منظور عالمي قصص إنسانية

كوفيد-19: مع اشتداد تهديد الفيروس التاجي، بيدرسون يقول إن وقف إطلاق النار في سوريا بات أكثر إلحاحا من أي وقت مضى

عائلات سورية تلجأ إلى عفرين في يناير الماضي، في ريف حلب الشمالي، بعد الهروب من النزاع في إدلب.
© UNICEF/Khalil Ashawi
عائلات سورية تلجأ إلى عفرين في يناير الماضي، في ريف حلب الشمالي، بعد الهروب من النزاع في إدلب.

كوفيد-19: مع اشتداد تهديد الفيروس التاجي، بيدرسون يقول إن وقف إطلاق النار في سوريا بات أكثر إلحاحا من أي وقت مضى

السلم والأمن

قال مبعوث الأمين العام الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون إن سوريا بحاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار، على مستوى البلاد، لتمكين مواطنيها، الذين أنهكتهم الحرب، من الوصول إلى المعدات والموارد اللازمة لمكافحة كوفيد-19.

وخلال إحاطة قدمها لمجلس الأمن، عبر الفيديو، اليوم الأربعاء، شدد السيد بيدرسون على أنه "لا يمكننا تحمل الأعمال العدائية التي من المؤكد أنها ستؤدي إلى زيادة أخرى في المجتمعات النازحة الضعيفة. لا يمكننا تحمل هذا السيناريو قبل تفشي الوباء."

وفيات جديدة في عفرين

وقد لقي أكثر من 40 شخصا مصرعهم، أمس الثلاثاء، نتيجة انفجار صهريج مفخخ في سوق في مدينة عفرين، على الحدود التركية، شمال غرب البلاد. وقال حاكم محافظة هاتاي التركية المجاورة إن ناقلة وقود محملة بقنبلة يدوية انفجرت وسط حشد من الناس.

وأبلغ المبعوث الأممي الخاص مجلس الأمن بأنه كان يتحدث مع مجموعة من اللاعبين الرئيسيين المشاركين في المحادثات لإنهاء الحرب الأهلية، التي استمرت أكثر من تسع سنوات، ولتيسير التقدم على المسار السياسي والحفاظ على ترتيبات وقف إطلاق النار.

ورحب غير بيدرسون "بالهدوء الكبير" في معظم البلاد، مشيرا إلى أن الترتيبات الروسية التركية، بما في ذلك الدوريات المشتركة، في الشمال الغربي، قد أحدثت "أثرا إيجابيا على الأرض،" وأن ترتيبات وقف إطلاق النار بين روسيا وتركيا والولايات المتحدة في الشمال الشرقي مستمرة أيضا في الصمود على نطاق واسع.

لكن السيد بيدرسون أقر بأن هناك "هدوءا هشا" في الشمال، مع مخاطر تصعيد تلوح في الأفق، مثل عودة متطرفي تنظيم داعش، والغارات الجوية الإسرائيلية في حمص ودمشق، والتي تم الإبلاغ عنها يوم الاثنين.

توحيد الجهود لمحاربة كوفيد-19

توزيع الطعام في الرقة بسوريا - اليونيسف في مخيم محمودلي تساعد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية
© UNICEF/Muhammad Wasel
توزيع الطعام في الرقة بسوريا - اليونيسف في مخيم محمودلي تساعد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية

 

وظل عدد حالات الإصابة بكـوفيد-19 منخفضا نسبيا في سوريا، حيث تم الإبلاغ عن 42 حالة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة حتى الآن؛ حالة واحدة في الشمال الشرقي، فيما لم يتم الإبلاغ عن أي منها في الشمال الغربي. لكن السيد بيدرسون أكد على أهمية مراقبة الوضع في الأسابيع المقبلة.

وبينما تتخذ الحكومة السورية والمعارضة وسلطات الأمر الواقع الأخرى خطوات مهمة لمكافحة الفيروس، فإن الافتقار إلى الاختبارات الكافية والمهنيين الصحيين والمعدات الطبية والإمدادات يعوق جهود الاستجابة.

وأوضح السيد بيدرسون أن "نظام الرعاية الصحية متدهور في بعض المناطق ومدمر في مناطق أخرى،" مشددا على ضرورة "وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ومستدام ودون عوائق."

النساء تحت الضغط

وقد أكد المجلس الاستشاري للمرأة السورية للمبعوث الأممي أن النساء في طليعة المبادرات المجتمعية، وزيادة الوعي ومنع انتشار كـوفيد-19 وكذلك تحمل مسؤوليات تقديم رعاية إضافية في المنزل بسبب قيود الحركة.

ويتكون المجلس الاستشاري من مجموعة متنوعة من النساء من المجتمع المدني، كمصدر مستقل للخبرة. وقال السيد بيدرسون إن الأعضاء أعربوا عن قلقهم بشأن تزايد خطر العنف المنزلي أثناء العزلة المنزلية وأن الاستجابة لانتشار كوفيد-19 ستدفع النساء تدريجيا إلى الأدوار التقليدية والمهمشة.

العمل معا هو السبيل الوحيد

مبعوث الأمين العام الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون يحيط مجلس الأمن خلال جلسة عبر الفيديو عن الوضع في سوريا
UN Photo/Loey Felipe
مبعوث الأمين العام الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون يحيط مجلس الأمن خلال جلسة عبر الفيديو عن الوضع في سوريا

 

وكرر السيد بيدرسون نداءه من أجل "وقف لإطلاق النار على الصعيد الوطني وبذل جهود شاملة لضمان حصول السوريين في جميع أنحاء البلاد على المعدات والموارد اللازمة لمكافحة وعلاج كوفيد-19." وعرض العمل مع جميع "اللاعبين المعنيين على الأرض" والدول ذات النفوذ.

ووفقا لمبعوث الأمم المتحدة، فإن العمل معا بجهد مشترك لدعم الهدوء وتوسيع نطاق الاستجابة للوباء "هو السبيل الوحيد المسؤول." وشدد على أنه "ما من حل عسكري للأزمة السورية".

وختم السيد غير بيدرسون حديثه بالقول:

"يجب أن نعمل بناء على إنسانيتنا المشتركة، ونساعد في بناء الثقة ... للتحرك نحو تسوية سياسية يمكن أن تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري."

لوكوك يحذر من حدوث مأساة في حال انتشار الوباء بصورة واسعة

عطور النفرة تساعد أهالي مخيم أبناء مهين شمال ادلب بنشر التوعية حول فيروس كورونا

 

وحذر منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، في إحاطة قدمها لمجلس الأمن، بعد ظهر اليوم الخميس، من أنه إذا تصرف وباء الفيروس التاجي في سوريا كما حدث في أماكن أخرى، فإن "المأساة ستحدث." وأضاف بالقول:

"لا يمكننا أن نتوقع من نظام رعاية صحية دمرته الحرب، قرابة عقد من الزمان، أن يتعامل مع أزمة تتحدى حتى أغنى الدول. لا يمكننا أن نتوقع نجاح تدابير التخفيف حيث يتشرد الملايين في ظروف مزدحمة، من دون الصرف الصحي المناسب، ولا توجد أصول أو شبكة أمان تتراجع عنها".

ومشيرا إلى "زيادة متواضعة" في قدرة الاختبار، أكد السيد لوكوك أنها لا تزال "غير كافية إلى حد كبير،" وأنها أولوية إنسانية.

وقال لوكوك إن انتشار كوفيد-19 فاقم من تأثير الأزمة الاقتصادية الحادة في سوريا،" حيث أفاد بأن برنامج الغذاء العالمي بأن أسعار المواد الغذائية قفزت، خلال العام الماضي، أكثر من 100%.

وعلى الرغم من وقف إطلاق النار، لا يزال الوضع الإنساني في الشمال الغربي "كئيبا كما كان في أي وقت مضى،" مع مستويات "مثيرة للقلق" من التقزم وسوء التغذية بين النساء الحوامل والمرضعات.

وأكد المسؤول الأممي أنه "من المستحيل الحفاظ على حجم ونطاق المساعدة في الشمال الغربي بدون عملية عبر الحدود،" مشيرا إلى أنه "لا يوجد بديل".