منظور عالمي قصص إنسانية

كوفيد-19: 86 مليون طفل إضافي حول العالم مهددون بالانزلاق في براثن الفقر مع نهاية العام

الطفل كاليفو من غينيا-بيساو
ONU News/Alexandre Soares
الطفل كاليفو من غينيا-بيساو

كوفيد-19: 86 مليون طفل إضافي حول العالم مهددون بالانزلاق في براثن الفقر مع نهاية العام

حقوق الإنسان

جائحة كوفيد-19 لا تهدد حاضرنا فحسب، بل إن أجيال المستقبل في دائرة الخطر، بحسب تقرير جديد لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومؤسسة إنقاذ الطفل، سلّط الضوء على المشقّات المالية التي تتسبب بها الجائحة وتداعياتها على الأطفال خاصة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.

ويحذر التقرير من احتمالية أن تدفع التداعيات الاقتصادية لجائحة كوفيد-19 ما يصل إلى 86 مليون طفل إضافي إلى الفقر بحلول نهاية 2020، وهو ارتفاع بنسبة 15%. وقد يصل عدد الأطفال الإجمالي ممن يعيشون تحت خط الفقر في البلدان منخفضة ومتوسط الدخل إلى 672 مليون مع نهاية العام، نحو ثلثي هؤلاء الأطفال يعيشون في جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا.

أما منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي التي تضمّ أكبر عدد من الأطفال المحتاجين بسبب النزاع، فلديها أعلى معدل بطالة بين الشباب، في حين أن نحو نصف الأطفال في المنطقة يعيشون في فقر متعدد الأبعاد، أي أنهم لا يحصلون على الرعاية الصحية والتعليم أو التغذية المناسبة أو السكن اللائق.

وبالنسبة للأطفال الذين يعيشون في البلدان التي تأثرت بالفعل بالنزاع والعنف، فإن تأثير هذه الأزمة سيزيد من خطر عدم الاستقرار ووقوع الأسر في الفقر المدقع.

Tweet URL

وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف، هنرييتا فور، إن الجائحة تسببت في أزمة اجتماعية واقتصادية غير مسبوقة، تستنزف الموارد التي تعتمد عليها العائلات في جميع أنحاء العالم. وأضافت: "يهدد حجم وعمق الصعوبات المالية بين العائلات بتراجع سنوات من التقدم في الحد من فقر الأطفال ويحرم الأطفال من الخدمات الأساسية". وشددت على أنه بدون تضافر للجهود، فإن العائلات التي بالكاد تتدبر حياتها يمكن أن تنزلق في براثن الفقر ومستويات من الحرمان لم نشهدها منذ عقود.

حرمان من الخدمات الأساسية

وحذرت كل من مؤسسة إنقاذ الطفل واليونيسف من تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية الناجمة عن الجائحة، وسياسات الاحتواء ذات الصلة. وأوضحت المنظمتان أن خسارة الدخل المباشر يعني أن الأسر غير قادرة على تحمل تكاليف الأساسيات، من بينها شراء الطعام والماء، وتقل قدرة الأسر على الحصول على الرعاية الصحية أو التعليم، وتصبح أكثر عرضة لزواج الأطفال والعنف والاستغلال والإساءة.

ويشير التقرير إلى أنه بالنسبة للأسر الفقيرة، فإن عدم الحصول على خدمات الرعاية الاجتماعية أو التعويض يحدّ من قدرتها على الالتزام بتدابير الاحتواء والتباعد البدني، وبالتالي يزيد من تعرّضها للعدوى.

إذا تحرّكنا وبشكل حاسم، فبإمكاننا أن نمنع ونحتوي تهديد الجائحة الذي يحدّق بالدول الأفقر وببعض من أشد الأطفال ضعفا -- مديرة إنقاذ الطفل

وقالت إنغر آشينغ، مديرة مؤسسة إنقاذ الطفل، إن الآثار الفظيعة لجائحة كوفيد-19 على الدخل والمستوى الاقتصادي ستؤثر بشدة على الأطفال. وقالت: "إذا تحرّكنا اليوم وبشكل حاسم، فبإمكاننا أن نمنع ونحتوي تهديد الجائحة الذي يحدّق بالدول الأفقر وببعض من أشد الأطفال ضعفا. يجب أن يكون هذا التقرير بمثابة صحوة للعالم، الفقر ليس حتميا للأطفال".

وقبل الجائحة، لم يحصل ثلثا الأطفال حول العالم على أي شكل من أشكال الحماية الاجتماعية، مما جعل من المستحيل على الأسر تحمّل الصدمات المالية عندما تعصف بها، الأمر الذي يعزز الحلقة المفرغة للفقر بين الأجيال. ويحصل 16% فقط من الأطفال في أفريقيا على الحماية الاجتماعية وفق التقرير.

فقر متعدد الأبعاد

وتطرق تقرير المنظمتين إلى الفقر متعدد الأبعاد، إذ إن مئات الملايين من الأطفال لا يحصلون على الرعاية الصحية والتعليم أو التغذية المناسبة أو السكن اللائق، ويرى التقرير أن ذلك هو في أغلب الأحيان انعكاس للاستثمارات غير العادلة التي تقدمها الحكومات في مجال الخدمات الاجتماعية.

لمعالجة وتخفيف تأثير فيروس كـورونا على الأطفال الذين يعيشون ضمن أسر فقيرة، دعت منظمتا إنقاذ الطفل واليونيسف إلى توسع سريع وواسع النطاق في أنظمة وبرامج الحماية الاجتماعية، بما في ذلك التحويلات النقدية والوجبات المدرسية واستحقاقات الأطفال، وتقديم كل الاستثمارات الحاسمة التي تعالج الاحتياجات المالية العاجلة، ووضع الأساس للبلدان للاستعداد للصدمات المستقبلية.

وحثّت المنظمتان الحكومات على الاستثمار في أشكال أخرى من الحماية الاجتماعية والسياسات المالية والتوظيف والتدخلات في سوق العمل لدعم الأسر.