي 19.7 مليون شخص، أي ما يقرب من نصف سكان أفغانستان، يواجهون جوعا حادا، مما يعني أنهم غير قادرين على توفير الطعام لأنفسهم يوميا، وفقا لآخر تحليل للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) الصادر في أيار/مايو 2022 من قبل شركاء مجموعة الأمن الغذائي والزراعة، بما في ذلك منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي (WFP) والعديد من المنظمات غير الحكومية.