منظور عالمي قصص إنسانية

شقيق جورج فلويد يدعو مجلس حقوق الإنسان إلى مساعدة السود في أمريكا

قتل جورج فلويد، وهو أمريكي منحدر من أصل أفريقي، بعد أن كان في عهدة الشرطة في الولايات المتحدة.
UN News/Daniel Dickinson
قتل جورج فلويد، وهو أمريكي منحدر من أصل أفريقي، بعد أن كان في عهدة الشرطة في الولايات المتحدة.

شقيق جورج فلويد يدعو مجلس حقوق الإنسان إلى مساعدة السود في أمريكا

حقوق الإنسان

استمع مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف يوم الأربعاء إلى شهادة قوية من شقيق جورج فلويد، الذي أثار موته على أيدي ضباط الشرطة الأمريكية احتجاجا عالميا.

في نداء مسجل مسبقا إلى المجلس يدعو إلى القيام بتحقيق دولي لتقصي الحقائق في مقتل السود في أمريكا والعنف ضد المتظاهرين، حث فيلونيس فلويد الأمم المتحدة على التحرك.

ومرددة تلك الرسالة، قالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد: "اليوم، يقول الناس بصوت عالٍ ومؤثر" كفى ". إن من واجب الأمم المتحدة الاستجابة للألم الذي يشعر به الكثيرون منذ فترة طويلة. هذه القضية هي جوهر هوية منظمتنا. إن الحقوق المتساوية مكرسة في ميثاقنا التأسيسي. مثلما قاتلنا الفصل العنصري قبل سنوات، يجب علينا أن نكافح الكراهية والاضطهاد والإذلال اليوم".

وقد ألقى السيد فلويد كلمته في أول جلسة طارئة للمجلس بشأن العنصرية ووحشية الشرطة المزعومة والعنف ضد المتظاهرين الذين شعروا بالاشمئزاز جراء مقتل الأمريكي جورج فلويد فيما كان في عهدة الشرطة.

وكانت مجموعة الدول الأفريقية قد دعت إلى انعقاد هذه الجلسة الطارئة.

الجميع متساوون في الكرامة والحقوق

فيلونيس فلويد، شقيق جورج فلويد، يخاطب مجلس حقوق الإنسان  عبر رسالة مسجلة.
UN Geneva
فيلونيس فلويد، شقيق جورج فلويد، يخاطب مجلس حقوق الإنسان عبر رسالة مسجلة.

"لقد شاهدتم أخي يموت. كان من الممكن أن أكون أنا مكانه"، قال فيلونيس فلويد في رسالة حماسية عبر الفيديو، مضيفا "أنا حارس أخي. أنتم في الأمم المتحدة، حراس إخوانكم وأخواتكم في أمريكا، ولديكم القوة لمساعدتنا على تحقيق العدالة لأخي جورج فلويد. أطلب منكم مساعدته. أطلب منكم مساعدتي. أطلب منكم مساعدتنا- السود في أمريكا".

وفي كلمتها أمام المجلس في بداية المناقشة، قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت بنبرة ملحة مماثلة: "الوقت من ذهب. لقد نفد الصبر. حياة السود مهمة. حياة السكان الأصليين مهمة. حياة الناس الملونين مهمة. يولد جميع الناس متساوين في الكرامة والحقوق وهذا ما يمثله هذا المجلس، ويمثله مكتبي. "

الرحمة انتفت والإنسانية أيضا

وفي تذكير لمندوبي المجلس بالظروف المحيطة بوفاة شقيقه البالغ من العمر 46 عاما في 25 أيار/مايو في مينيابوليس، أشار السيد فلويد إلى أنه حتى بعد أن "فقد الوعي، وتوقف عن الحركة وتوقف عن التنفس، أبقى ضابط الشرطة ركبته على عنق أخي لأربع دقائق أخرى حيث ظل العديد من الشهود يتوسلون إلى الضابط لرفع ركبته عن عنق أخي وإنقاذ حياته.

لم يبد الضباط أي رحمة ولا إنسانية وعذبوا أخي حتى الموت في وسط الشارع في مينيابوليس على مرأى من شهود يتوسلون إليهم بأن يتوقفوا، مما أظهر لنا نحن السود نفس الدرس مرة أخرى: حياة السود لا تهم في الولايات المتحدة الأمريكية."

ودعت السيدة باشيليت إلى إصلاح مؤسسات محددة ووكالات إنفاذ القانون في جميع أنحاء العالم، واتخاذ تدابير لمعالجة "العنصرية المتفشية التي تفسد مؤسسات الحكومة، وترسخ عدم المساواة وتكمن وراء الكثير من انتهاكات حقوق الإنسان".

أذى مميت

ميشيل باشيليت، المفوضة السامية لحقوق الإنسان، تتحدث إلى الصحفيين في جنيف، 4 أغسطس 2019، بعد عام من توليها منصب المسؤولة الأممية الأرفع في مجال قضايا حقوق الإنسان. (من الأرشيف)
UN News/Daniel Johnson
ميشيل باشيليت، المفوضة السامية لحقوق الإنسان، تتحدث إلى الصحفيين في جنيف، 4 أغسطس 2019، بعد عام من توليها منصب المسؤولة الأممية الأرفع في مجال قضايا حقوق الإنسان. (من الأرشيف)

وقالت باشيليت: "أصبحت الوحشية المروعة رمزاً للعنصرية النظامية التي تضر بملايين السكان المنحدرين من أصل أفريقي"، مضيفة أنها تسبب "أذى ينتشر يوميا، مدى الحياة، وعبر الأجيال، وغالبا ما يكون مميتا".

وبدأت المجموعة الأفريقية التابعة للمجلس المناقشة الطارئة- وهي المناقشة الخامسة من نوعها فقط منذ أن بدأ مجلس حقوق الإنسان عمله في عام 2006- في أعقاب دعوة من أكثر من 600 مجموعة حقوقية للتحقيق في عنف الشرطة المزعوم بعد وفاة السيد فلويد.

قال سفير المجموعة الأفريقية، ليوبولد إسماعيل سامبا (جمهورية أفريقيا الوسطى)، "إن المجموعة الأفريقية تشعر بقلق عميق من تكرار أعمال القتل العنصري ووحشية الشرطة وتكرار انتهاكات حقوق الإنسان ضد أشخاص من أصول أفريقية في بعض أنحاء العالم"، مضيفا أن "المجموعة الأفريقية تدين بشدة جورج فلويد قتل الذي لا معنى له وغير المبرر".

وفي دعوة إلى الإصلاح ولا سيما الالتزام المتجدد بتنفيذ التعهدات الرئيسية التي اتخذت لمكافحة العنصرية في عام 2002 في مؤتمر ديربان العالمي لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب، أضاف السفير سامبا أنه "من غير المقبول" أن نواصل "الحديث والنضال من أجل المساواة لبعض الناس بعد 72 سنة من اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يعلن أن جميع الناس يولدون أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق".

ضرب المتظاهرين والصحفيين

جانب من المظاهرات السلمية في نيويورك احتجاجا على مقتل الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد.
UN news/Shirin Yaseen
جانب من المظاهرات السلمية في نيويورك احتجاجا على مقتل الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد.

في جلسة تميزت بعبارات التعاطف مع عائلة جورج فلويد، تناول المتحدثون أيضا قضية العنف ضد المتظاهرين - وهي مسألة أثارها أيضا فيليونيس فلويد قائلا إنه "عندما تجرأ الناس على رفع صوتهم احتجاجا على مقتل أخي، قذفوا بالغاز المسيل للدموع، دهسوا بسيارات الشرطة، وفقد العديد من الأشخاص أعينهم وأصيبوا بتلف في الدماغ جراء الرصاص المطاطي، وأطلقت الشرطة النار على المتظاهرين السلميين وقتلتهم".

وأشار إلى أن "الصحفيين تعرضوا للضرب وعصبت أعينهم عندما حاولوا أن يظهروا للعالم الوحشية التي تحدث في الاحتجاجات. عندما يرفع الناس أصواتهم احتجاجا على معاملة السود في أمريكا يتم إسكاتهم. يتم إطلاق النار عليهم وقتلهم".

وأبرزت السيدة باتشيليت كيف أن الاحتجاجات العديدة في جميع أنحاء العالم كانت "تتويجا لأجيال عديدة من الألم والصراعات الطويلة من أجل المساواة"، مشيرة إلى أن "القليل جدا قد تغير على مدى سنوات عديدة. نحن مدينون لأولئك الذين رحلوا، وإلى أولئك الذين يأتون من بعدنا، لاغتنام هذه اللحظة التي طال انتظارها، للمطالبة بتغيير جذري والإصرار عليه".

أعمال إجرامية من قبل البعض خلال الاحتجاجات

ومع ذلك، شددت المفوضة السامية لحقوق الإنسان على "انزعاجها من الأعمال الإجرامية التي يقوم بها عدد صغير من الناس وسط العديد من الاحتجاجات السلمية حول العالم، والتي أضرت في كثير من الأحيان بممتلكات الأقليات العرقية والإثنية خلال أعمال إيذاء جديدة. كما أظهرت أدلة الفيديو استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين من قبل الشرطة، بما في ذلك خلال احتجاجات سلمية بالكامل. يجب التحقيق في جميع هذه الحوادث وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة".

وفي كلمتها بالنيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أشارت أمينة محمد أمام مندوبي المجلس إلى أن الأمين العام يشارك "بغضهم للعنصرية" وأنه ملتزم بمكافحتها بكل الوسائل المتوفرة لدينا".

سم العنصرية مازال مستعرا

من الأرشيف: نائبة الأمين العام أمينة ج. محمد تتحدث في الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة بمناسبة الذكرى السنوية الثلاثين لاعتماد اتفاقية حقوق الطفل.
UN Photo/Manuel Elias
من الأرشيف: نائبة الأمين العام أمينة ج. محمد تتحدث في الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة بمناسبة الذكرى السنوية الثلاثين لاعتماد اتفاقية حقوق الطفل.

كما أشارت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن الأمين العام أطلق مبادرة تستمر عاما كاملا لمعالجة مخاوف الموظفين الخطيرة بشأن هذه المسألة، قبل أن تقتبس من رسالة أرسلها مؤخرا إلى موظفي الأمم المتحدة، أكد فيها على أن "هذه الآفة تنتهك ميثاق الأمم المتحدة وتحط من قدر قيمنا الجوهرية".

ومن خلال تجربتها الشخصية وربما في إشارة إلى جذورها النيجيرية والبريطانية المشتركة، قالت السيدة محمد: "إن سم العنصرية ما زال مستعرا، وبالتالي يتعين الاستمرار في النضال. على المستوى الشخصي، منذ أيام دراستي الثانوية في المملكة المتحدة ومن خلال مسيرتي المهنية عبر القطاع الخاص والمجتمع المدني والآن في الخدمة العامة الدولية، اكتسبت باعا طويلا. حتى أنني أصبحت مخدرة، إلى الحد الذي نسي فيه المرء كيف يشعر بالظلم والافتراءات العنصرية وحقي الإنساني في العيش حياة كريمة ومحترمة".