منظور عالمي قصص إنسانية

مفوضية حقوق الإنسان: العنف والفساد لا يزالان يستشريان في جنوب السودان

يعيش الكثير من الناس في جنوب السودان في فقر بعد سنوات من التخلف والفساد والصراع.
UNMISS\Nektarios Markogiannis
يعيش الكثير من الناس في جنوب السودان في فقر بعد سنوات من التخلف والفساد والصراع.

مفوضية حقوق الإنسان: العنف والفساد لا يزالان يستشريان في جنوب السودان

حقوق الإنسان

ذكرت مفوضية حقوق الإنسان أن جنوب السودان لا يزال يعاني من تفشي العنف والفساد، مما يهدد جهود الدولة الفتية في إحلال سلام دائم وتحقيق التنمية المستدامة.

واستمع مجلس حقوق الإنسان في جنيف، اليوم الخميس، إلى تحديث بشأن الوضع في البلاد، قدمته نائبة المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ندى الناشف، والتي تحدثت عن "المستويات المذهلة في أعمال العنف المحلي".

وعزت ذلك إلى المليشيات الأهلية التي كانت مسؤولة عن جميع عمليات القتل والإصابات والاختطاف والعنف الجنسي، في الفترة بين نيسان/أبريل وحزيران/يونيو من هذا العام.

مكافحة الإفلات من العقاب 

وفقا لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (أونميس)، شهدت فترة الثلاثة أشهر الماضية مقتل 585 شخصا وإصابة 305 آخرين وتشريد الآلاف قسرا في جميع أنحاء البلاد، لا سيما في ولاية جونقلي ومنطقة البيبور الإدارية العظمى.

وقالت السيدة ندى الناشف إن التقدم المحرز في مكافحة الإفلات من العقاب كان ضئيلا، على الرغم من المزاعم العديدة بوقوع انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني. وحثت الحكومة على العمل بشكل وثيق مع القادة المحليين للتوصل إلى حلول سلمية للنزاع.

أزمة ذات أبعاد "ملحمية"

Tweet URL

بدورها، أكدت رئيسة لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنوب السودان، السيدة ياسمين سوكا، التي قدمت أيضا تقريرا إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف، اليوم الخميس، أنه منذ آذار / مارس الماضي، تدهورت حالة حقوق الإنسان في البلاد، إلى حد كبير، مشيرة إلى أن هناك أزمة في حقوق الإنسان، ذات أبعاد "ملحمية" تتكشف فصولها، بشكل سريع.

وأشارت إلى حدوث زيادة في عمليات القتل خارج نطاق القضاء، وحالات الاختفاء القسري والتعذيب، فضلا عن الاغتصاب والعنف الجنسي المرتبطان بالنزاع.

وقالت إن عدم تسامح الحكومة مع الانتقادات أسفر عن هجوم وحشي على الحريات الأساسية وقمع المعارضة، باستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين.

وفقا للسيدة سوكا، قُتل أكثر من 100 مدني بين حزيران/يونيو وآب/أغسطس من هذا العام، في نزاع عرقي في تامبورا في ولاية غرب الاستوائية. وبحسب تقارير فقد أسفر النزاع عن تشريد ما بين 80-120 ألف شخص، وفر الآلاف إلى ولاية بحر الغزال المجاورة ومقاطعة إيزو.

هجوم على العاملين في المجال الإنساني 

كما حذرت رئيسة لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنوب السودان من تعرض المجتمع الإنساني في البلاد للهجوم بشكل متزايد، مما أدى إلى تعليق الأنشطة الإنسانية ونقل عمال الإغاثة.

وأشارت إلى نزوح أكثر من 4.3 مليون شخص، ويعتقد أن ما يقرب من 80 في المائة من السكان يعيشون في فقر مدقع، ويعاني أكثر من 7.2 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي.

كما أشارت السيدة ياسمين سوكا إلى أن نداء الأمم المتحدة الإنساني لجنوب السودان، والبالغة قيمته نحو 1.7 مليار دولار، لم يتلق سوى النصف من جملة المبلغ. وقالت إن جنوب السودان يحتل المرتبة السابعة من بين 8 دول في العالم تعاني من أسوأ الأزمات الإنسانية.

اختلاس 73 مليون دولار

وقالت السيدة سوكا إن قادة البلاد استمروا في تحويل "مبالغ هائلة من الأموال ... من الخزينة العامة للبلاد".

وفقا للتحقيقات التي أجرتها اللجنة، على مدار العامين الماضيين، تم اختلاس أكثر من 73 مليون دولار منذ عام 2018. 

وأشارت السيدة ياسمين سوكا إلى أن هذا الرقم ليس سوى جزء بسيط من المبلغ الإجمالي المنهوب، حيث قامت النخب الحاكمة في جنوب السودان بتحويل أكثر من 4 مليارات دولار منذ عام 2012 - العام الذي أعقب استقلال البلاد.