منظور عالمي قصص إنسانية

حاجة إلى مزيد من الإجماع حول كيفية استخدام التكنولوجيا الرقمية من أجل "الناس والكوكب" والتصدي لمخاطرها

Save translation امرأة تتفحص هاتفها الخلوي أثناء عملها على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها.
Unsplash/Firmbee.com
Save translation امرأة تتفحص هاتفها الخلوي أثناء عملها على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها.

حاجة إلى مزيد من الإجماع حول كيفية استخدام التكنولوجيا الرقمية من أجل "الناس والكوكب" والتصدي لمخاطرها

السلم والأمن

في حين أن التكنولوجيا الرقمية قدمت "فرصاً غير محدودة" للتنمية المستدامة والتعليم والإدماج، إلا أن وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، حذرت من جوانبها السلبية الواضحة.

وفي كلمتها أمام مجلس الأمن الدولي، قالت السيدة ديكارلو: "لدينا فرصة حاسمة لبناء توافق حول كيفية استخدام التقنيات الرقمية لصالح الناس والكوكب، والتصدي لمخاطرها".

"لكن العمل الجماعي من قبل الدول الأعضاء لا يزال ضروريا لتحقيق هذا الهدف".

التقنيات الرقمية من أجل الخير

وأشارت ديكارلو إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي غيرت حقوق الإنسان والمناصرة الإنسانية، "مما جعل من الممكن تعبئة الناس في جميع أنحاء العالم بسرعة وكفاءة حول القضايا التي تتطلب إجراءات عاجلة".

وقالت إنه في مجال صون السلم والأمن، حسنت التطورات التقنية القدرة على اكتشاف الأزمات، وتحسين وضع المساعدات الإنسانية مسبقاً، وإنشاء أدوات بناء سلام تعتمد على البيانات.

وأضافت السيدة ديكارلو أنه في مجال منع نشوب النزاعات، عززت الأدوات الرقمية الجديدة صنع وبناء السلام، ووفرت معلومات أفضل وبيانات إنذار مبكرة.

ونوهت ببعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة في اليمن، والتي تستخدم تكنولوجيا الخرائط والأقمار الصناعية لتعزيز مراقبة وقف إطلاق النار وزيادة قدرة الأمم المتحدة على "فهم وتحليل والاستجابة للأزمات التي قد يكون لها بعد رقمي، ومعالجة المخاطر الرقمية".

الدعم السياسي

علاوة على ذلك، يمكن للتكنولوجيا الجديدة أن تدعم العمليات السياسية، لا سيما في تعزيز الإدماج.

وقالت: "في العديد من مفاوضات السلام، استخدمنا الحوارات الرقمية بمساعدة الذكاء الاصطناعي للوصول إلى آلاف المحاورين وللاستماع إلى آرائهم وأولوياتهم".

"لقد كانت هذه طريقة مفيدة بشكل خاص للوصول إلى الفئات المستبعدة تقليدياً، بما في ذلك النساء".

السلامة والأمن

يمكن للتكنولوجيا الرقمية أيضاً تحسين سلامة وأمن حفظة السلام وموظفي الأمم المتحدة المدنيين على الأرض.

وقالت وكيلة الأمين العام: "إن إطلاق استراتيجية التحول الرقمي لحفظ السلام يمثل خطوة أساسية نحو هذا الهدف، ونحو تنفيذ تفويض أكثر فعالية مما يزيد قدرات الإنذار المبكر".

وتساعد هذه الأدوات أيضاً في تصور المعلومات ونقل التحليل الغني بالبيانات لإبلاغ قرارات مجلس الأمن - كما كان واضحا في عرض حديث حول كولومبيا يسلط الضوء على عمل الأمم المتحدة على الأرض للسفراء باستخدام تقنية الواقع الافتراضي.

روزماري ديكارلو ، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام ، تقدم إحاطة إلى اجتماع مجلس الأمن بشأن التكنولوجيا والأمن
UN Photo/Manuel Elias
روزماري ديكارلو ، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام ، تقدم إحاطة إلى اجتماع مجلس الأمن بشأن التكنولوجيا والأمن

اتجاهات مقلقة

ومع ذلك، شددت السيدة ديكارلو على وجود مجالات مثيرة للقلق، مستشهدة بتقديرات عدد الحوادث الوطنية وغير الحكومية للتكنولوجيا المستخدمة بشكل ضار، قد تضاعف أربع مرات تقريبا منذ عام 2015.

وقالت: "من الأمور التي تثير القلق بشكل خاص النشاط الذي يستهدف البنية التحتية التي توفر الخدمات العامة الأساسية، مثل الوكالات الصحية والإنسانية".

وفي الوقت نفسه، تثير الأسلحة الفتاكة المستقلة أسئلة تتعلق بالمساءلة البشرية عند استخدام القوة.

ورددت ديكارلو ما قاله الأمين العام، فوصفت الآلات التي تتمتع بالسلطة والحرية في إزهاق الأرواح دون تدخل بشري بأنها "مرفوضة سياسياً، وبغيضة أخلاقياً، وينبغي أن يحظرها القانون الدولي".

حذرت المسؤولة الأممية من أن "الجهات الفاعلة غير الحكومية أصبحت أكثر مهارة في استخدام التقنيات الرقمية منخفضة التكلفة والمتاحة على نطاق واسع لمتابعة أجنداتها،" مشيرة إلى أن الجماعات الإرهابية مثل القاعدة تستخدم بنشاط منصات وسائل التواصل الاجتماعي للتجنيد والتخطيط وجمع الأموال.

تصاعد التحديات

من تقنيات المراقبة التي يمكن أن تستهدف المجتمعات أو الأفراد، إلى الذكاء الاصطناعي الذي يحتمل أن يكون تمييزيا، لفتت وكيلة الأمين العام الانتباه إلى آثار التكنولوجيا الجديدة على حقوق الإنسان.

وقالت: "نحن قلقون أيضا بشأن الاستخدام المتزايد لعمليات إغلاق الإنترنت، بما في ذلك في حالات النزاع النشطة، مما يحرم المجتمعات من وسائل الاتصال والعمل والمشاركة السياسية،" مشيرة إلى ميانمار، التي تفاقمت فيها هذه الحوادث منذ الانقلاب العسكري العام الماضي.

علاوة على ذلك، تابعت ديكارلو بالقول إن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تغذي الاستقطاب والعنف من خلال نشر المعلومات المضللة والتطرف والعنصرية وكراهية النساء - مما يؤدي إلى تصعيد التوترات وتفاقم الصراع.

وذكَّرت المسؤولة الأممية أعضاء المجلس بأنه "في إثيوبيا، مع تصاعد القتال، كان هناك ارتفاع مقلق في عدد المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تنشر الخطاب التحريضي، حيث ذهب البعض إلى حد التحريض على العنف العرقي. نحن نعلم أيضاً أن المعلومات المضللة يمكن أن تعرقل قدرة بعثاتنا على تنفيذ ولاياتها، من خلال تفاقم الأكاذيب وتأجيج الاستقطاب".

السير قدما

مع تبني الفرص التي توفرها التكنولوجيا الجديدة لتعزيز السلام، يجب التخفيف من المخاطر وتشجيع الاستخدام المسؤول من قبل الجميع.

وقالت السيدة ديكارلو في اجتماع مجلس الأمن، إن الأمم المتحدة، مدفوعة بخطة العمل بشأن خطاب الكراهية ومبادرات التواصل مثل حملة "التحقق"، تعمل على تخفيف هذه المخاطر من خلال تجنب سوء الفهم والمفاهيم الخاطئة.

واختتمت حديثها قائلة "ومع ذلك، يجب عمل المزيد." وسلطت الضوء على الميثاق الرقمي العالمي، الذي من شأنه أن يحدد المبادئ المشتركة من أجل "مستقبل رقمي مفتوح وحر وآمن للجميع"؛ والأجندة الجديدة للسلام، والتي تأخذ نظرة شاملة للأمن العالمي والقواعد السلوكية المقترحة للنزاهة في المعلومات العامة.

طالب يستخدم تقنية الواقع الافتراضي في مدرسة في مقاطعة لاو كاي بفيتنام.
© UNICEF/Hoang Le Vu
طالب يستخدم تقنية الواقع الافتراضي في مدرسة في مقاطعة لاو كاي بفيتنام.

الحقوق الرقمية

في إحاطة افتراضية، سلطت نانجالا نيابولا، مديرة أدفوكس - وهو مشروع للحقوق الرقمية تابع لمجتمع "الأصوات العالمية" - الضوء على الحاجة إلى دعم الحقوق الرقمية وإنفاذها.

وقالت: "في العقدين الماضيين، شهدنا توسعاً كبيراً في استخدام التكنولوجيا الرقمية"، ولكن "لسوء الحظ لم يكملها استثمار مماثل في حماية أنفسنا من الأضرار التي سببها هذا التوسع".

وقالت السيدة نيابولا إن سرعة التقدم التكنولوجي خلقت مشاكل كان من الممكن منعها في مرحلة مبكرة ودعت إلى وقف واسع النطاق لتقنيات المراقبة الجديدة.

كما وجهت انتباه المجلس إلى سياسات الوصول الرقمي وعمليات إغلاق الإنترنت، وأكدت تأثيرها السلبي على الأقليات الثقافية والاقتصادية وتشكيلها لعقبات أمام وصول النساء.

وقالت إن "الحقوق الرقمية هي حقوق الإنسان"، مضيفة أنه يجب حماية المستخدمين.

تحسين حفظ السلام

وتطرق ديرك دروت، الأستاذ المساعد في مركز دراسات السلام والأمن الدولي بجامعة ماكغيل، إلى تقنيات المراقبة وترجمة اللغات المتطورة التي يمكنها تحسين فعالية عمليات حفظ السلام وحمايتها.

وحث الأمم المتحدة على القيام بدور أكثر تعمداً لقول الحقيقة في مناطق الصراع، وذكّر بأن عمليات حفظ السلام يجب أن تصوغ بروتوكولات التكنولوجيا الرقمية خاصة بها، بخلاف تلك الخاصة بالدول التي تدعمها.

أخيراً، أكد السيد دروت أن قول الحقيقة بالنسبة للمجتمعات المحلية، يرتبط ارتباطاً مباشراً ببناء الثقة، ودعا إلى زيادة القدرة على المراقبة والمشاركة في "مشهد المعلومات" في مناطق النزاع.