منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تخصص 100 مليون دولار لمساعدة 7 دول على رأسها اليمن لتجنب خطر المجاعة

تقوّض جائحة كوفيد-19 التغذية لدى السكان الأكثر ضعفا في العالم، وخاصة الأطفال والحوامل والمرضعات. في الصورة: أحد طواقم برنامج الأغذية العالمي يقابل أشخاصا نازحين في موقع لاستقبال النازحين في نيجيريا.
WFP/Oluwaseun Oluwamuyiwa
تقوّض جائحة كوفيد-19 التغذية لدى السكان الأكثر ضعفا في العالم، وخاصة الأطفال والحوامل والمرضعات. في الصورة: أحد طواقم برنامج الأغذية العالمي يقابل أشخاصا نازحين في موقع لاستقبال النازحين في نيجيريا.

الأمم المتحدة تخصص 100 مليون دولار لمساعدة 7 دول على رأسها اليمن لتجنب خطر المجاعة

المساعدات الإنسانية

خصصت الأمم المتحدة 100 مليون دولار من الصندوق المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ، لمساعدة ملايين الأشخاص على إطعام أنفسهم في البلدان الأكثر عرضة للجوع الناجم عن الصراعات والتدهور الاقتصادي وتغيّر المناخ وجائحة كوفيد-19.

وستحصل كل من أفغانستان وبوركينا فاسو وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا وجنوب السودان واليمن على 80 مليون دولار من الصندوق المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ (CERF)، كما تم تخصيص 20 مليون دولار إضافية لاتخاذ إجراءات استباقية لمكافحة الجوع في إثيوبيا، حيث قد يؤدي الجفاف إلى تفاقم الوضع الهش في البلاد.

وفي بيان، قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، إن احتمالية العودة إلى عالم تنتشر فيه المجاعات ستكون مؤلمة للقلب وفاحشة في عالم يوجد فيه طعام يكفي الجميع: "المجاعات تؤدي إلى وفيات مؤلمة ومذِلة. إنها تؤجج الصراع والحرب، وتؤدي إلى نزوح جماعي، وتأثيرها يكون مدمرا وطويل الأمد".

تحذير قوي من المنظمات الإنسانية

وفي مقال رأي مشترك عن تجنّب المجاعة نُشر في صحيفة "تايمز" اللندنية على الإنترنت، حذر السيّد لوكوك والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، من أن أفغانستان وبوركينا فاسو وجمهورية الكونغو الديمقراطية وشمال شرق نيجيريا وجنوب السودان واليمن على حافة الهاوية، وخاصة بعد جائحة كـوفيد-19:

"في البلدان الهشة والمتضررة من النزاعات، لا يكون الفيروس نفسه سبب أكبر قدر من الضرر. إنه تفويت التطعيم، وضياع التعليم، وعدم الحصول على أجر يومي وهو ما يعني أن الأسرة لا تستطيع تناول الطعام".

المجاعات تؤدي إلى وفيات مؤلمة ومذِلة. إنها تؤجج الصراع والحرب، وتؤدي إلى نزوح جماعي -- مارك لوكوك

وتشدد الوكالات الإنسانية على أنه بدون اتخاذ إجراء فوري، يمكن أن تصبح المجاعة حقيقة واقعة في الأشهر المقبلة في أجزاء من بوركينا فاسو وشمال شرق نيجيريا وجنوب السودان واليمن. وإذا حدث ذلك فستكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن مجاعة منذ عام 2017 عندما حدثت في أجزاء من جنوب السودان.

وقال لوكوك: "لا ينبغي لأحد أن ينظر إلى الانزلاق للمجاعة كأثر جانبي حتمي لهذه الجائحة. إذا حدث ذلك، فذلك لأن العالم سمح بحدوثه. يمكن تجنّب المجاعة، لكن علينا أن نتحرك في الوقت المناسب لإحداث فرق. في الوقت الحالي، الطريقة الأسرع والأكثر فعالية لدعم جهود الوقاية من المجاعة هي المزيد من الأموال لعمليات الإغاثة".

اليمن الأكثر حاجة

بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، سيتم توزيع الأموال عبر برمجة النقد والقسائم، وهي واحدة من أكثر الطرق كفاءة ومرونة وفعالية من حيث التكلفة لمساعدة الأشخاص الذين هم في أمسّ الحاجة إليها وستستهدف الفئات الأكثر ضعفا وخاصة النساء والفتيات والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

في أفغانستان، 3.3 مليون شخص يواجهون مستويات طارئة من انعدام الغذاء – وهذا يعني أنهم على بُعد خطوة واحدة من المجاعة، وستحصل أفغانستان على 15 مليون دولار.

وستحصل بوركينا فاسو على 6 ملايين دولار. فقد تضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع الشديد في هذا البلد ثلاث مرات تقريبا منذ عام 2019، وأكثر من 11 ألف شخص يعيشون بالفعل في ظروف كارثية.

وستتلقى جمهورية الكونغو الديمقراطية 7 ملايين دولار. وسيحصل شمال شرق نيجيريا على 15 مليون دولار حيث تتزايد مخاوف الجوع في المناطق المتضررة من النزاع، لاسيّما في أجزاء من ولاية بورنو حيث يكون وصول المساعدات الإنسانية محدودا.

وسيحصل جنوب السودان على 7 ملايين دولار. أما اليمن فسيتلقى 30 مليون دولار لإطعام ملايين الأشخاص الذين تم دفعهم باتجاه المجاعة بعد خمسة أعوام من الصراع. ويعيش في اليمن حوالي 20 مليون شخص في أزمة بسبب الحرب وانهيار الاقتصاد وارتفاع أسعار الأغذية والبنية التحتية العامة المدمرة.

الحاجة ماسة للمساعدة

يقدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات لنحو 100 مليون شخص حول العالم سنويا، ويشير كل من لوكوك وبيزلي إلى الحاجة لمساهمات كل من هو في وضع يسمح له بالتبرع.

وقال المسؤولان الأمميان إنه عندما يتأرجح أكثر من ربع مليار شخص على حافة منحدر، فلن يكون هناك وقت لإشاحة النظر، ناهيك عن السير بعيدا.

وأضافا يقولان: "بحلول الوقت الذي يتم فيه الإعلان عن حدوث مجاعة، سيكون الأوان قد فات، لأن الناس بدأوا يموتون، فالمجاعات هي وصمة عار على البشرية، حان وقت العمل".

يُذكر أنه منذ تأسيسه عام 2005، قدم الصندوق المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ ما يقرب من 7 مليارات دولار للعمل الإنساني المنقذ للحياة والذي ساعد مئات الملايين من الناس في أكثر من 100 دولة ومنطقة.