منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: الطريقة الوحيدة لإزالة المخاطر النووية تتمثل في القضاء التام على الأسلحة النووية

في أوج الحرب الباردة، تم بناء المزيد من الملاجئ الواقية من الإشعاعات النووية مع زيادة مخاطر الحرب النووية.
Unsplash/Burgess Milner
في أوج الحرب الباردة، تم بناء المزيد من الملاجئ الواقية من الإشعاعات النووية مع زيادة مخاطر الحرب النووية.

الأمم المتحدة: الطريقة الوحيدة لإزالة المخاطر النووية تتمثل في القضاء التام على الأسلحة النووية

السلم والأمن

قال الأمين العام للأمم المتحدة، يوم الجمعة في آخر فعالية رئيسية رفيعة المستوى على هامش المناقشة العامة للجمعية العامّة، إن إزالة الأسلحة النووية أمر حيوي "لبقاء الحياة على هذا الكوكب".

وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الوفود المشاركة في إحياء اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية، أن الطريقة الوحيدة لإزالة المخاطر النووية هي عبر القضاء على الأسلحة النووية بشكل كامل.

وعلى الرغم من أن نزع السلاح النووي كان من أولويات الأمم المتحدة منذ تأسيسها قبل 75 عاما، فقد ذكّر الاجتماع بأن "العالم لا يزال يعيش في ظل كارثة نووية".

لنفعل ذلك "من أجل أمننا"

وحذر الأمين العام من "توقف وتراجع" التقدم نحو الإزالة الكاملة للأسلحة النووية، لا سيّما في بيئة يشوبها انعدام الثقة والتوتر بين الدول الحائزة على الأسلحة النووية، وبرامج تحديث الترسانات للحصول على أسلحة أسرع وأكثر سريّة ودقة، بتكاليف وصفها الأمين بأنها "ببساطة تثير الذهول".

الدول التي تمتلك أسلحة نووية تتحمل مسؤولية قيادة هذا المسعى، بما في ذلك من خلال الوفاء بالتزامات نزع الأسلحة الحالية -- الأمين العام

وقال السيّد غوتيريش: "من المقرر أن تنتهي المعاهدة الوحيدة التي تقيّد حجم أكبر الترسانات النووية في العالم أوائل العام المقبل، مما يهدد بالعودة إلى المنافسة الاستراتيجية غير المقيَدة".

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة أن يعود العالم إلى مسار نزع السلاح النووي "من أجل أمننا كله"، مضيفا أن من الضروري لروسيا والولايات المتحدة تمديد معاهدة تخفيض الأسلحة الاستراتيجية الجديدة (ستارت)، بلا تأخير ولمدة أقصاها خمس سنوات.

تجربة نووية أجرتها الولايات المتحدة في إنيويتوك أتول، جزر مارشال، في   نوفمبر 1952. المصدر: حكومة الولايات المتحدة
US Government
تجربة نووية أجرتها الولايات المتحدة في إنيويتوك أتول، جزر مارشال، في نوفمبر 1952. المصدر: حكومة الولايات المتحدة

ضرورة الوفاء بالالتزامات

ومن جملة أمور أخرى، تدعو معاهدة ستارت الجديدة إلى خفض عدد منصات إطلاق الصواريخ النووية الاستراتيجية إلى النصف، وإنشاء نظام جديد للتفتيش والتحقق في غضون سبع سنوات من تاريخ دخول المعاهدة حيّز التنفيذ.

وأكد الأمين العام أن "الدول التي تمتلك أسلحة نووية تتحمل مسؤولية قيادة هذا المسعى، بما في ذلك من خلال الوفاء بالتزامات نزع الأسلحة الحالية واتخاذ خطوات عملية للحد من المخاطر النووية".

وأوضح أنه خاصة في بيئة الأمن الدولي المتوترة اليوم، ومع تصاعد الاحتكاك بين القوى الكبرى، فإن مثل هذه الخطوات ضرورية أكثر من أي وقت مضى.

ودعا الأمين العام إلى "تعددية قوية وشاملة متجددة ومبنية على الثقة"، مع وضع الأمن البشري في صميمها، "لتوجيهنا إلى هدفنا المشترك المتمثل في عالم خالٍ من الأسلحة النووية".

دعوة لعدم "إضاعة الوقت"

من جانبه، أشار رئيس الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، فولكان بوزكير، في كلمته إلى أنه في خضّم التوترات العالمية المتصاعدة، يتعرّض هيكل نزع السلاح "لضغوط كبيرة".

نزع السلاح النووي يجب أن يظل أولوية لنا جميعا، ولا يمكننا تحمّل إضاعة المزيد من الوقت -- رئيس الجمعية العامة

وأوضح أن "الأطراف قد انسحبت من الاتفاقات المتعلقة بالمجال النووي والبعض الآخر على وشك الانتهاء"، مضيفا أن بعض الدول الأطراف قد لوّحت بإعادة بدء التجارب النووية.

وشدد السيّد بوزكير على الحاجة إلى العودة "للهدف المشترك" المتمثل في عالم خالٍ من الأسلحة النووية. وأشار إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وأجندة الأمين العام لنزع السلاح، باعتبارهما من الأدوات المناسبة لتحقيق ذلك.

ويصادف هذا العام الذكرى الخمسين لمعاهدة حظر الانتشار النووي، وبهذه المناسبة، حثّ رئيس الجمعية العامة الدول الأطراف فيها على استخدام مؤتمر استعراض معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لعام 2020، المؤجل، لتجديد التزاماتها العام المقبل ومناقشة "الخطوات العملية في نزع السلاح النووي".

وشدد على أن "نزع السلاح النووي يجب أن يظل أولوية لنا جميعا، ولا يمكننا تحمّل إضاعة المزيد من الوقت".