منظور عالمي قصص إنسانية

الأزمة الأوكرانية: خبيرة أممية تحذر من أن انتهاكات الحقوق الثقافية ستعيق التعافي بعد الحرب

كاتدرائية القديسة صوفيا في كييف، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو في أوكرانيا.
© UNSPLASH/ Fatmagul B.
كاتدرائية القديسة صوفيا في كييف، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو في أوكرانيا.

الأزمة الأوكرانية: خبيرة أممية تحذر من أن انتهاكات الحقوق الثقافية ستعيق التعافي بعد الحرب

حقوق الإنسان

حذرت خبيرة حقوق إنسان في الأمم المتحدة من أن الانتهاكات متعددة الطبقات للحقوق الثقافية في أوكرانيا سيكون لها آثار مدمرة في حقبة ما بعد الحرب.

وفي بيان صادر اليوم الأربعاء، قالت ألكسندرا زانثاكي، المقررة الخاصة المعنية بالحقوق الثقافية: "كما هو الحال في النزاعات الأخرى، نشهد حاليا انتشار المعاناة في أوكرانيا التي لا يبدو أنها تنتهي ولا يمكننا التوقف. إن التشكيك وإنكار هوية وتاريخ الأوكرانيين واستخدام ذلك كمبرر للحرب، هو انتهاك لحق الأوكرانيين في تقرير المصير وحقوقهم الثقافية".

وقالت إن التحديد الذاتي للهوية يمثل التعبير الأسمى عن هذه الحقوق، مشددة على ضرورة احترام جميع المناقشات التي تجريها الدول وفي وسائل التواصل الاجتماعي ذلك.

وقالت الخبيرة الأممية إن الخسارة الكبيرة للتراث الثقافي وتدمير القطع الأثرية الثقافية تثير القلق بالنسبة لهوية كل من الأوكرانيين والأقليات داخل أوكرانيا، وستؤثر على إنشاء مجتمع سلمي متعدد الثقافات بعد نهاية الحرب.

تأثير ذو أثر دائم

وأعربت ألكسندرا زانثاكي عن قلقها إزاء الأضرار التي لحقت بمراكز المدن والمواقع الثقافية والمعالم الأثرية والمتاحف التي تضم مقتنيات مهمة.

"هذه كلها جزء من هوية الناس في أوكرانيا. وسيكون لخسارتها تأثير دائم".

وتشاطرت المخاوف مع اليونسكو في أن الحياة الثقافية في مجملها معرضة لخطر الزوال.

وقالت الخبيرة الأممية إن الحقوق الثقافية لجميع الأفراد، بمن فيهم الأوكرانيون والروس وغيرهم من أفراد الأقليات الذين يعيشون داخل أوكرانيا والاتحاد الروسي وأماكن أخرى يجب احترامها وحمايتها بشكل كامل.

"مع احتدام المعارك، لسنا عاجزين تماما. بالإضافة إلى التذكير بضرورة تطبيق قواعد القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان بدقة من قبل جميع أطراف النزاع، يجب علينا التأكد من أن الثقافة تساعدنا في الحفاظ على كرامتنا ولا تستخدم كوسيلة لمواصلة الحرب وتأجيجها".

إشادة خاصة

وأضافت المقررة الأممية قائلة: " في كثير من الأحيان لا نقيس إلى أي مدى يمكن أن تكون الانتهاكات المدمرة للحقوق الثقافية بالنسبة للسلام. إن المحاولات ضد الحريات الأكاديمية والفنية، والحقوق اللغوية، وتزوير الحقائق التاريخية وتشويهها، وتشويه الهوية وإنكار الحق في تقرير المصير، تؤدي إلى مزيد من التدهور وتأجيج الصراع المفتوح".

وأشادت الخبيرة المستقلة بالعديد من المهنيين الثقافيين في أوكرانيا الذين يكرسون جهودهم لحماية موارد التراث المعرضة للخطر واللجوء إلى التعبير الفني للتعبير عن رفضهم للحرب والدعوة إلى السلام.

كما أعربت المقررة الخاصة عن أسفها إزاء الاستبعاد العشوائي للفنانين الروس من الأحداث الثقافية.

"أشعر بالحزن بسبب القيود العديدة التي تؤثر على الفنانين الروس انتقاما من تصرفات الحكومة الروسية، وكذلك بسبب إلغاء برمجة الأعمال الفنية التي تعود إلى قرون من قبل الكتاب أو الملحنين الروس".

وأشارت المقررة الخاصة المعنية بالحقوق الثقافية إلى تقارير تفيد بمنع موسيقيين روس من الأداء أو المشاركة في المسابقات، وعن فنانين روس طلب منهم التحيز علنا.