منظور عالمي قصص إنسانية

الصومال: الفيضانات تجبر 650 ألف شخص على النزوح من ديارهم منذ بداية العام الحالي

نزح حوالي نصف مليون شخص، كما تضرر أكثر من مليون شخص من الفيضانات والسيول النهرية في الصومال. بيليت وين، إحدى أكثر المناطق تضررا حيث تعرضت لأول مرة لفيضانات شديدة في أواخر العام الماضي عند فيضان نهر شابيلي بسبب الأمطار الغزيرة.
United Nations
نزح حوالي نصف مليون شخص، كما تضرر أكثر من مليون شخص من الفيضانات والسيول النهرية في الصومال. بيليت وين، إحدى أكثر المناطق تضررا حيث تعرضت لأول مرة لفيضانات شديدة في أواخر العام الماضي عند فيضان نهر شابيلي بسبب الأمطار الغزيرة.

الصومال: الفيضانات تجبر 650 ألف شخص على النزوح من ديارهم منذ بداية العام الحالي

المساعدات الإنسانية

أفادت مفوضية اللاجئين بأن الفيضانات والسيول النهرية في المناطق الجنوبية من الصومال، أجبرت أكثر من 150 ألف صومالي على الفرار من منازلهم، منذ أواخر حزيران/يونيو الماضي، بما في ذلك حوالي 23 ألف شخص خلال الأسبوع الماضي وحده. جاء ذلك في تصريح للمتحدث باسم المفوضية، تشارلي ياكسلي، خلال حديثه للصحفيين في جنيف.

وتشير التقييمات السريعة إلى أن المجتمعات المحلية في ولايتي هيرشابيل وجنوب غرب البلاد هي من بين الأكثر تضررا، حيث شهد العام الحالي فيضانات شديدة، أسفرت عن نزوح أكثر من 650 ألف شخص، في جميع أنحاء البلاد، منذ بداية العام.

وقالت المفوضية إن العديد من النازحين حديثا يعيشون في ملاجئ مكتظة شُيدت من الملابس القديمة والحقائب البلاستيكية والكرتون والعصي في مواقع النازحين داخليا المتردية بالفعل. وتوفر مثل هذه الملاجئ حماية ضعيفة من الظروف المناخية القاسية، وتعرض الأسر لخطر متزايد يتمثل في ارتكاب الجرائم مثل السرقة والاغتصاب.

ظروف صحية سيئة

يعاني العديد من نقص الغذاء والجوع مع ارتفاع معدلات سوء التغذية لدى الأطفال، مما يجعلهم عرضة لخطر المجاعة. وقد شهدت بعض المناطق ارتفاعا في أسعار المواد الغذائية الأساسية بين 20 و50 في المائة، وخاصة الحليب والخضروات.

وأشارت مفوضية اللاجئين إلى أن الظروف الصحية سيئة للغاية مصحوبة بنقص في إمكانية الوصول إلى الرعاية الطبية. وبدورهم حذر شركاء الصحة من خطر الإصابة بالإسهال، والأمراض المنقولة، والتهابات الجهاز التنفسي والأمراض المعدية الأخرى التي تنتشر بسرعة بين النازحين.

وفي حين لم يتم الإبلاغ عن تفشي فيروس كورونا بصورة كبيرة، إلا أن اختبار كوفـيد-19 لا يزال محدودا للغاية، ويشكل الاكتظاظ والظروف غير الصحية خطرا بشأن إمكانية انتقال العدوى على نطاق واسع.

وتقوم مفوضية اللاجئين بتوفير مواد الإغاثة الأساسية مثل البطانيات وصفائح المياه والأغطية البلاستيكية، فضلا عن المأوى والنقود لآلاف العائلات المتضررة. وستستمر عمليات توزيع المساعدات الإنسانية في الأيام والأسابيع المقبلة، لتصل إلى نحو 70 ألفا من الأشد ضعفا وهشاشة، بما في ذلك النساء والأسر التي تعيلها الإناث، وذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين والمرضى، والفئات الضعيفة في المجتمعات المحلية المستضيفة.

الدعم غير كاف نظرا لتدهور الحالة البيئية

تصل مساعدة المفوضية إلى بعض المناطق الأكثر تضررا في جميع أنحاء بنادير وجنوب غرب هيرشابيل وجوبالاند وبونتلاند وغالمادوغ. وقد استجابت الحكومة الاتحادية في الصومال أيضا للفيضانات، من خلال تخصيص مبلغ بقيمة 500 ألف دولار، في الأسابيع الأخيرة، لمواجهة الفيضانات في جنوب غرب البلاد.

وقالت المفوضية إنه وعلى الرغم من هذه التدخلات، لا يزال هناك حاجة إلى المزيد من الدعم الإنساني لمعالجة انعدام الأمن في الغذاء والمياه والصرف الصحي والمأوى في حالات الطوارئ والخدمات الصحية.

وحذرت المفوضية من أن المزيد من الناس يواجهون خطر النزوح، حيث من المرجح أن تستمر الفيضانات في مناطق معينة. وفقا لأحدث تقرير استشاري عن الفيضانات صدر عن منظمة الفاو، ستستمر مستويات مياه نهر شابيل في الارتفاع بسبب الأمطار الغزيرة.

تشير الفيضانات الأخيرة إلى تحول مقلق، حيث تتزايد الأحوال الجوية القاسية من حيث تواترها وكثافتها.

قبل حزيران/يونيو، تسببت الفيضانات المفاجئة والفيضانات النهرية الناجمة عن الأمطار الموسمية في تشريد أكثر من 450 ألف شخص في البلاد. كما تسببت الفيضانات في 2018 و2019 في نزوح 281 ألف و416 ألف شخص على التوالي، حيث يزداد أعداد المشردين بسبب الفيضانات من عام لآخر.

وتؤدي حالات الطوارئ المتكررة المتعلقة بالمناخ في الصومال إلى تأثير مدمر على المجتمعات التي تعتمد بشدة على الزراعة والثروة الحيوانية في معيشتهم.

هناك حاجة إلى دعم عاجل من المجتمع الدولي

وتحدث هذه الفيضانات المتزايدة والنزوح، في خضم الجهود الجارية في الصومال للحد من انتشار فيروس كورونا، والذي خلف تأثيرا غير متناسب على الفئات الأشد ضعفا، بما في ذلك النازحين.

وتواصل السلطات الصومالية ومفوضية اللاجئين والشركاء في المجال الإنساني العمل معا في مستوطنات النازحين في جميع أنحاء البلاد، لتزويد المجتمعات النازحة والمجتمعات المضيفة الهشة بالمعدات الطبية ومعدات الوقاية الشخصية وتحسين ظروف النظافة الصحية والصرف الصحي السيئة وتقديم المساعدة النقدية. كما تحث المفوضية مُلّاك العقارات في البلاد على التمسك بوقف الإخلاء في هذه الظروف الصعبة للغاية.

وأشارت مفوضية اللاجئين إلى أن هناك حاجة إلى دعم عاجل من المجتمع الدولي لدعم جهود الإغاثة. وقد تلقت المفوضية حتى الآن 33 في المائة فقط من جملة المبلغ المطلوب والبالغ قدره 154.4 مليون دولار اللازمة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في الصومال، بما في ذلك ما يقدر بنحو 2.6 مليون نازح داخلي و30 ألف لاجئ وطالب لجوء تستضيفهم البلاد.