منظور عالمي قصص إنسانية

عمل الأمم المتحدة الحاسم لم ينقطع "إلى حد كبير" رغم التحدي غير المسبوق الذي نتج عن انتشار كوفيد-19

كبار المسؤولين الأممين يطلعون الدول الأعضاء في إحاطة عبر تقنية الفيديو حول جائحة كوفيد-19.
UN Photo/Eskinder Debebe
كبار المسؤولين الأممين يطلعون الدول الأعضاء في إحاطة عبر تقنية الفيديو حول جائحة كوفيد-19.

عمل الأمم المتحدة الحاسم لم ينقطع "إلى حد كبير" رغم التحدي غير المسبوق الذي نتج عن انتشار كوفيد-19

الصحة

على الرغم من أن جائحة كوفيد-19 قد أجبرت الأمم المتحدة على العمل بطرق جديدة، فإن عملها الحيوي في جميع أنحاء العالم مستمر دون انقطاع إلى حد كبير، بحسب ما أكد رؤساء الأجهزة الأممية الرئيسية في إحاطة للدول الأعضاء، عقدت يوم الجمعة عبر تقنية الفيديو.

وأكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة في ملاحظاته الافتتاحية على قيمة السلامة والتضامن في مواجهة أزمة أثرت عمليا على كل ركن من أركان العالم.

وقال الدكتور تجاني محمد باندي: "على الرغم من أننا لا نجلس معا، كونوا مطمئنين أننا في هذا (الواقع) معا. يجب أن نكون القدوة في ريادتنا. يجب أن نبقى في المنزل، ونلتزم بتوصيات التباعد الجسدي، ونغسل أيدينا، ونعتني ببعضنا البعض".

وأوضح السيد باندي أنه بفضل التكنولوجيا، تمكنت اللجنة الخامسة للجمعية العامة من اتخاذ قرارات مهمة بشأن الميزانية خلال هذه الفترة.

وقال إنه يجب على الدول ألا تهزم فقط الفيروس التاجي الجديد، بل يتعين عليها أيضا التخفيف من آثاره الاجتماعية والاقتصادية، مشيرا إلى أننا "بحاجة إلى تحفيز العمل متعدد الأطراف الآن لحماية المكاسب التي تحققت من أجل القضاء على الفقر والقضاء على الجوع، إذ تفرض هذه الأزمة عبئا ثقيلا على سلاسل إنتاج الغذاء والإمداد، من بين أمور أخرى".

رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، تيجاني محمد باندي، يشارك في إحاطة عن بعد للدول الأعضاء في الأمم المتحدة بشأن أزمة فيروس كورونا.
United Nations/Reem Abaza
رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، تيجاني محمد باندي، يشارك في إحاطة عن بعد للدول الأعضاء في الأمم المتحدة بشأن أزمة فيروس كورونا.

التغييرات في مجلس الأمن

وقد اضطر مجلس الأمن الدولي إلى تغيير أساليب عمله بسبب الجائحة.

وأفاد السفير زانغ جون المندوب الدائم للصين لدى الأمم المتحدة، ورئيس المجلس للشهر الحالي، بأنه على الرغم من الصعوبات فإن الأعضاء يعقدون اجتماعات عن طريق تقنية الفيديو.

الحقيقة هي أن الوضع الجديد يخلق الكثير من الصعوبات للحفاظ على الشفافية، لكننا نعمل بجد على هذا (الصعيد)--السفير الصيني زانغ جون

"نعلم أن الدول الأعضاء حريصة للغاية على معرفة ما يحدث في مجلس الأمن. الحقيقة هي أن الوضع الجديد يخلق الكثير من الصعوبات للحفاظ على الشفافية، لكننا نعمل بجد على هذا" الصعيد.

حتى الآن، تضمن جدول أعمال المجلس "قضايا النقاط الساخنة" مثل الأوضاع في ليبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

كما أصدر الأعضاء أيضا بيانات تدين الهجمات القاتلة في أفغانستان والتي استهدفت قوات حفظ السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى. ومن المقرر أن يتخذوا إجراءات قريبا بشأن عدة مشاريع قرارات.

مكاسب التنمية مُهددة

من ناحيته، لم يتوقف المجلس الاقتصادي والاجتماعي، الذي يعد في صميم عمل الأمم المتحدة لدفع عجلة التنمية المستدامة، عن العمل، بحسب ما جاء على لسان رئيسته منى جول في إحاطتها أمام الدول الأعضاء اليوم.

نحن بحاجة إلى جهود أممية مشتركة لمساعدة البلدان النامية على التعافي وبناء أنظمة صحية أكثر مرونة--منى جول، رئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي

ومع ذلك، حذرت جول من تهديد الجائحة لمكاسب التنمية، لا سيما في البلدان الأكثر ضعفا في العالم، في فيما تشتد الحاجة إلى الإغاثة الإنسانية.

"بالإضافة إلى المساعدة الإنسانية الفورية، ستحتاج البلدان النامية إلى الدعم لتقليل الأثر الاجتماعي والاقتصادي العام لأزمة كوفيد-19. في هذا الصدد، دعت رئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأمم المتحدة إلى "لعب دور رئيسي" في هذا السياق.

وأوضحت قائلة "نحن بحاجة إلى جهود أممية مشتركة لمساعدة البلدان النامية على التعافي وبناء أنظمة صحية أكثر مرونة".

وبما أن الاستجابة ستتطلب تمويلا كبيرا، رحبت منى جول بالإعلانات الأخيرة حول الدعم الاقتصادي من قبل دول مجموعة العشرين والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

نقل المعلومات الصحيحة نوع من التضامن

وقد شارك الأمين العام للأمم المتحدة في قمة مجموعة العشرين الافتراضية يوم الخميس، حيث ضغط من أجل العمل الجماعي والدعم المالي لوقف الفيروس وتقليل تأثيره.

أطلع أنطونيو غوتيريش الدول الأعضاء على التدابير المتخذة لحماية موظفي الأمم المتحدة على مستوى العالم أثناء قيامهم بولايات المنظمة، مشددا على أن "عملنا الحاسم مستمر دون انقطاع إلى حد كبير".

وقال "المنسقون الأمميون المقيمون وفرق الأمم المتحدة القطرية في الخطوط الأمامية". حتى الأسبوع الماضي، أبلغت 93٪ من الفرق عن "الانخراط مع السلطات الوطنية في إعداد خطط الاستعداد والاستجابة".

وحث الأمين العام للأمم المتحدة الدول على دعم المبادرات التي تم الإعلان عنها هذا الأسبوع، التي تشمل  نداءه من أجل وقف عالمي لإطلاق النار وأيضا خطة  الاستجابة الإنسانية لمساعدة أفقر دول العالم، والدعوة للوقوف ضد ارتفاع جرائم الكراهية التي تستهدف الأشخاص الذين يُعتقد بأنهم مرتبطون بانتشار الفيروس التاجي.

كما أعلن عن إطلاق استراتيجية اتصالات تهدف إلى مكافحة الأخبار المضللة حول الوباء.

وستقوم مبادرة "كوفيد-19: التواصل من أجل التضامن" بإبلاغ الجمهور العالمي بالحقائق وتعزيز الأعمال الإنسانية وتشجيعها في جميع أنحاء العالم.