منظور عالمي قصص إنسانية

الصحة العالمية: تسع من كل 10 دول أفريقية ستفوت تحقيق هدف التطعيم العاجل ضد فيروس كورونا

ممرضة تستعد لإعطاء لقاح كوفيد-19 لامرأة مركز صحي في كابالي بأوغندا.
© UNICEF/Catherine Ntabadde
ممرضة تستعد لإعطاء لقاح كوفيد-19 لامرأة مركز صحي في كابالي بأوغندا.

الصحة العالمية: تسع من كل 10 دول أفريقية ستفوت تحقيق هدف التطعيم العاجل ضد فيروس كورونا

الصحة

قالت منظمة الصحة العالمية، يوم الخميس، إن تسعا من كل عشر دول أفريقية ستفشل في تحقيق هدف أيلول/سبتمبر القاضي بتطعيم 10 في المائة من سكانها ضد كوفيد -19.

بحصولها على 32 مليون جرعة، تمثل حصة أفريقيا أقل من واحد % من أكثر من 2.1 مليار جرعة يتم إعطاؤها على مستوى العالم. وتلقى 2 % فقط من سكان القارة البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة الجرعة الأولى، وتم تطعيم 9.4 مليون مواطن أفريقي فقط.

مسألة حياة أو موت

قال الدكتور ماتشيديسو مويتي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا إن تقاسم الجرعات مع أفريقيا مسألة حياة أو موت.

يأتي تذكير منظمة الصحة العالمية بأن هناك حاجة ماسة إلى 225 مليون جرعة من اللقاح في القارة فيما ترتفع الإصابات بفيروس كورونا هناك للأسبوع الثالث على التوالي.

وقد سجلت 54 دولة في أفريقيا ما يقرب من خمسة ملايين إصابة بكوفيد-19 حتى الآن وزادت الأرقام بنحو 20 في المائة - إلى أكثر من 88،000 - في الأسبوع المنصرم في 6 حزيران/يونيو.

الموجة الثالثة تلوح في الأفق

حذر الدكتور مويتي قائلا: "مع اقترابنا من خمسة ملايين حالة وموجة ثالثة تلوح في أفق أفريقيا، يظل العديد من الأشخاص الأكثر ضعفاً لدينا معرضين بشكل خطير لكوفيد-19."

"لقد ثبت أن اللقاحات تمنع الإصابات والوفيات، لذلك يجب على البلدان التي تستطيع، أن تتبرع بلقاحات كوفيد-19 بشكل عاجل."

وفقا لآخر تحديث للوضع من قبل منظمة الصحة العالمية، فإن الجائحة "تتجه صعودا في 10 دول أفريقية". وشهدت أربع دول زيادة بنسبة 30 في المائة في الحالات في الأيام السبعة الماضية، مقارنة بالأسبوع السابق.

ووقعت معظم الحالات الجديدة في مصر وجنوب أفريقيا وتونس وأوغندا وزامبيا وأكثر من نصف الحالات في تسع دول في الجنوب الأفريقي.

وقالت منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة إن اللقاحات أصبحت "نادرة بشكل متزايد"، مضيفة أنه بالمعدل الحالي، فإن سبع دول أفريقية فقط ستحقق هدف تحصين شخص من كل 10 أشخاص بحلول أيلول/سبتمبر.

الوضع يختلف في أوروبا

تقوم دول في أوروبا، بما في ذلك المملكة المتحدة (هذه الصورة) بتخفيف القيود المتعلقة بكوفيد-19.
IMF/Jeff Moore
تقوم دول في أوروبا، بما في ذلك المملكة المتحدة (هذه الصورة) بتخفيف القيود المتعلقة بكوفيد-19.

يأتي هذا التطور في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية يوم الخميس أنه لأول مرة في أوروبا منذ آب/أغسطس الماضي، انخفضت الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 إلى أقل من 10،000 في أسبوع.

في تحديثها المنتظم، أشارت وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة إلى أن حالات الإصابة والاستشفاء والوفيات قد انخفضت في المنطقة خلال شهرين متتاليين.

قال الدكتور هانز كلوج، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأوروبا، إنه تم الإبلاغ عن إجمالي 368،000 حالة جديدة في الأيام السبعة الماضية، وهو ما يمثل خمس الحالات الأسبوعية التي تم الإبلاغ عنها خلال الذروة الأوروبية الأخيرة في نيسان/أبريل من هذا العام.

وأشار إلى أن المنطقة الأوروبية شهدت 55 مليون حالة إصابة مؤكدة بـكوفيد-19 و1.2 مليون حالة وفاة، وهو ما يمثل حوالي ثلث عدد الحالات على مستوى العالم.

توزيع اللقاح

وأشار الدكتور كلوج إلى أنه تم إعطاء أكثر من 400 مليون جرعة من لقاحات كوفيد-19 في الأشهر الستة الماضية، مما يعني أن 30 في المائة من الأوروبيين قد تلقوا جرعة لقاح واحدة على الأقل و17 في المائة تم تحصينهم بالكامل.

وأوضح مسؤول منظمة الصحة العالمية أن "تغطية التطعيم غير كافية على الإطلاق لحماية المنطقة (الأوروبية) من طفرة جديدة. المسافة التي يجب قطعها قبل الوصول إلى تغطية 80 في المائة على الأقل من السكان البالغين، لا تزال كبيرة".

وتابع قائلا إن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 عاما أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض خطيرة أو الوفاة من فيروس كورونا بمقدار 800 مرة، مؤكدا أن مواصلة حماية كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض متعددة والعاملين في الخطوط الأمامية الذين "يظلون غير محميين" في عدد من الدول الأوروبية.

وأضاف المسؤول في منظمة الصحة العالمية: "مع تزايد التجمعات الاجتماعية، وزيادة تنقل السكان، والمهرجانات الكبيرة والبطولات الرياضية التي تقام في الأيام والأسابيع المقبلة، تدعو منظمة الصحة العالمية وأوروبا إلى توخي الحذر".

وتابع الدكتور كلوج قائلا إن انتقال الفيروس في المجتمع مستمر على نطاق واسع، مضيفا أن متغير دلتا الجديد لفيروس كورونا الذي يُظهر زيادة في قابلية الانتقال "مستعد ليبقى"، بينما يظل العديد من الأشخاص المعرضين للخطر ممن تزيد أعمارهم عن 60 عاما غير محميين.

ومسلطا الضوء على أوجه التشابه مع الصيف الماضي عندما ارتفعت الإصابات بين الشباب قبل الانتقال إلى الفئات العمرية الأكبر سنا، حث مسؤول منظمة الصحة العالمية الدول الأوروبية على تجنب "طفرة جديدة مدمرة وإغلاق وخسائر في الأرواح" خلال الأشهر الأكثر دفئا.