منظور عالمي قصص إنسانية

ليبيا: اللاجئون وطالبو اللجوء هم الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا في الدولة التي أنهكها الصراع

موظفو المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا يساعدون المهاجرين في نقطة للنزول في الساحل، طرابلس، ليبيا.
IOM
موظفو المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا يساعدون المهاجرين في نقطة للنزول في الساحل، طرابلس، ليبيا.

ليبيا: اللاجئون وطالبو اللجوء هم الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا في الدولة التي أنهكها الصراع

السلم والأمن

10حالات إصابة بفيروس كورونا اكتُشفت في ليبيا مع وفاة واحدة، وهو ما كان كفيلا بدق ناقوس الخطر في مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين التي دعت مجددا إلى وقف إطلاق النار فورا وفي عموم البلاد لإتاحة الفرصة لمواجهة كورونا.

وقالت المفوضية على لسان المتحدث باسمها، بابار بالوش، في جنيف إن القتال لا يزال مستعرا في ليبيا بعد مرور عام على اندلاع شرارة النزاع في طرابلس، وما يزيد الأمر سوءا الآن هو التهديد الجديد الذي يمثله كورونا.

وتفيد التقارير بمقتل أكثر من 300 مدني ونزوح 150 ألف شخص منذ نيسان/أبريل الماضي رغم إبرام الاتفاق المبدئي بشأن الهدنة الإنسانية.

نظام صحي متهالك

وبحسب المنظمات الدولية، خلّف الصراع المستمر في ليبيا نظاما صحيا متهالكا وخدمات طبية تعاني خاصة بسبب محدودية الموارد والنقص في المستلزمات الطبية والصحية الأساسية. وتعرّضت مستشفيات كثيرة ومراكز صحية للأضرار وأجبر النزاع العديد من المرافق الصحية على الإغلاق.

توفر وكالة اللاجئين والشركاء مولدات الكهرباء وسيارات الإسعاف والحاويات والعيادات في الخيام -- المتحدث باسم المفوضية

بدوره، أفاد المتحدث باسم مفوضية شؤون اللاجئين بأن المفوضية تكرس الجهود لتقديم يد العون خاصة للاجئين والنازحين وطالبي اللجوء. وقال: "توفر وكالة اللاجئين والشركاء مولدات الكهرباء وسيارات الإسعاف والحاويات والعيادات المتنقلة في الخيام لدعم خدمات الرعاية الصحية المحلية." كما تسعى المفوضية إلى رفع مستوى الوعي إزاء كـوفيد-19 في البلد التي أثقل كاهله النزاع، خاصة في صفوف المهاجرين وطالبي اللجوء والمواطنين الليبيين عبر النشرات التوعوية والرسائل النصية ومواقع التواصل الاجتماعي بهدف تقليل مخاطر التعرّض للمرض.

وقف إطلاق النار مطلوب فورا

وأشارت المفوضية إلى أنها تضمّ صوتها إلى الأمين العام في مناشدته وقف إطلاق النار في جميع أنحاء العالم. وقال المتحدث باسمها: "نحن والشركاء الإنسانيون ندعو السلطات الليبية إلى ضمان الوصول لجميع المجتمعات في ليبيا لتحصل على الإشراف الطبي على أن تشملها خطط الاستجابة والتجهيزات والأنشطة." مجدِدا الدعوة لإطلاق سراح جميع المعتقلين في المجتمع.

وبحسب المنظمات الإنسانية، يُعدّ طالبو اللجوء والمهاجرون الموجودون في مراكز التوقيف الأكثر ضعفا لأنهم يفتقرون للوثائق القانونية ومعرّضون للإصابة أكثر من غيرهم بسبب سوء وضع مرافق الصرف الصحي ومحدودية الخدمات الصحية وظروف الاكتظاظ.

الجميع في خطر

وتشير المفوضية إلى أن الجميع: من مدنيين ولاجئين وطالبي لجوءـ يواجهون تحديات صعبة خاصة في الوصول للمواد الأساسية والخدمات أو إيجاد عمل، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود وإيجارات البيوت بشكل قياسي.

تشعر مفوضية اللاجئين بالقلق بسبب قلة وجود منازل بأسعار معقولة وارتفاع أسعار الإيجارات -- المتحدث باسم المفوضية

وقال بالوش: "تشعر مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بالقلق بسبب قلة وجود منازل بأسعار معقولة وارتفاع أسعار الإيجارات مع ارتفاع أعداد النازحين الجدد والنازحين للمرة الثانية الذين اضطروا لمغادرة منازلهم ويبحثون عن بيوت للسكن."

كما أدّى الوضع الأمني المتقلّب إلى ارتفاع مستوى الجريمة وحالات السرقة والاعتداءات. وتؤكد المفوضية الاستمرار في مساعي توفير الحماية للاجئين وطالبي اللجوء ومساعدتهم ومساعدة العائدين والليبيين إلا أنه جرى إعاقة إيصال المساعدات بسبب الإجراءات الأمنية المشددة.

هذا وقدّمت المفوضية خلال الأشهر 12 الماضية استشارات طبية لأكثر من 25،500 شخص ووزعت مواد الإغاثة الطارئة على أكثر من 42،700 شخص وقدمت المساعدات النقدية لنحو 2،500 شخص. وساندت 37 مشروعا يهدف إلى تعزيز السلام والتعايش بين النازحين واللاجئين والعائدين والمجتمعات المضيفة.