منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام: بعد ستة أشهر على ظهور كوفيد-19 ندرك الآن شدة آثار الجائحة على الأرواح وسبل العيش

طفل في 12 من العمر يجمع الزجاجات البلاستيكية في دكا عاصمة نغلاديش، وهو يعمل لمساعدة أسرته.
© UNICEF/Parvez Ahmad
طفل في 12 من العمر يجمع الزجاجات البلاستيكية في دكا عاصمة نغلاديش، وهو يعمل لمساعدة أسرته.

الأمين العام: بعد ستة أشهر على ظهور كوفيد-19 ندرك الآن شدة آثار الجائحة على الأرواح وسبل العيش

شؤون الأمم المتحدة

تلقي جائحة كوفيد-19 بظلال ثقيلة على المجتمعات والاقتصادات. وبحسب الأمين العام للأمم المتحدة فقد كشفت الجائحة عن عدم المساواة الهيكلية المنتشرة بشكل واسع، وعدم كفاية البنية التحتية الصحية والثغرات في الحماية الاجتماعية.

وفي كلمة مصوّرة أمام اجتماع افتراضي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي صباح الاثنين بتوقيت نيويورك، أوضح السيّد أنطونيو غوتيرش أنه بعد ستة أشهر على ظهور الجائحة "بدأنا للتو ندرك شدّة آثارها على الأرواح وسبل العيش" مضيفا أن الجائحة "تعكس عقودا من التقدم بشأن الفقر والجوع، وتضع عقبات أكبر على الطريق نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة".

Tweet URL

وتأتي كلمة الأمين العام خلال المناقشة التي عقدها المجلس الاقتصادي والاجتماعي للتحليل المشترك لمنظومة الأمم المتحدة ومقترحات السياسات حول موضوع عام 2020: "الإجراءات المعجّلة والمسارات التحويلية: تحقيق عقد العمل وتقديم التنمية المستدامة" وذلك من منظور التغلّب على الأزمة البشرية والتعافي بشكل أفضل من جائحة كوفيد-19.

ولمواجهة الأزمة، حشدت الأمم المتحدة جهودا على جميع الجبهات لحماية الأرواح وتخفيف التداعيات الاقتصادية للجائحة، بدءا من تنسيق منظمة الصحة العالمية للاستجابة الصحية، مثل شحن السلع الطبية ومعدات الحماية الشخصية إلى أكثر من 130 دولة، ومساعدة أكثر من 150 مليون طفل في الحصول على التعليم.

وقال الأمين العام: "إن الأكثر تضررا هم أولئك الذين كانوا بالفعل ضعفاء: الأشخاص الذين يعيشون في فقر، الأشخاص ذوو الإعاقة والفئات المهمّشة الأخرى، والنساء والأطفال".

مطالبة بدعم دولي

وطالبت الأمم المتحدة بدعم دولي هائل لأكثر الناس والبلدان ضعفا، وقال الأمين العام: "نواجه تحديات متشابكة ومعقدة للغاية. أكرر دعوتي إلى الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص وشركاء التنمية لتسريع العمل العالمي المنسق لضمان التعافي بشكل أفضل من هذه الأزمة، والوفاء معا بوعد خطة 2030".

إن الهياكل والقدرات الجديدة التي أنشأناها كجزء من إصلاح جهاز الأمم المتحدة الإنمائي تعزز تنسيقنا وقدرتنا على العمل بسرعة -- الأمين العام

وأشار غوتيريش إلى أن "هذه الأوقات غير المسبوقة" تستدعي التفكير العميق والعمل القوي. ولمواجهة الهشاشة، يتعيّن على جميع القادة أن يكونوا متواضعين وأن يقرّوا بالأهمية الحيوية للوحدة والتضامن داخل أسرة الأمم المتحدة وخارجها.

وقال: "إن الهياكل والقدرات الجديدة التي أنشأناها كجزء من إصلاح جهاز الأمم المتحدة الإنمائي تعزز تنسيقنا وقدرتنا على العمل بسرعة وبمزيد من الوحدة والتأثير".

ودعا الأمين العام للعمل معا في إطار تعددية شبكية وشاملة وفعّالة تربط منظومة الأمم المتحدة بأكملها مع المنظمات الإقليمية والمؤسسات المالية الدولية والمجتمع المدني وقطاع الأعمال والمدن والمناطق وغيرها. وقال: "أنا أصرّ على أن منظومة الأمم المتحدة ستكون في مركز انتعاش متماسك محوره الإنسان ويتشكل من حقوق الإنسان".

آثار الجائحة تتجاوز الصحة

وتأتي مناقشة المجلس الاقتصادي والاجتماعي عشية انطلاق اجتماعات المنتدى السياسي رفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة.

من جانبه أشار نائب رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، السفير مهر مرغريان (أرمينيا)، إلى أن آثار الجائحة تجاوزت القطاع الصحي مما أثر على جميع أهداف التنمية المستدامة. وأضاف يقول: "إن تحقيق عقد العمل والتنفيذ من أجل التنمية المستدامة على النحو المتوخى في الإعلان السياسي لقمة أهداف التنمية المستدامة لعام 2019، سيعتمد على خيارات سياساتنا اليوم وعزمنا على العمل معا في تضامن".

يذكر أن أحد أولويات الإعلان السياسي عدم تخلف أحد عن الركب وتعزيز المؤسسات لإيجاد حلول أكثر تكاملا. وقال السيد مرغريان: "إننا نمرّ بأوقات غير عادية، وقد تم تعديل برنامج شريحة التكامل للمجلس الاقتصادي والاجتماعي ليعكس واقعنا اليوم. إنه برنامج مصغّر مع تركيز قوي على التغلب على الأزمة البشرية والتعافي بشكل أفضل من جائحة كـوفيد-19".

أهمية أهداف التنمية المستدامة

ودعا نائب رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي إلى استكشاف طرق لإطلاق العنان للإمكانيات التحويلية لخطة 2030 من خلال نقاط الدخول الست المحددة في تقرير التنمية المستدامة العالمي لعام 2019، وهي رفاهية الإنسان وقدراته؛ اقتصادات مستدامة وعادلة؛ النظم الغذائية وأنماط التغذية؛ إزالة الكربون من الطاقة مع وصول شامل؛ التنمية الحضرية وشبه الحضرية؛ والمشاعات البيئية العالمية.

وتعدّ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهدافها الإنمائية الـ 17 أكثر أهمية من أي وقت مضى لتوجيه جهود التعافي وجعل البلدان والمجتمعات المحلية أكثر شمولا وتساويا ومرونة.