منظور عالمي قصص إنسانية

ميشيل باشيليت: جائحة كوفيد-19 تفاقم المخاطر والتهديدات التي تحيط بالسكان الأصليين

المعرفة التي يتمتع بها السكان الأصليون في بليز ساعمت في صحة وتنوع الدولة الواقعة في أميركا الوسطى.
UNDP/Ya'axche
المعرفة التي يتمتع بها السكان الأصليون في بليز ساعمت في صحة وتنوع الدولة الواقعة في أميركا الوسطى.

ميشيل باشيليت: جائحة كوفيد-19 تفاقم المخاطر والتهديدات التي تحيط بالسكان الأصليين

حقوق الإنسان

تحيي الأمم المتحدة في 9 آب/أغسطس اليوم الدولي للسكان الأصليين في العالم، ويمثل انتشار فيروس كورونا تهديدا خطيرا للشعوب الأصلية، في وقت يكافح فيه الكثيرون ضد الأضرار البيئية التي يتسبب فيها البشر، وضد النهب الاقتصادي.

وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، في بيان بمناسبة اليوم الدولي للسكان الأصليين في العالم  إن الجائحة الحالية تلفت الانتباه إلى أهمية ضمان تمكين الشعوب الأصلية من ممارسة حقوقها في الحكم الذاتي وتقرير مصيرها. وقالت: "الأمر يتعلق بإنقاذ الأرواح وحماية شبكة ثمينة من الثقافات واللغات والمعارف التقليدية التي تربطنا بالجذور العميقة للإنسانية".

الأمر يتعلق بإنقاذ الأرواح وحماية شبكة ثمينة من الثقافات واللغات والمعارف التقليدية التي تربطنا بالجذور العميقة للإنسانية -- ميشيل باشيليت

 

 

 

 

وتقدر الأمم المتحدة السكان الأصليين بنحو 476 مليون نسمة، في جميع أنحاء العالم، حيث يعيشون، في أغلب الأحيان، في مناطق نائية، ويعاني العديد منهم من نقص شديد في الوصول إلى الرعاية الصحية والمياه النظيفة والصرف الصحي.

وعلى الرغم من أنهم يشكلون أقل من خمسة في المائة من سكان العالم، إلا أنهم يمثلون 15 في المائة من جملة أفقر الناس على هذا الكوكب.

وأضافت باشيليت في البيان: "على الرغم من أننا رأينا في جميع أنحاء العالم أمثلة ملهمة لمجتمعات السكان الأصليين التي تتخذ التدابير بناء على تنظيمها الداخلي القوي للحد من انتقال الفيروس وتقليل آثاره، إلا أنه غالبا ما يعاني أولئك الذين يعيشون في بيئات حضرية من فقر متعدد الأبعاد، وتتفاقم هذه الأضرار بسبب التمييز الشديد، بما في ذلك في سياق الرعاية الصحية".

سكان حوض الأمازون الأكثر تأثرا

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن عدد حالات الإصابة بكوفيد-19 تجاوز18 مليون حالة على مستوى العالم، ولا تزال الأمريكتان بؤرة الأزمة.

وقد أصيب أكثر من 70 ألف شخص من السكان الأصليين بفيروس كورونا حتى الآن. من بينهم، نحو 23 ألف عضو من 190 مجموعة من السكان الأصليين في حوض الأمازون.

وتم تسجيل أكثر من ألف حالة وفاة، من بينها العديد من كبار السن ممن لديهم معرفة عميقة بتقاليد الأجداد. وهذا يشمل الوفاة المأساوية التي حدثت هذا الأسبوع للزعيم أريتانا من شعب ياوالابيتي.

وتابعت باشيليت تقول: "في هذه المنطقة الشاسعة التي تضم البرازيل وبوليفيا وبيرو وإكوادور وكولومبيا وفنزويلا وغيانا وسورينام وغينيا، يعيش 420 أو أكثر من الشعوب الأصلية على أراضٍ تتعرض للضرر أكثر فأكثر وللتلوّث بسبب التعدين غير القانوني وقطع الأشجار وحرق المزروعات".

وعلى الرغم من أن العديد من اللوائح تقيّد الحركة والأنشطة الاقتصادية، فقد تواصل العديد من تلك الأنشطة غير القانونية في الأشهر الماضية، إلى جانب تحرّكات المبشّرين الدينيين الذين يعرّضون السكان الأصليين لخطر الإصابة بشكل أكبر.

حلول بسيطة للوقاية من الوباء

تسعى شعوب السكان الأصليين إلى الوصول إلى حلولها الخاصة لهذه الجائحة. ولذا تتخذ إجراءات وتستخدم معارفها وممارساتها التقليدية مثل العزلة الطوعية، وإغلاق الأراضي، وغيرها من التدابير الوقائية كذلك. أما المجموعات والشعوب التي أجبرت على ترك أراضيها فهي ضعيفة للغاية، لاسيّما أولئك الذين يعيشون في الأراضي عبر الحدود.

وقالت باشيليت: "أصدر مكتبي في شهر حزيران/ يونيو، مذكرة إرشادية حول حقوق الإنسان للشعوب الأصلية في سياق جائحة فيروس كورونا، وتسلط المذكرة الضوء على الممارسات الواعدة التي اعتمدتها العديد من البلدان بالتشاور الوثيق مع الشعوب الأصلية، وتؤكد على التوصيات العملية التي لها تأثير فوري وطويل الأمد على الصحة".

ودعت باشيليت إلى استشارة هذه الشعوب، وإشراكها في صياغة وتنفيذ السياسات العامة التي تؤثر عليهم، من خلال الكيانات التي تمثلهم وقادتهم وسلطاتهم التقليدية.

ولإذكاء الوعي باحتياجات هذه الفئات السكانية، يُحتفل سنويا في 9 آب/أغسطس باليوم الدولي للسكان الأصليين في العالم.