منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: نأمل في أن يتوصل مجلس الأمن إلى اتفاق يسمح باستئناف إيصال المساعدات عبر الحدود السورية

أطفال من بين 400 عائلة فرت في أيلول/سبتمبر 2018 إلى مخيمات مؤقتة شمال مدينة إدلب.
© UNICEF/Aaref Watad
أطفال من بين 400 عائلة فرت في أيلول/سبتمبر 2018 إلى مخيمات مؤقتة شمال مدينة إدلب.

الأمم المتحدة: نأمل في أن يتوصل مجلس الأمن إلى اتفاق يسمح باستئناف إيصال المساعدات عبر الحدود السورية

المساعدات الإنسانية

أعربت الأمم المتحدة عن أملها في توصل مجلس الأمن إلى اتفاق بشأن قرار يتيح استئناف تقديم وإيصال المساعدات الإنسانية لملايين السوريين في شمال شرق وشمال غرب سوريا وذلك مع انتهاء مفعول القرار 2165 يوم غد الجمعة. وحذرت من مغبة عدم التوصل إلى قرار وتداعيات ذلك على المدنيين.

وقد أصدر مجلس الأمن القرار 2165 عام 2014 والذي يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر أربع نقاط حدودية، اثنتان منها في تركيا (باب السلام وباب الهوا) وواحدة عبر الأردن (معبر الرمثا) وواحدة عن طريق العراق (معبر اليعروبية)، وينتهي مفعول القرار يوم غد الجمعة في 10 كانون الثاني/يناير.

لا يوجد معبر بديل عن الحدود لبلوغ المواطنين الذين نحتاج إلى الوصول إليهم في الشمال الغربي والشمال الشرقي -- ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، ردّا على أسئلة الصحفيين خلال المؤتمر اليومي الخميس، "نأمل في أن يتوصل أعضاء مجلس الأمن إلى اتفاق حول قرارٍ ما يسمح لنا باستئناف تقديم وإيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود."

وتفيد منظمات الأمم المتحدة بأن الوضع في الشمال الغربي والشمال الشرقي لسوريا حرج. وبحسب المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، فإن التقارير تتحدث كل يوم عن ازدياد المعاناة الإنسانية، وقال "وسيزداد الأمر سوءا إذا لم تتوفر لدينا طريقة ما للوصول إليهم عبر الحدود."

خلافات داخل المجلس

ولم يتوصل مجلس الأمن إلى اتفاق بشأن تجديد العمل بالقرار، بعد أن باءت المحاولات للتوصل إلى تسوية بالفشل الشهر الماضي. وجرى السعي في بداية الأمر إلى زيادة عدد المعابر من أربعة إلى خمسة من خلال استحداث نقطة حدودية جديدة عبر تركيا، الأمر الذي رفضته موسكو بشدة، مطالبة بالمقابل بخفض عدد المعابر إلى اثنين وبخفض مدة التمديد من عام إلى ستة أشهر.

* اقرأ المزيد: خيبة أمل بسبب عدم التوافق على تمديد عمل آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود

ومن ثمّ نصّ مشروع القرار المعدّل على خفض عدد المعابر إلى ثلاثة (اثنان عبر تركيا وواحد عن طريق العراق) أي إلغاء معبر الرمثا الحدودي مع الأردن.

من المهم بالنسبة لنا إيجاد معادلة تتيح استئناف العمليات الإنسانية عبر الحدود، فالولاية الحالية تنتهي في 10 كانون الأول/يناير -- ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام

وقال دوجاريك "من المهم بالنسبة لنا إيجاد معادلة تتيح استئناف العمليات الإنسانية عبر الحدود، فالولاية الحالية تنتهي في 10 كانون الأول/يناير. إننا نضع دائما خططَ طوارئ، لكن فقدان القدرة على عبور الحدود سيصعب الأمور على الأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين ويعيق الوصول إلى ملايين السوريين الذين يحتاجون إلى مساعدات منقذة للحياة."

وردّا على سؤال طُرح بشأن البدائل للمعابر إذا لم يتم التوصل إلى حل، قال دوجاريك "سأصيغها بكل بساطة: لا يوجد معبر بديل عن الحدود لبلوغ المواطنين الذين نحتاج إلى الوصول إليهم في الشمال الغربي والشمال الشرقي."

وأوضح دوجاريك أنه إذا لم يتم التوصل إلى قرار بشأن استئناف إيصال المساعدات عبر الحدود، فستتوقف العمليات مع نهاية يوم الجمعة بتوقيت سوريا وتركيا.

قلق على مصير ملايين السوريين

الأضرار لحقت بمستشفى للنساء والأطفال في إدلب بسوريا، بسبب الغارات الجوية التي ضربت المنطقة (من الأرشيف).
الأضرار لحقت بمستشفى للنساء والأطفال في إدلب بسوريا، بسبب الغارات الجوية التي ضربت المنطقة في الصباح المبكر. (أرشيف)

وأوضح دوجاريك في بداية المؤتمر أن الأمم المتحدة لا تزال قلقة للغاية على سلامة وحماية أكثر من ثلاثة ملايين سوري داخل وفي محيط إدلب، نصفهم نازحون داخليا، بعد تقارير تفيد باستمرار الغارات الجوية والقصف المدفعي.

ونقل دوجاريك عن مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان القول إنه تم تسجيل مقتل ما مجموعه 1460 مدنيا بين 29 نيسان/أبريل 2019 وحتى 5 كانون الثاني/يناير من هذا العام بسبب الأعمال العسكرية العدائية في شمال غرب سوريا. ومن بين هؤلاء القتلى، 417 طفلا و289 سيّدة.

استمرار موجة النزوح

وبحسب الأمم المتحدة، فقد شرّد منذ 2 كانون الأول/ديسمبر، أكثر من 312 ألف شخص، هم على وجه الخصوص من جنوبي إدلب، فرّوا شمالا بعيدا عن العنف. وفرّ معظم النازحين في الموجة الأخيرة إلى مدن ومخيمات تأوي النازحين داخليا شمال غرب إدلب. 80% من النازحين الجدد هم من النساء والأطفال. وتفيد التقارير بفرار عشرات الآلاف من شمال محافظة حلب بحثا عن الأمان والخدمات.

وقال دوجاريك، "إننا نحث جميع الأطراف مجددا، وأولئك الذين لديهم تأثير على هذه الأطراف، على ضمان حماية المدنيين والسماح بالدخول المستدام وبدون عوائق لجميع الطواقم الإنسانية من أجل تقديم المساعدات المنقذة للحياة لكل من يحتاج إليها."