منظور عالمي قصص إنسانية

ليبيا: مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة تعين ثلاثة محققين مستقلين لتوثيق الانتهاكات في البلاد

قريبة أحد السجناء تبكي في لحظة تعرفها على صورته في حفل لإحياء ذكرى مذبحة عام 1996 التي قتل فيها حوالي 1200 سجين برصاص حراسهم.
UNSMIL
قريبة أحد السجناء تبكي في لحظة تعرفها على صورته في حفل لإحياء ذكرى مذبحة عام 1996 التي قتل فيها حوالي 1200 سجين برصاص حراسهم.

ليبيا: مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة تعين ثلاثة محققين مستقلين لتوثيق الانتهاكات في البلاد

حقوق الإنسان

عينت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، اليوم الأربعا، ثلاثة محققين مستقلين لتوثيق الانتهاكات في ليبيا، وهو ما يشكل دفعة قوية للجهود التي تقودها الأمم المتحدة في سبيل التصدي للانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في الدولة التي مزقتها الحرب.

ويجئ قرار تعيين المحققين الثلاثة- محمد أوجار من المغرب، تريسي روبنسون من جامايكا، وشالوكا بياني من زامبيا والمملكة المتحدة- بهدف إجراء مهمة مستقلة لتقصي الحقائق، في خضم تدهور الوضع الأمني ​​والافتقار إلى نظام قضائي في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.

مناخ الإفلات من العقاب

وأشارت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى أن عمليات الإعدام بإجراءات موجزة، والتعذيب، والعنف الجنسي المرتبط بالنزاع، والاختطاف، والاختفاء القسري، والعنف على وسائل التواصل الاجتماعي مستمرة في مناخ من الإفلات التام من العقاب.

علاوة على ذلك، تعرض مدافعون عن حقوق الإنسان ونشطاء وصحفيون للاعتداء وأجبروا على الفرار من البلاد.

وقد أنشأ مجلس حقوق الإنسان بعثة تقصي الحقائق في ليبيا في 22 يونيو / حزيران 2020. وتهدف البعثة، من بين أمور أخرى، إلى توثيق الانتهاكات والتجاوزات المزعومة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي من قبل جميع الأطراف في ليبيا، منذ بداية عام 2016.

وشددت السيدة باشيليت على أن هيئة الخبراء هذه ستعمل "كآلية أساسية للتصدي بفعالية للإفلات من العقاب على نطاق واسع على انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان المرتكبة، ويمكن أن تكون أيضا بمثابة رادع لمنع المزيد من الانتهاكات والمساهمة في السلام والاستقرار في البلاد."

تدهور مستمر

ظلت ليبيا محط تركيز دائم لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومجلس الأمن، منذ الإطاحة بمعمر القذافي.

في يونيو / حزيران، أعرب الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، عن "صدمته العميقة" بعد اكتشاف مقابر جماعية في البلاد، وفي يوليو / تموز، أخبر مجلس الأمن بنزوح أكثر من 400 ألف شخص، داخليا، بسبب العنف.

وفي الفترة ما بين 1 أبريل و30 يونيو، وثقت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا(أونسميل) ما لا يقل عن 102 حالة وفاة بين المدنيين و254 إصابة في صفوف المدنيين، بزيادة قدرها 172 في المائة عن الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020.

في غضون ذلك، وثقت منظمة الصحة العالمية ما لا يقل عن 21 هجوما على المرافق الطبية وسيارات الإسعاف والعاملين في مجال الصحة.

تقارير مقبلة

في الشهر المقبل، ستقوم البعثة المستقلة لتقصي الحقائق باطلاع مجلس حقوق الإنسان على تقرير شفهي لنتائجها.

وفي عام 2021، سيعد الخبراء تقريرا شاملا عن حالة حقوق الإنسان في ليبيا، بما في ذلك الجهود المبذولة لمنع وضمان المساءلة عن انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان، إضافة إلى توصيات في سبيل المضي قدما.

 

*يشار إلى أن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين، يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف، وهو جهة حكومية دولية مسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان حول العالم. ويكلف المقررون والخبراء بدراسة أوضاع حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنصب شرفي، فلا يعد أولئك الخبراء موظفين لدى الأمم المتحدة ولا يتقاضون أجرا عن عملهم.