منظور عالمي قصص إنسانية

الصراع، تغير المناخ وكوفيد -- كلها مجتمعة تدفع المزيد من الناس نحو براثن الجوع

سيدى تقوم بفرز الفاصوليا الفرنسية التي حصدتها في إحدى المزارع التعاونية في تافيتا، كينيا.
© FAO//Fredrik Lerneryd
سيدى تقوم بفرز الفاصوليا الفرنسية التي حصدتها في إحدى المزارع التعاونية في تافيتا، كينيا.

الصراع، تغير المناخ وكوفيد -- كلها مجتمعة تدفع المزيد من الناس نحو براثن الجوع

الصحة

حذرت وكالات الأمم المتحدة يوم الاثنين من ارتفاع مستويات الجوع في العالم بشكل كبير بسبب النزاعات وتغير المناخ والأثر الاقتصادي لفيروس كوفيد -19، مشيرة إلى أن واحداً من بين كل خمسة أطفال حول العالم يعاني من التقزم.

وتشير البيانات الجديدة التي تمثل أول تقييم عالمي شامل لانعدام الأمن الغذائي تم إجراؤه منذ ظهور جائحة فيروس كورونا، إلى أن عدد الأشخاص المتضررين من الجوع المزمن في عام 2020، ارتفع بأكثر مما كان عليه في السنوات الخمس السابقة مجتمعة.

من المرجح أن يستغرق عكس هذا الوضع سنوات إن لم يكن عقودا، وفقا لبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو) والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).

دعوة لإصلاح النظام الغذائي

وأوضح رؤساء تلك الوكالات في تقرير هذا العام المعنون "حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم 2021 (SOFI)": "تستمر الجائحة في كشف نقاط الضعف في أنظمتنا الغذائية التي تهدد حياة الناس وسبل عيشهم في جميع أنحاء العالم".

ويشير إلى أن حوالي عُشر سكان العالم - بين 720 مليون شخص و811 مليون شخص - يعانون من نقص التغذية في العام الماضي.

وحوالي 418 مليونا من هذا العدد موجود في آسيا و282 مليونا في أفريقيا.

على الصعيد العالمي، لم يتمكن 2.4 بليون شخص من الحصول على الغذاء المغذي بما فيه الكفاية في عام 2020- بزيادة قدرها 320 مليون شخص تقريبا في عام واحد.

تغير المناخ

Tweet URL

ويبرز التقرير أيضا كيف أن تغير المناخ جعل المجتمعات في البلدان النامية أكثر عرضة للجوع - على الرغم من حقيقة أنها تساهم بشكل ضئيل في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية.

وقال جيرنو لاغاندا من برنامج الأغذية العالمي إن هذه الدول الأفقر هي أيضا الأقل استعدادا لتحمل تغير المناخ أو الاستجابة له، مضيفا أن الصدمات والضغوط المرتبطة بالطقس كانت "تدفع بالجوع قدما بشكل لم يسبق له مثيل".

وقالت الوكالات في بيان مشترك إن هذا يشير إلى أن "الأمر سيستغرق جهداً هائلاً لكي يفي العالم بتعهده بالقضاء على الجوع بحلول عام 2030"، في دعوة إلى أن يكون إنتاج الغذاء أكثر شمولاً وكفاءة ومرونة واستدامة.

أهداف يافعة

لقد عانى النمو الصحي للأطفال أيضا، حيث تأثر أكثر من 149 مليون طفل دون سن الخامسة بالتقزم، كما فاتت الوجبات المدرسية في عام 2020 370 مليونا منهم بسبب إغلاق المدارس أثناء جائحة فيروس كورونا.

وقال برنامج الأغذية العالمي، اليوم، لا يزال 150 مليون شاب لا يحصلون على وجبة غداء مدرسية، مما حث البلدان على استعادة هذه البرامج ووضع " (برامج) أخرى أفضل تمنح الأطفال والمجتمعات مستقبلا".

قال ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي: "يسلط (التقرير) الضوء على حقيقة مدمرة: تم إيقاف الطريق إلى القضاء على الجوع في مساراته بسبب النزاعات والمناخ وكوفيد-19". 

وشدد على أن إمكانات الأطفال المستقبلية "تدمَر بسبب الجوع". 

ودعا "العالم إلى العمل لإنقاذ هذا الجيل الضائع قبل فوات الأوان."