منظور عالمي قصص إنسانية

اجتماع أممي يدعو إلى تعاون لا نظير له في معالجة الأزمات العالمية المتعددة بما فيها كوفيد والمناخ

برنامج الأغذية العالمي يشير إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل سريع في جنوب السودان مع خطر المجاعة الذي يلوح بالأفق.
United Nations
برنامج الأغذية العالمي يشير إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل سريع في جنوب السودان مع خطر المجاعة الذي يلوح بالأفق.

اجتماع أممي يدعو إلى تعاون لا نظير له في معالجة الأزمات العالمية المتعددة بما فيها كوفيد والمناخ

المساعدات الإنسانية

أدت جائحة كوفيد-19 إلى تراجع مكاسب التنمية واختبرت أسس السلام العالمي، لكنها تقدم أيضا فرصة غير مسبوقة للتعاون في مساعدة الحكومات والمجتمعات على إعادة البناء بشكل أفضل. هذا ما ركز عليه المشاركون في اجتماع افتراضي رفيع المستوى عقده برنامج الأغذية العالمي صباح يوم الاثنين في روما تحت عنوان "كسر الحواجز: السبل إلى مزيد من البرامج المتكاملة والتمويل والتنفيذ".

والاجتماع الذي جمع بين كبار ممثلي الاتحادات والمؤسسات المالية الدولية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والحكومات، أكد أنه بينما تعيد البلدان بناء اقتصاداتها يجب عليها تسريع الانتقال إلى الطاقة المتجددة، وإجراء تحولات جذرية في الأنظمة الغذائية وتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.

المجاعة تهدد العديد من البلدان

بعد 20 شهرا من الصراع في اليمن، ملايين الناس يواجهون المجاعة. (من الأرشيف)
WHO/Yemen
بعد 20 شهرا من الصراع في اليمن، ملايين الناس يواجهون المجاعة. (من الأرشيف)

الأمين العام أنطونيو غوتيريش أشار في كلمته إلى أن معدل الجوع في العالم يرتفع مرة أخرى. فوفقا لأرقام برنامج الأغذية العالمي، يواجه 130 مليون شخص إضافي خطر الانزلاق إلى حافة المجاعة بحلول نهاية العام.

"هذا غير مقبول على الإطلاق" كما أكد السيد غوتيريش، قائلا إن هؤلاء الذين يواجهون خطر الجوع يأتون علاوة على 690 مليون شخص ليس لديهم ما يكفي من الطعام، مشيرا إلى أن "المجاعة تهدد مرة أخرى العديد من البلدان".

وقد ركزت المناقشات - التي جمعت القيادة العليا من الأمم المتحدة ومجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والاتحادين الأفريقي والأوروبي وممثلين من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة - على الإنجازات الأساسية والسريعة اللازمة لمنع أهـداف التنمية المستدامة لعام 2030 من أن تصبح غير قابلة للتحقيق.

ثلاثة مجالات للعمل المشترك

مركزا على أهمية عمل المجتمع الدولي والوكالات الإنسانية وغيرها معا من أجل دحر الجوع، أكد الأمين العام من جديد على عمله ودعمه القوي للعمل الجماعي مبرزا بعض أبعاد الجهود المشتركة:

  • أولا، التعافي من الجائحة.

وأوضح الأمين العام أن الأمم المتحدة سعت إلى طلب حزمة إنقاذ ضخمة للأشخاص والدول الأكثر ضعفا، داعيا إلى التأكد من أن التعافي يعالج أوجه عدم المساواة والهشاشة، قائلا إن دور برنامج الأغذية العالمي أساسي في هذا المجال.

وقال "نحتاج إلى ضمان وجبات صحية للجميع وتقليل هدر الطعام. نحن بحاجة إلى أنظمة غذائية توفر سبل عيش لائقة وآمنة".

  • ثانيا، المساواة بين الجنسين.

وقال السيد غوتيريش إن هذا شيء عزيز جدا على قلوبنا "وأعتقد أن الدور الذي يلعبه البرنامج مهم للغاية في هذا الصدد". وأعرب عن أمله في أن تكون قمة النظام الغذائي العام المقبل فرصة مهمة لمواجهة جميع التحديات المختلفة التي نواجهها في هذا التعافي.

  • ثالثا، العمل المناخي.

نحن الآن ملتزمون تماما ببناء تنسيق عالمي لبلوغ صافي صفر انبعاثات للكربون في عام 2050، أوضح الأمين العام داعيا إلى التأكد من وضع كافة الدول، والمدن، والأعمال التجارية والشركات، خطط انتقال خاصة لتحقيق هذا الهدف (صفر انبعاثات).

وقف إطلاق نار عالمي

Tweet URL

كما أكد غوتيريش على أهمية وقف إطلاق النار العالمي، مشيراً إلى أن الصراع وعدم الاستقرار هما العاملان الرئيسيان وراء الجوع.

وقال مخاطبا برنامج الأغذية العالمي الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2020:

"أنتم رسل السلام، لذا فإنكم رسل أساسيون لوقف إطلاق النار العالمي".

وأوضح أنه "عندما ننظر إلى مستقبل التعددية، واحتياجات التعددية الشاملة والشبكية - فأنتم تمثلون رمز هذه التعددية العالمية بما يتماشى مع إعلان الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للأمم المتحدة".

العمل معا من أجل مستقبل أفضل

هذا ويبلغ نقص التمويل لدى برنامج الأغذية العالمي حوالي 5 مليارات دولار أمريكي.

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي: "هذه أوقات غير مسبوقة حقا. نحن نواجه خطر المجاعة في العديد من البلدان، في حين أن جائحة كوفيد-19 والصراعات وأزمات الطقس تؤدي إلى ارتفاع معدلات الجوع في أجزاء كثيرة من العالم".

وأكد بيزلي أنه لا يمكن لأي دولة أو منظمة حل كل هذه المشاكل بمفردها، قائلا "لن نتغلب على هذه التحديات الهائلة إلا إذا تعاونا معا وعملنا معا من أجل مستقبل أفضل".

ولم تقتصر دعوات المجتمعين على اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن القضاء على جائحة فيروس كورونا وحسب، ولكن شملت أيضا التصدي لأزمة المناخ التي تلوح في الأفق والتي ربما تكون أكثر كارثية.

ويبدو تأثير هذه الصدمات - التي تغذي الصراعات وتكثفها في العديد من الأماكن - واضحا بالفعل اليوم من خلال ارتفاع مستويات الجوع والهجرة والظواهر الجوية الشديدة.