في مراسم تأبين السلطان قابوس بن سعيد، الأمم المتحدة تؤكد التزامها الثابت في دعم جهود سلطنة عمان المستمرة في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة
في مراسم تأبين السلطان قابوس بن سعيد، الأمم المتحدة تؤكد التزامها الثابت في دعم جهود سلطنة عمان المستمرة في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة
نظمت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الجمعة، في نيويورك، فعالية لتأبين سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد، الذي توفي في العاشر من كانون الثاني/يناير الحالي، عن عمر ناهز 79 عاما، بعد خمسين عاما قضاها على سدة الحكم في سلطنة عمان.
وتحدث في مراسم التأبين كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، رئيس الجمعية العامة، السيد تيجاني محمد باندي، وسفير عمان لدى الأمم المتحدة، إضافة إلى ممثلين عن الدول الأعضاء. كما وقف الحضور دقيقة صمت حدادا على روح السلطان الراحل.
الأمين العام قال في كلمته إن السلطان قابوس بن سعيد أعطى الأولوية للتعاون والتعددية، وقاد عمان للانضمام إلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى أنه ومن خلال القيادة والالتزام، عمل على تشكيل سلطنة عمان باعتبارها عضوا نشطا ومسؤولا في الأسرة الدولية. وأضاف:
"تحت قيادته، ظلت عمان محصنة إلى حد كبير من التوترات في المنطقة. في الواقع، كان صاحب الجلالة يحظى بتقدير كبير لنشره رسائل السلام والتفاهم والتعايش خارج حدود بلده. لعبت سلطنة عمان دورا حاسما في ضمان خطوط الاتصال والحوار بين الأطراف المتنازعة. وقد أسهمت رؤيته في ارتفاع مستويات التعليم لدى النساء والرجال بشكل كبير، مع زيادة كبيرة في المدارس والمستشفيات والطرق والكثير من الهياكل الأساسية الأخرى."
كان يحظى بتقدير كبير لنشره رسائل السلام والتفاهم والتعايش خارج حدود بلده
وقال الأمين العام إننا نتذكر اليوم ونشيد بالعديد من المسارات التي بناها، مسارات الحوار، التفاهم، والسلام. وتقدم بأطيب تمنياته للسلطان هيثم بن طارق على توليه قيادة عمان.
وأعرب الأمين العام عن تمنياته في أن تستمر مساهمات سلطنة عمان الدائمة في الدبلوماسية الإقليمية والدولية، والبناء على إرث السلطان قابوس، مؤكدا التزام الأمم المتحدة الثابت في دعم جهود عمان المستمرة لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
رئيس الجمعية العامة: كان السلطان قابوس قائدا تقدميا في العمل المناخي
رئيس الجمعية العامة السيد تيجاني محمد باندي قال إن السلطان قابوس لعب دورا أساسيا في تحديث وتطوير سلطنة عمان، وخاصة من خلال البنية التحتية.
ومع إدراك قدرة التعليم في رفع مستوى المجتمع بأسره، أشار السيد باندي إلى إنشاء السلطان قابوس جامعات، عالية الجودة، مكنت الشباب من الازدهار، لأجيال قادمة. وأضاف:
كان السلطان قابوس قائدا تقدميا في العمل المناخي، حيث أنشأ جائزة السلطان قابوس للمحافظة على البيئة في عام 1991. ومع بداية عقد العمل والتسليم بشأن التنمية المستدامة مع التركيز على الطبيعة، آمل في أن تشرف جميع الدول الأعضاء السلطان قابوس من خلال تكرار جهوده في تعزيز حماية كوكبنا."
وبينما نحتفل بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين للأمم المتحدة، أضاف السيد باندي أن العلم سيتذكر السلطان قابوس باعتباره داعيا إلى اللتسامح والسلام، ملتزم بالمُثُل التأسيسية لهذه المنظمة، مشيرا إلى أنه أظهر الشجاعة والحنكة السياسية طوال مشاركته مع القادة في الشرق الأوسط وجعل السلام أولوية قبل كل شيء.
السفير العماني: السلطنة مستمرة في نهج وسياسة السلطان قابوس في دعم الأمن والاستقرار
السفير العماني لدى الأمم المتحدة، الدكتور محمد بن عوض الحسَّان أعرب عن شكره للأمم المتحدة لإقامة مراسم لتأبين السلطان الراحل، مؤكدا دعم بلاده للأمم المتحدة في مسيرتها نحو الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. وأكد أن
السلطان قابوس أمضى خمسين عاما من البناء. وأضاف:
"لقد رحل السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، طيب الله ثراه، تاركا إرثا خالدا لأبناء وطنه، مخلدا اسمه في قلوبهم، بما حققه له من تنمية مستدامة محورها الإنساني العماني."
وقال السفير العماني إن بلاده، باعتبارها عضوا فاعلا في الأمم المتحدة، ستواصل مسيرة نهضتها، بقيادة السلطان هيثم بن طارق، الذي أكد أن السلطنة مستمرة في نهج وسياسة السلطان الراحل في دعم الأمن والاستقرار وعلى سياستها الخارجية القائمة على الاحترام المتبادل وعلاقات حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير.
ممثل المجموعة العربية: السلطان قابوس صنع واحدة من أهم النهضات في منطقة الخليج العربي في القرن العشرين
وتحدث ممثل جمهورية السودان نيابة عن المجموعة العربية في الأمم المتحدة، قائلا إن السلطان قابوس عرف بحكمته وإخلاصه ومواقفه التاريخية المشرفة في خدمة قضايا وطنه وأمته حتى آخر يوم من حياته، "وبفقده فقدت الأمتان العربية والاسلامية بل الإنسانية جمعاء، رمزا للوفاء والحكمة والمحبة. فقد كان الراحل قائدا استثنائيا ورجلا حكيما.. كما كان صاحب مبادئ ومثل". وأضاف:
حينما نتحدث اليوم عن السلطان قابوس، رحمه الله، فإننا نروي سيرة وطن في رجل
"حينما نتحدث اليوم عن السلطان قابوس، رحمه الله، فإننا نروي سيرة وطن في رجل، وليس مجرد حاكم عابر للتاريخ، بل صانع واحدة من أهم النهضات في منطقة الخليج العربي في القرن العشرين."
وشملت قائمة المتحدثين في مراسم التأبين، ممثل المجموعة الأفريقية، ممثل مجموعة آسيا والمحيط الهادئ، ممثل مجموعة الدول اللاتينية ومنطقة الكاريبي، ممثل دول شرق أوربا، ممثل مجموعة غرب أوربا.