منظور عالمي قصص إنسانية

حملة إقليمية في الدول العربية تستهدف الرجال للمساعدة في محاربة ختان الإناث

عبيدة داوود الناجية من تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية تسير في صحراء عفار شمال إثيوبيا.
Sara Elgamal for UNFPA
عبيدة داوود الناجية من تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية تسير في صحراء عفار شمال إثيوبيا.

حملة إقليمية في الدول العربية تستهدف الرجال للمساعدة في محاربة ختان الإناث

المرأة

تشير التقديرات إلى أن حوالي 200 مليون فتاة وامرأة على قيد الحياة اليوم شهدن شكلا من أشكال تشويه الأعضاء التناسلية. وتحذر المنظمات الإنسانية من أن مليوني فتاة وسيدة إضافية سيخضعن لهذه الممارسة اللاإنسانية في العقد المقبل.

 

كما تشير التقارير إلى أن حوالي 68 مليون فتاة سيتم تشويههن خلال الفترة من 2015 إلى 2030، ما لم يتم القيام بتحرك متضافر وسريع.

أما في المنطقة العربية، فتنتشر ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث بصورة واسعة. ويبلغ المعدل في اليمن 19% من النساء والفتيات بعمر 15-49، وفي مصر والسودان ترتفع المعدلات لتصل إلى 87%، وتصل إلى 94% في جيبوتي، و98% في الصومال.

وبحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن كثيرا من النساء والفتيات يخضعن لتشويه الأعضاء التناسلية على يد مقدم الرعاية الصحية سواء طبيب أو ممرض أو قابلة، في الوقت الذي يشكل فيه تزايد إضفاء الطابع الصحي على ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث اتجاها مقلقا في منطقة الدول العربية.

حملة تهدف لإشراك الرجال

تزامنا مع اليوم العالمي لعدم التسامح مطلقا مع تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (في 6 شباط/فبراير)، تطلق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وصندوق الأمم المتحدة للسكان حملة هذا العام بعنوان "لا وقت للتقاعس الدولي: اتحاد وتمويل وعمل مشترك من أجل القضاء على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث)".

وتهدف الحملة إلى إشراك الرجال والشباب والفتيان بنشاط في مكافحة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية. وتشير المنظمتان إلى أن الدعوة موجهة هذا العام للرجال والشباب والفتيان من أجل العمل على تحقيق التخلص الكامل من الممارسات الضارة في عائلاتهم وأحيائهم ومجتمعاتهم. وبحسب المنظمتين، فإن التخلي الجماعي (أي أن يختار المجتمع عدم الانخراط في تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية) هو وسيلة فعّالة لإنهاء هذه الممارسة.

وشددت المنظمتان على أهمية العمل بسرعة وبشكل حاسم وعلى جبهات عديدة في وقت واحد لضمان حصول الفتيات على التعليم والرعاية الصحية، مع التأكيد على أن القضاء على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية والمساواة بين الجنسين هدفان مترابطان ويعزز كل منهما الآخر.

سيدة من اللاتي يقمن بعملية ختان الإناث مع حفيدتها البالغة من العمر 10 أعوام. كان من المفترض أن تخضع الطفلة للختان، ولكنها مصابة بالتهاب، مما جعل جدتها تنتظر شفاها. صوماليلاند..
UNFPA/Georgina Goodwin
سيدة من اللاتي يقمن بعملية ختان الإناث مع حفيدتها البالغة من العمر 10 أعوام. كان من المفترض أن تخضع الطفلة للختان، ولكنها مصابة بالتهاب، مما جعل جدتها تنتظر شفاءها. صوماليلاند.., by UNFPA/Georgina Goodwin

تحذير من تأثير الجائحة

حذرت المنظمات الإنسانية من أن مليوني حالة إضافية من المحتمل أن تتعرض لتشويه الأعضاء التناسلية خلال العقد المقبل بسبب جائحة كـوفيد-19، مع إغلاق المدارس وتعطيل برامج حماية الفتيات من الممارسات الضارّة.

وفي بيان مشترك، دعت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فورـ والمديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، د. نتاليا كانم، إلى العمل الآن لوقف حدوث ذلك.

وقال المسؤولتان في بيان صحفي: "حتى قبل أن يقلب كوفيد-19 التقدم المحرز، كان هدف إنهاء تشويه الأعضاء التناسلية بحلول عام 2030 التزاما طموحا.. وقد زادت الجائحة من عزمنا على حماية 4 مليون فتاة وسيّدة معرّضة لخطر تشويه الأعضاء التناسلية كل سنة".

وأشارت المنظمتان إلى أن إنهاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث يتطلب تعاونا بين مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة، وهذا يشمل صناع القرار العالميين والإقليميين والوطنيين والمحليين، ومنظمات المجتمع المدني ومسؤولي إنفاذ القانون والقضاء وغيره.

تمويل بقيمة 2.4 مليون دولار

كما دعت المنظمتان إلى تمويل الجهود بالمستوى الذي يساوي الالتزام. وسيتطلب ذلك نحو 2.4 مليار دولار على مدار العقد المقبل، أي ما يعادل 100 دولار لكل فتاة. وأشار البيان إلى أن هذا ثمن زهيد للغاية مقابل الحفاظ على سلامة الفتاة الجسدية وصحتها وحقها في قول "لا" للانتهاك. ومع ذلك، فإن معظم هذه الأموال لم يتم جمعها بعد.

وبحسب المنظمتين، فإن تحسين وضع المرأة والنهوض بحقوقها يعود بفوائد على مجتمعات بأكملها، وليس فقط على النساء والفتيات. وضمان الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية والحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي بما في ذلك تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، من بين تدابير مهمة أخرى، يحسّن صحة الأسر والرفاه الاجتماعي لمجتمعات بأكملها.

وتدعو الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى إعادة بناء التصورات بما يحقق وجود عالم يمكّن الفتيات والنساء من التعبير عن أنفسهن وعن خياراتهن والاستفادة من إمكاناتهنّ بالكامل.