منظور عالمي قصص إنسانية

خبراء أمميون يطالبون السلطات النيجيرية بالتحقيق في إطلاق النار على متظاهرين سلميين

خرج النيجيريون إلى الشوارع في تظاهرات في جميع أنحاء البلاد احتجاجا على الانتهاكات التي ترتكبتها فرقة مكافحة السرقة الخاصة المعروفة باسم (سارس).
Unsplash/Nengi Nelson
خرج النيجيريون إلى الشوارع في تظاهرات في جميع أنحاء البلاد احتجاجا على الانتهاكات التي ترتكبتها فرقة مكافحة السرقة الخاصة المعروفة باسم (سارس).

خبراء أمميون يطالبون السلطات النيجيرية بالتحقيق في إطلاق النار على متظاهرين سلميين

حقوق الإنسان

دعا خبراء أمميون مستقلون السلطات في نيجيريا إلى إجراء تحقيق مستقل موثوق به بشأن عمليات القتل غير القانونية الأخيرة لما لا يقل عن 12 محتجا سلميا بيد جنود.

وقال الخبراء في بيان، صدر اليوم الثلاثاء، إن المقررين الخاصين أثاروا، مرارا وتكرارا، منذ عام 2005، قضية القتل على أيدي الشرطة والإفلات من العقاب "لقد تلقينا 15 عاما من الوعود الحكومية، لكن لم يتغير شيء". وأضاف البيان قائلا:

"الحكومات تأتي وتذهب، لكن وحشية الشرطة مستعصية على الحل أكثر من أي وقت مضى. النيجيريون بحاجة إلى العدالة".

وقال الخبراء إن الاستخدام المفرط للقوة أثناء التجمعات السلمية أمر غير مقبول دائما، لكن إطلاق النار في ساحة ليكي في لاغوس في 20 أكتوبر / تشرين الأول كان "مقلقا بشكل خاص لأن المتظاهرين كانوا يطالبون بالمساءلة عن وحشية الشرطة السابقة".

خرج النيجيريون إلى الشوارع في تظاهرات في جميع أنحاء البلاد منذ 8 أكتوبر / تشرين الأول احتجاجا على الانتهاكات التي ارتكبتها فرقة مكافحة السرقة الخاصة المعروفة باسم (سارس). 

وقال الخبراء "المقلق بشكل خاص هو أن السلطات أفادت بأنها حلّت فرقة السارس ووافقت على مطالب أخرى للمتظاهرين، بما في ذلك التحقيقات، لكنها أعلنت على الفور عن تشكيل وحدة أخرى مماثلة ولم يتوقف الاستخدام المفرط للقوة".

وأوضح الخبراء أن المتظاهرين قوبلوا بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية، مما أسفر عن إصابة المئات ومقتل عدد غير معروف منهم.

وبالإضافة إلى ذلك، يُزعم أن الأجهزة الأمنية اعتقلت وضربت المتظاهرين، فضلا عن هجمات شنها مسلحون آخرون.

وقال الخبراء إن كاميرات المراقبة والمصابيح في ساحة ليكي قد تم إطفاؤها، على ما يبدو، قبل وقت قصير من فتح الجنود النار على المتظاهرين السلميين. وأكدوا أن ذلك يشير إلى "مستوى مقلق من سبق الإصرار والترصد".

وشدد خبراء حقوق الإنسان على ضرورة التحقيق بشكل مستقل وحيادي في وحشية الشرطة المنهجية واستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين وتقديم الجناة إلى العدالة.

بالإضافة إلى إجراء تحقيق مستقل، دعا الخبراء السلطات إلى توضيح سبب نشر الجيش ومن أصدر الأمر.

"يجب أن يهدف أي تحقيق إلى تحديد المسؤولية، وتحقيق المساءلة والعدالة، وتوفير سبل الانتصاف والتعويضات، والتوصية بالتغييرات الهيكلية والنظامية".

كما طالب الخبراء الحكومة بالإعلان عن تقارير التحقيقات السابقة في انتهاكات حقوق الإنسان على أيدي قوات الأمن. 

وتشمل هذه التقارير تقرير اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان لعام 2019 عن السارس وتقرير 2018 الصادر عن لجنة التحقيق الرئاسية لمراجعة امتثال القوات المسلحة لالتزامات حقوق الإنسان وقواعد الاشتباك.

"لقد وعدت السلطات منذ سنوات بالتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها قوات الأمن. تم أخذ شهادات المئات من الضحايا وأقارب من لقوا حتفهم، وتم إرسال التماسات، لكنهم لم يتلقوا أي تعويض، ولا حتى الاعتراف بانتهاك حقوقهم. من الأهمية بمكان أن تنشر الحكومة كل هذه التقارير علنا قبل بدء تحقيقات جديدة".

وأشار الخبراء إلى أنهم كتبوا مباشرة إلى الحكومة النيجيرية، مؤكدين أن الوقت قد حان "لاتخاذ إجراءات ملموسة للنظر في جميع الحوادث وإجراء تغييرات هيكلية بهدف منع تكرار هذه الانتهاكات في المستقبل.

يعد المقررون الخاصون جزءا مما يعرف بالإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان. والإجراءات الخاصة، هي أكبر هيئة من الخبراء المستقلين في نظام حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وهي الاسم العام للآليات المستقلة لتقصي الحقائق والرصد التابعة للمجلس والتي تعالج إما حالات قطرية محددة أو قضايا مواضيعية في جميع أنحاء العالم. وخبراء الإجراءات الخاصة يعملون على أساس طوعي؛ وهم ليسوا من موظفي الأمم المتحدة ولا يحصلون على مرتبات مقابل عملهم. وهم مستقلون عن أي حكومة أو منظمة ويعملون بصفتهم الشخصية.