منظور عالمي قصص إنسانية

الجمعية العامة تطلق "التحالف من أجل القضاء على الفقر" فيما تهدد جائحة كوفيد-19 بزيادة عدد فقراء العالم

القضاء على الفقر هو أول أهداف التنمية المستدامة لعام 2030
© UNICEF/UN039294/Popov
القضاء على الفقر هو أول أهداف التنمية المستدامة لعام 2030

الجمعية العامة تطلق "التحالف من أجل القضاء على الفقر" فيما تهدد جائحة كوفيد-19 بزيادة عدد فقراء العالم

أهداف التنمية المستدامة

أطلق رئيس الجمعية العامة، تيجاني محمد باندي، رسميا يوم الثلاثاء "التحالف من أجل القضاء على الفقر" في اجتماع افتراضي رفيع المستوى ناقش الاتجاهات والخيارات والاستراتيجيات للقضاء على الفقر في جميع أنحاء العالم.

ويُعدّ هذا الحدث الأول من نوعه  في سلسلةٍ من حوارات وندوات سياسية ستركز على القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان، وهو الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن هذا الحدث لا يمكن أن يأتي في لحظة أكثر إلحاحا، مشيرا إلى تداعيات جائحة كوفيد-19 لاسيّما على الفئات الأكثر هشاشة في المجتمعات.

وقال السيّد غوتيريش: "كشفت جائحة كوفيد-19 الهشاشة والتحديات الهائلة التي نواجهها – من التفاوتات الهيكلية المنتشرة إلى البنية التحتية الصحية غير الكافية إلى نقص الحماية الاجتماعية الشاملة".

يتزايد الفقر والجوع، ويعكسان عقودا من التقدم ويرفعان مستويات عالية بالفعل من عدم المساواة داخل البلدان وفيما بينها -- الأمين العام

قبل ظهور جائحة كوفيد-19، صُنّف 2.1 مليار شخص كفقراء عالميا، و767 مليون شخص يعيشون في فقر مدقع. ومن المقدّر أنه مع حلول عام 2030 سيُدفع أكثر من 100 مليون شخص نحو براثن الفقر بسبب كوفيد-19 وتغيّر المناخ.

وترسم دراسات أخرى صورة أكثر قتامة، إذ تشير إلى أن نحو 850 مليون شخص معرّضون للوقوع في براثن الفقر بسبب الانخفاض الحاد في الأنشطة الاقتصادية.

وشدد الأمين العام على أن الوقت قد حان للتركيز على ضرورة القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان، مشيرا إلى أن المجتمعات والاقتصادات والشعوب هم أكثر من يدفعون الثمن باهظا.

وقال: "بعد سنوات عديدة من التقدم، يتزايد الفقر والجوع، ويعكسان عقودا من التقدم ويرفعان مستويات عالية بالفعل من عدم المساواة داخل البلدان وفيما بينها".

آثار غير متناسبة على الفئات الأكثر ضعفا

وتقع الآثار  بشكل غير متناسب على أكثر الفئات ضعفا، كالأشخاص الذين يعيشون في فقر، والعمّال الفقراء، والنساء والأطفال، والأشخاص ذوي الإعاقة، وغيرهم من المجموعات المهمشة.

وغالبا ما لا يحصل الكادحون في القطاع غير الرسمي على أي شكل من أشكال الحماية الاجتماعية، وهم معرّضون بشكل خاص للفقر مع الركود الاقتصادي الذي يلوح في الأفق.

Tweet URL

وأشار السيّد غوتيريش إلى أن الأولوية الأولى هي لتقديم الدعم الفوري لجميع العمّال المعرّضين للخطر، وحماية وتعزيز مرونة الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، بما فيها الشركات التي تديرها النساء، وتوسيع تغطية الحماية الاجتماعية الشاملة.

وتابع الأمين العام يقول: "لا بد من تركيز برنامج كـوفيد-19 على الاستجابة وإعادة البناء بشكل أفضل، لا يمكننا ببساطة أن نعود إلى ما كانت إليه الأمور من قبل"، وأوضح أن الفرصة موجودة لخلق انتعاش اقتصادي محوره الناس مع وظائف لائقة للجميع، وتمكين الناس من شق طريقهم للخروج من الفقر.

ودعا الأمين العام إلى تعاون دولي أكبر لدعم البلدان النامية، بما في ذلك من خلال توفير السيولة والمساعدة المالية، والإعفاء من بعض الديون الخارجية أو إرجاء سدادها. كما دعا الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص وشركاء التنمية، إلى تسريع الإجراءات العالمية من أجل عالم خالٍ من الفقر. وقال: "دعونا نلتزم التزاما راسخا بعقد العمل، ونحقق وعد خطط التنمية المستدامة لعام 2030. دعونا نتقدم ونعزز التضامن والتعاون في هذا الوقت العصيب".

الفقر أكبر عقبة أمام تحقيق أهداف التنمية

القضاء على الفقر بجميع أشكاله هو من أولويات الأهداف السبعة عشر لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 التي تتعهد بعدم ترك أحد يتخلف عن الركب والوصول إلى الجميع.

وأكد رئيس الجمعية العامة، تيجاني محمد باندي، أن "الفقر هو أكبر عقبة أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهو وصمة عار على الضمير الإنساني".

الفقر هو أكبر عقبة أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهو وصمة عار على الضمير الإنساني -- تيجاني محمد باندي

ويظهر الفقر بأشكال مختلفة مثل عدم القدرة على الحصول على وظائف لائقة، والتعليم والغذاء والمأوى والرعاية الصحية ومياه الشرب والصرف الصحي، وأوجه القصور في أشياء كثيرة تجعل الحياة مكانا يستحق العيش.

وأوضح محمد باندي أن الفقر ينضمّ إلى الصراع كسبب رئيسي للهجرة، وقال: "لن يدوم الصراع والصراع المدني طويلا إذا تم القضاء على العامل الأساسي وهو الفقر".

بطالة حادة في صفوف الشباب

بحسب منظمة العمل الدولية، فإنه في عام 2019، بلغت البطالة في صفوف الشباب 13.6%، وهي أعلى من أي فئة أخرى. أي أن نحو 257 مليون شاب وشابة حول العالم عاطلون عن العمل أو لا يحصلون على التعليم والتدريب المناسبين لتوظيفهم.

ومن المرجّح أن الشباب بين سن 15 و24 يحصلون على وظائف أقل أجرا أو يعملون بشكل غير مستقر في القطاع غير الرسمي أو كعمّال مهاجرين.

وتابع رئيس الجمعية العامة يقول: "يمكن للتحالف أن يجمع كل العوامل والمصالح في القضاء على الفقر وأن يعمل كمركز واحد للتواصل وتبادل المعلومات وبناء الجسور. وينبغي أن يوفر التحالف آلية لاستفهام تحديات الفقر من جميع الزوايا الممكنة". وشدد السيد محمد باندي على أن التحالف يوفر فرصة كبيرة لمواجهة تحدّ دائم ومعقد ومتعدد الجوانب.

ويحدد الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان كأكبر تحدّ عالمي يواجهنا اليوم وكمطلب لا غنى عنه لتحقيق التنمية المستدامة.