منظور عالمي قصص إنسانية

المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا: هناك الآن فرصة حاسمة للعمل معا للسيطرة على جدري القردة

غالبا ما تظهر آفات جدري القرود على الكفين
© CDC
غالبا ما تظهر آفات جدري القرود على الكفين

المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا: هناك الآن فرصة حاسمة للعمل معا للسيطرة على جدري القردة

الصحة

في بيان صدر اليوم الثلاثاء، قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانز كلوغ، إن المنطقة لا تزال بؤرة تفشي مرض جدري القردة الأكبر والأكثر انتشاراً جغرافياً التي تم الإبلاغ عنها على الإطلاق خارج المناطق الموبوءة في غرب ووسط أفريقيا.

وقال إنه تم تعلم الكثير خلال الأسبوعين الماضيين، وأضاف أن "لدينا الآن فرصة حاسمة للعمل بسرعة، معا، للتحقيق السريع والسيطرة على هذا الوضع سريع التطور.

اكتشافات وحقائق عن المرض

حتى مع ظهور حالات جديدة كل يوم، تظهر التحقيقات في الحالات السابقة أن تفشي المرض في المنطقة الأوروبية كان جارياً بالتأكيد في منتصف نيسان /أبريل. وقال كلوغ إن أنظمة المراقبة والتشخيص القوية في العديد من البلدان الأوروبية، إلى جانب آليات تبادل المعلومات السريعة عبر الحدود بدعم من منظمة الصحة العالمية وشركاء آخرين، تستحق الثناء لإظهار تفشي المرض.

واستنادا إلى تقارير الحالات حتى الآن، يتفشى المرض حالياً عبر الشبكات الاجتماعية المرتبطة إلى حد كبير بالنشاط الجنسي، والتي تشمل في المقام الأول الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، ويبلغ العديد من المرضى عن شركاء جنسيين عابرين أو متعددين.

ومع ذلك، ذكّر المدير الإقليمي بأن "جدري القردة ناجم عن فيروس يمكن أن يصيب أي شخص وليس مرتبطاً بأي مجموعة معينة من الناس". وقال إن "مجتمعات المثليين ومزدوجي الميل الجنسي لديها وعي عالٍ وسلوك سريع في السعي إلى الرعاية الصحية عندما يتعلق الأمر بالصحة الجنسية لمجتمعاتهم. في الواقع، ينبغي أن نحييهم على سعيهم المبكر لخدمات الرعاية الصحية."

قال كلوغ إن الانتقال السريع والمضخم حدث في سياق الرفع الأخير للقيود على السفر والتجمعات التي كانت مفروضة في سياق جائحة كوفيد-19، وأشار إلى أن احتمال انتقال المرض في أوروبا وأماكن أخرى خلال الصيف مرتفع.

لكنه شدد على أنه في حين أن التجمعات العامة الضخمة تزيد من خطر انتقال العدوى، فإنها توفر أيضاً فرصاً قوية للتواصل مع الشباب الناشطين جنسياً والمتنقلين عالمياً لزيادة الوعي وتعزيز الحماية الفردية والمجتمعية.

ذكر كلوغ أيضاً أن معظم الإصابات بجدري القردة تكون خفيفة ومحدودة ذاتيا، ولكنها مزعجة ومن المحتمل أن تكون مؤلمة وقد تستمر لعدة أسابيع. وأضاف أن التأثير الصحي على الأفراد الذين قد يواجهون مضاعفات خطيرة من جدري القردة، وخاصة الأطفال الصغار والحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، لا يزال غير معروف.

جدري القرود هو عدوى نادرة ولكنها خطيرة
© CDC/Cynthia S. Goldsmith

ماهية استجابة فعالة في أوروبا

قال كلوغ إن الاستجابة الفعالة لجدري القردة لن تتطلب نفس الإجراءات الواسعة الواجبة للحماية من كوفيد-19، حتى الآن، لأن الفيروس لا ينتشر بنفس الطريقة. ولكنه أشار إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان يمكن احتواء انتشار المرض بالكامل.

لم يكن جدري القردة في طليعة البحث والتطوير في مجال الأمراض المعدية. على هذا النحو، فإنه من غير المحتمل أن تكون أدوات إدارته، بما في ذلك التشخيصات واللقاحات والعلاجات، متاحة على الفور أو على نطاق واسع للبلدان. وفي حين تمت الموافقة على لقاح واحد وعلاج محدد واحد لجدري القردة في 2019 و 2022 على التوالي، فإن هذه الإجراءات المضادة ليست متاحة على نطاق واسع حتى الآن.

قال المدير الإقليمي، "هدفنا هو احتواء هذه الفاشية من خلال وقف انتقال العدوى من إنسان إلى آخر إلى أقصى حد ممكن."

التوصيات

للقيام بذلك، قدم كلوغ العديد من التوصيات للعمل، بما فيها:

  • إشراك المجموعات المجتمعية وقادتها ومنظمات المجتمع المدني بنشاط لزيادة الوعي ومشاركة المعلومات حول كيفية تقليل مخاطر التعرض للمرض، بما في ذلك عن طريق تقليل عدد شركائهم الجنسيين.
  • تشجيع الناس بقوة - بما في ذلك الشباب بغض النظر عن نوع الجنس والتوجه أو النشاط الجنسي - على زيادة وعيهم بجدري القردة ومعرفة الخطوات اللازمة إذا اعتقدوا أنهم قد تعرضوا للمرض أو ظهرت عليهم عوارضه.
  • دعم المنظمين والمجتمعات المشاركة في التجمعات الجماهيرية القادمة في جميع أنحاء أوروبا للاستفادة من هذه الأحداث لمشاركة معلومات دقيقة وعملية وموجهة مع المشاركين.
  • تزويد المرافق الصحية وفرق الصحة العامة بالمعرفة والقدرات التشخيصية التي يحتاجونها لتحديد الحالات والتحقيق فيها وتأكيدها بسرعة.
  • التأكد من إبلاغ مرضى جدري القردة بوجوب الالتزام بالعزل خلال الفترة المعدية لمرضهم، والامتناع عن الاتصال الجنسي وغيره من الاتصالات الوثيقة مع الآخرين، ودعمهم أثناء عزلهم.
  • التعقب السريع لجميع المخالطين للحالات والتأكد من عدم ظهور المرض عليهم على مدار 21 يوما. في حين أن عزل جهات الاتصال قد لا يكون ضرورياً، إلا أن فحوصات درجة الحرارة مرتين يومياً والمراقبة الذاتية أمر بالغ الأهمية.
  • استخدام التدابير المضادة الطبية المتاحة حاليا بصورة عادلة ومنصفة، استنادا إلى مستوى الخطر، ومدى توافر التدخل ومدى ملاءمته. عدم السماح للمنافسة القبيحة على الموارد المحدودة بأن تعكس ما جرى في الأيام الأولى لجائحة كوفيد-19.

وقال كلوغ إن تحقيق هذه الإجراءات يمكن أن يساعد في إزالة الغموض عن جدري القردة، وهو ليس مرضا معروفا في أوروبا، ومواجهة المعلومات المضللة التي تظهر بالفعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات وضمان عدم وصم أي شخص بالعار.

سيؤدي ذلك أيضاً إلى تسريع الإجراءات الإقليمية والقطرية والمجتمعية لوقف الانتشار وتوفير التشخيصات والإجراءات الطبية المضادة مثل اللقاحات والأدوية المضادة للفيروسات للمجتمعات المتضررة وغيرها من الجهات المعنية.

وشدد المدير الإقليمي على أن الدروس المستفادة من تجربة كوفيد-19 يمكن وينبغي أن تكون مفيدة بشكل أفضل لاتخاذ الإجراءات في المستقبل. ودعا الحكومات والمجتمع المدني والشركاء الصحيين إلى العمل معاً لمواجهة هذا التحدي المتعلق بالصحة العامة بشكل حاسم وفعال، مسترشدين في جميع الأوقات بالعلم والطب وباحترام ورحمة.