منظور عالمي قصص إنسانية

في ختام القمة الأفريقية، غوتيريش يجدد التزام الأمم المتحدة بسلام وازدهار القارة وبنسائها وشبابها

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مع رؤساء الدول في قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا إثيوبيا ، 09 فبراير 2020
UN Photo
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مع رؤساء الدول في قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا إثيوبيا ، 09 فبراير 2020

في ختام القمة الأفريقية، غوتيريش يجدد التزام الأمم المتحدة بسلام وازدهار القارة وبنسائها وشبابها

السلم والأمن

في كلمته خلال اختتام القمة السنوية التي تجمع زعماء وقادة القارة الأفريقية، أكد الأمين العام للأمم المتحدة مجددا التزامه "الشخصي العميق تجاه السلام والازدهار والرفاهية" في القارة، معلنا قناعته بأن "تحديات أفريقيا لا يمكن حلها إلا من خلال قيادة الأفارقة أنفسهم."

وأعرب الأمين العام، بشكل خاص، عن دعم الأمم المتحدة الكامل لمبادرة "إسكات الأسلحة" التي أطلقها الإتحاد الأفريقي لمعالجة قضايا السلم والأمن في القارة، واصفا إياها بالمبادرة التاريخية.  وقال غوتيريش إن "إسكات الأسلحة لا يقتصر على السلام والأمن فحسب، بل يشمل أيضا التنمية المستدامة الشاملة وحقوق الإنسان."
وأكد الأمين العام على شراكة المنظمة الأممية والإتحاد الأفريقي، وعلى ثمار الجهود المشتركة بينهما وما حققته من نجاحات مثل "الإطار المشترك حول السلام والأمن في القارة" والخطة الشاملة "لتحقيق أقصى استفادة من برامجنا للتنمية المستدامة التكميلية" في خطة التنمية المستدامة العالمية 2030 وجدول أعمال أفريقيا 2063.

Tweet URL

وأبرز السيد غوتيريش ثلاثة تحديات ذات أهمية خاصة وهي "تحقيق مزيد من التقدم في مكافحة الفقر" خلال عشرية العمل والإنجاز، و"معالجة أزمة المناخ"، ومسألة "إسكات الأسلحة" وإيقاف الحروب والنزاعات.  
وقال غوتيريش إن "القضاء على الفقر يظل التزاما اجتماعيا وأخلاقيا أساسيا للبشرية"، وأشاد باستكمال الاتحاد الأفريقي للتقرير الأول الذي يستعرض ما وصل إليه تنفيذ الأقطار لخطة التنفيذ العشرية لجدول أعمال 2063.

وأكد غوتيريش أن القارة شهدت "تحسينات كبيرة" في مستويات المعيشة والتعليم الجيد والرعاية الصحية والأمن الغذائي والخدمات الأساسية والبنية التحتية، غير أنه أشار إلى أن التقدم لا يزال بطيئا وغير متساوٍ" بخصوص القضاء على الفقر وإنهاء الإقصاء.

"عولمة غير عادلة"

وأكد الأمين العام إن القارة ظلت، لأمد طويل، "ضحية لعولمة لم تستفد منها جميع الدول بشكل عادل" مشيرا  إلى الإعانات الزراعية "وقواعد التجارة والمالية والأسواق المشوهة التي تعمل في كثير من الأحيان على حساب القارة."
وأكد الأمين العام أنه سيستمر في الدعوة إلى "عولمة عادلة تعمل لجميع الأمم ولجميع الناس،" مشيرا إلى الجهود التي بذلتها العديد من الحكومات في أفريقيا للقضاء على الفساد وإصلاح النظم الضريبية وتحسين الحكم والمؤسسات.
 كذلك، دعا الأمين العام المجتمع الدولي إلى أن يكمل هذه الجهود الأفريقية بتصميم أقوى بكثير في "مكافحة التهرب الضريبي وغسل الأموال والتدفقات غير المشروعة لرؤوس الأموال."

المزيد من العمل لأجل نساء وشباب القارة

وخصص أنطونيو غوتيريش جزءا مقدرا من كلمته في ختام القمة لتعزيز المساواة بين الجنسين وحقوق النساء والفتيات وإشراكهن، ولإشراك شباب أفريقيا وتمكينهم في أسواق العمل والمساهمة في التغيير. وقال المسؤول الأممي الأرفع إننا "ما زلنا نعيش في عالم يسيطر عليه الذكور وسيحتاج هذا إلى التغيير،" مؤكدا أن السلام والتماسك الاجتماعي والتنمية المستدامة تتطلب مساهمة المرأة وقيادتها.

تقوم النساء في مدغشقر بزراعة الخضروات على الأرض باستخدام نظام ري صغير، حيث يوفر برنامج الأغذية العالمي فرصا مدرة للدخل لمجتمعات المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة.
WFP/Giulio d'Adamo
تقوم النساء في مدغشقر بزراعة الخضروات على الأرض باستخدام نظام ري صغير، حيث يوفر برنامج الأغذية العالمي فرصا مدرة للدخل لمجتمعات المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة.


وقال غوتيريش لمؤتمر الزعماء الأفارقة إن "مسؤوليتنا المشتركة هي ضمان عدم استبعاد النساء من عملية اتخاذ القرارات الحاسمة في عمليات السلام والحكم بعد انتهاء الصراع". وأثنى على جهود شبكة القيادات النسائية الأفريقية في تعزيز دور المرأة في منع النزاعات وفي الوساطة.

وأضاف غوتيريش أن للشباب تحديدا مساهمة حيوية يقدمونها كعوامل للتغيير "ويجب عدم تهميشهم أو استبعادهم." وأكد الأمين العام مجددا التزام الأمم المتحدة "بالاستماع إلى الشباب" لتحديد كيفية تحقيق أهداف التنمية المستدامة وصنع "المستقبل الذي نريده." 
وقال الأمين العام إنه يجد إلهاما في مساهمات الشباب في جميع أنحاء أفريقيا الذين  "أصبحوا دعاة للسلام من خلال الحوار ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع" حسب تعبيره. ودعا غوتيريش إلى العمل على "توفير ليس فقط المجال الاجتماعي للشباب، بل أيضا فرص العمل والدخل."

ارتفاع درجات الحرارة في أفريقيا هو ضعف المتوسط العالمي

وفي تعليقه المستفيض حول تغير المناخ وتأثيراته واسعة النطاق على قضايا التنمية وسلامة الكوكب، ذكَّر الأمين العام بأن أفريقيا هي القارة "الأقل مسؤولية عن اضطرابات المناخ" لكنها من بين أول المناطق تأثرا وأكثرها تعرضا للمعاناة بسببها.
وأورد غوتيريش إن "ارتفاع درجات الحرارة في أفريقيا هو ضعف المتوسط العالمي" وأن هناك العديد من الأزمات المرتبطة بالمناخ والتي لم يتم الإبلاغ عنها "من الساحل إلى زامبيا ومن كينيا إلى مدغشقر."
من ذلك، أشار غوتيريش إلى ضرورة معالجة مخاطر الأمن المتعلقة بالمناخ في القرن الأفريقي ووسط  أفريقيا والساحل كأولوية مهمة.
 وأكد غوتيريش أن الدول الكبرى ذات القطاعات الصناعية الضخمة تتحمل مسؤولية خاصة في معالجة اضطرابات المناخ المؤثرة على العالم ككل، وأشاد بالقيادة الأخلاقية والسياسية لأفريقيا منذ فترة طويلة بشأن حالة الطوارئ المناخية.
 غوتيريش وصف مخرجات مؤتمر المناخ الذي انعقد في مدريد الشهر الماضي بالمخيب للآمال، غير أنه أكد على ضرورة "العمل سويا لجعل مؤتمر المناخ القادم ناجحا حتى تتمكن أفريقيا من الحصول على ما تحتاجه من دعم وموارد."

رؤساء السودان وجنوب السودان ومصر وأفريقيا الوسطى ورواندا

وقد التقى الأمين العام للأمم المتحدة في لقاءات خاصة على هامش مؤتمر الإتحاد الأفريقي بعدد من زعماء ورؤساء الأقطار الأفريقية، حيث تحدث مع السيد عبد الله حمدوك، رئيس وزراء جمهورية السودان وناقشا قضايا الانتقال السياسي وعملية السلام الجارية في البلاد، والانتقال من حفظ السلام إلى بناء السلام في دارفور. وقد أشاد الأمين العام بجهود الإصلاح الجارية التي يقوم بها رئيس الوزراء السوداني وتعهد بدعم الأمم المتحدة الكامل للسودان.
كما التقى الأمين العام رئيس جمهورية مصر العربية، السيد عبد الفتاح السيسي وناقشا التطورات الإقليمية، بما في ذلك الحالة في ليبيا وعملية السلام في الشرق الأوسط، وقد أثنى الأمين العام بدور مصر في رئاستها للاتحاد الأفريقي والتي تنتهي بختام القمة. 

والتقى الأمين العام بالرئيس سلفا كير ميارديت، رئيس جمهورية جنوب السودان على هامش القمة وشدد في اللقاء على الحاجة إلى مواصلة تنفيذ الاتفاق المعاد تجديده لحل النزاع في جنوب السودان مؤكدا دعم الأمم المتحدة الكامل لجميع الجهود الرامية إلى إحلال السلام والاستقرار في جنوب السودان على المدى الطويل.


كما التقي أمين عام الأمم المتحدة أيضا بالسيد فاوستن - آرتشانج تواديرا، رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى ورحب بالجهود المستمرة لتنفيذ الاتفاق السياسي للسلام والمصالحة الموقع في فبراير/شباط 201، وناقشا تقييم التقدم والتحديات في التحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقرر إجراؤها في أواخر عام 2020 وأوائل عام 2021.
كذلك التقى الأمين العام رئيس رواندا السيد بول كاغامي، وناقشا التطورات الإقليمية، حيث أعرب الأمين العام عن تقديره لالتزام رواندا بالعمل من أجل حفظ السلام، ومساهماتها وجهودها في مكافحة تغير المناخ.