منظور عالمي قصص إنسانية

في المؤتمر العالمي الخامس للقضاء على عمالة الأطفال، دعوة إلى بذل المزيد من الجهود لإنهاء هذه الآفة

بقع سوداء على يد طفل في زامبيا
Unsplash / Atlas Green
بقع سوداء على يد طفل في زامبيا

في المؤتمر العالمي الخامس للقضاء على عمالة الأطفال، دعوة إلى بذل المزيد من الجهود لإنهاء هذه الآفة

حقوق الإنسان

افتتح المؤتمر العالمي الخامس للقضاء على عمالة الأطفال في ديربان بجنوب أفريقيا بدعوة قوية لاتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة الأعداد المتزايدة من الأطفال الذين يتعرضون لهذا الانتهاك لحقوقهم.

وفي حديثه في بداية أسبوع من المناقشات في ديربان وعبر الإنترنت، دعا رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا المشاركين إلى الالتزام باتخاذ "إجراءات بعيدة المدى" لإحداث تغيير في حياة الأطفال.

وقال: "نحن هنا لأن لدينا اقتناع مشترك بأن عمالة الأطفال في جميع أوجهها هي عدو. إن عمالة الأطفال هي عدو لتنمية أطفالنا وعدو للتقدم. لا حضارة ولا بلد ولا اقتصاد يمكن أن يعتبر نفسه في طليعة التقدم إذا تم بناء نجاحه وثرواته على ظهور الأطفال".

"لا يمكننا أبدا أن نستسلم لعمالة الأطفال"

وردد صدى هذه الدعوة المدير العام لمنظمة العمل الدولية، غاي رايدر، فقال: "قد يقول البعض إن عمالة الأطفال هي نتيجة حتمية للفقر وعلينا قبول ذلك. لكن هذا خطأ. لا يمكننا أبدا أن نستسلم لعمالة الأطفال. لسنا مضطرين. إن معالجة الأسباب الجذرية مثل الفقر الأسري أمر ضروري. لكن مما لا شك فيه أن عمالة الأطفال هي انتهاك لحق أساسي من حقوق الإنسان، ويجب أن يكون هدفنا عدم تضرر أي طفل في أي مكان. لا يمكننا أن نرتاح حتى يحدث ذلك".

وشدد بيان مشترك بين حكومة جنوب أفريقيا ومنظمة العمل الدولية على أن العديد من المتحدثين في المؤتمر أكدوا الحاجة الملحة لاستعادة التقدم الذي أحرز في العديد من المناطق قبل جائحة كوفيد-19، خاصة مع اقتراب الموعد النهائي لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة للقضاء على عمالة الأطفال حلول عام 2025.

وباء كوفيد-19 يهدد بعكس التقدم المحرز

تظهر أحدث الأرقام أن 160 مليون طفل - أي ما يقرب من واحد من كل عشرة أطفال في جميع أنحاء العالم - لا يزالون معرضين لعمالة الأطفال، والأرقام آخذة في الارتفاع. ويقول البيان المشرك إن الجائحة تهدد بعكس سنوات من التقدم، مع نمو عمالة الأطفال بشكل خاص في الفئة العمرية من 5 إلى 11 سنة.

هذه هي المرة الأولى التي يُعقد فيها المؤتمر العالمي للقضاء على عمالة الأطفال في أفريقيا - وهي المنطقة ذات الأعداد الأعلى في عمالة الأطفال والتي تشهد أبطأ تقدم في التخلص من هذه الظاهرة. وتتم معظم هذه عمالة في القارة - حوالي 70 في المائة - في مجال الزراعة، وغالباً في الأماكن التي يعمل فيها الأطفال جنباً إلى جنب مع أسرهم.

دعوة ديربان للعمل

سيبني المؤتمر على أربع مؤتمرات دولية سابقة، عُقدت في بوينس آيرس، وبرازيليا، ولاهاي، وأوسلو، والتي رفعت الوعي بالقضية، وقيمت التقدم، وحشدت الموارد، وأقامت اتجاها استراتيجيا للحركة العالمية ضد عمالة الأطفال.

ومن المتوقع أن يفضي المؤتمر إلى "دعوة ديربان للعمل" التي ستحدد الالتزامات الملموسة لتوسيع نطاق العمل للقضاء على عمالة الأطفال.