منظور عالمي قصص إنسانية

في ظل تعاف غير متكافئ، الأونكتاد تفيد بحدوث انتعاش في تدفقات الاستثمار العالمي

يعد الاستثمار الأجنبي المباشر مصدرا مهما لرأس المال اللازم لمشاريع البنية التحتية.
Unsplash/Josue Isai Ramos Figuer
يعد الاستثمار الأجنبي المباشر مصدرا مهما لرأس المال اللازم لمشاريع البنية التحتية.

في ظل تعاف غير متكافئ، الأونكتاد تفيد بحدوث انتعاش في تدفقات الاستثمار العالمي

التنمية الاقتصادية

بعد الانخفاض الكبير الذي حدث خلال العام الماضي، بسبب جائحة كورونا، وصل الاستثمار الأجنبي المباشر إلى ما يقدر بنحو 852 مليار دولار في النصف الأول من عام 2021، مما يدل على حدوث انتعاش أقوى من المتوقع.
 

وفقا لمرصد اتجاهات الاستثمار الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، اليوم الثلاثاء.

ويوضح المرصد زيادة في الاستثمار الأجنبي المباشر، خلال الربعين الأولين، حيث تمت استعادة أكثر من 70 في المائة من الخسائر التي نجمت عن أزمة كـوفيد-19 في عام 2020.

يقول مدير الاستثمار والمشاريع في الأونكتاد، جيمس زان، إن الأخبار السارة "تخفي التباين المتزايد في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بين الاقتصادات المتقدمة والنامية، فضلا عن التأخر في الانتعاش واسع النطاق للاستثمار التأسيسي في القدرة الإنتاجية".

كما حذر السيد زان من أن عدم اليقين لا يزال سائدا.

التوقعات العالمية

من العوامل المهمة التي تتسبب في حالة عدم اليقين هذه مدة الأزمة الصحية، ووتيرة التطعيمات، خاصة في البلدان النامية، وسرعة تنفيذ تحفيز البنية التحتية، أما العوامل الأخرى فهي العمالة والاختناقات في سلسلة التوريد، وارتفاع أسعار الطاقة والضغوط التضخمية.

على الرغم من هذه التحديات، فقد تحسنت التوقعات العالمية للعام بأكمله عن التوقعات السابقة.

وفقا للأونكتاد، ستنمو تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى مستويات ما قبل الجائحة، على الرغم من أن النمو في الأشهر القليلة المقبلة يتوقع له أن يكون أقل حدة مما كان عليه في النصف الأول من العام. 

الانتعاش غير المتكافئ

بين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو، شهدت الاقتصادات المتقدمة أكبر زيادة، حيث بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر ما يقدر بنحو 424 مليار دولار، أي أكثر من ثلاثة أضعاف المستوى المنخفض بشكل استثنائي في عام 2020.

في أوروبا، شهد العديد من الاقتصادات الكبيرة زيادات كبيرة، حيث وصلت مستويات تقارب مستويات ما قبل الجائحة.

ارتفعت التدفقات الداخلة إلى الولايات المتحدة بنسبة 90 في المائة، مدفوعة بزيادة كبيرة في عمليات الاندماج والاستحواذ العابرة للحدود.

كما زادت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في الاقتصادات النامية زيادة كبيرة، حيث بلغ مجموعها 427 مليار دولار في النصف الأول من العام.

كما حدث تسارع في النمو في شرق وجنوب شرق آسيا (25 في المائة)، وانتعاش إلى مستويات تقارب مستويات ما قبل الجائحة في أمريكا الوسطى والجنوبية، وانتعاش في العديد من الاقتصادات الإقليمية الأخرى في جميع أنحاء أفريقيا وغرب ووسط آسيا.

ومن إجمالي الزيادة الناجمة عن التعافي، تم تسجيل 75 في المائة في الاقتصادات المتقدمة.

ضاعفت البلدان ذات الدخل المرتفع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر ربع السنوية الوافدة من أدنى مستوياتها لعام 2020 إلى أكثر من الضعف، وشهدت الاقتصادات ذات الدخل المتوسط زيادة بنسبة 30 في المائة، فيما شهدت الاقتصادات منخفضة الدخل تراجعا بنسبة 9 في المائة.

صورة غير واضحة للمستثمرين

تتجلى ثقة المستثمرين المتزايدة في البنية التحتية، مدعومة بالظروف المواتية في التمويل طويلة الأجل، وحزم تحفيز الانتعاش، وبرامج الاستثمار الخارجية.

وارتفعت صفقات تمويل المشاريع الدولية بنسبة 32 في المائة من حيث العدد، و74 في المائة من حيث القيمة. حدثت زيادات كبيرة في معظم المناطق ذات الدخل المرتفع وفي آسيا وأمريكا الجنوبية.