الكويت تغادر مجلس الأمن وتونس تتسلم في يناير مقعدها غير الدائم لمدة عامين
الكويت تغادر مجلس الأمن وتونس تتسلم في يناير مقعدها غير الدائم لمدة عامين
تغادر دولة الكويت نهاية هذا العام (2019) مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن بعد عامين من العمل الدؤوب والمشاركة في اتخاذ القرارات خاصة في القضايا التي تهم المنطقة العربية والحفاظ على السلم والأمن الدولي، وتتأهب تونس إلى تسلم مقعدها للعامين القادمين في يناير 2020.
نائب وزير خارجية الكويت، خالد الجار الله، أعرب في ختام آخر اجتماع لمجلس الأمن لهذا العالم، يوم الجمعة (20 كانون أول/ديسمبر)، والذي تناول الوضع الإنساني في سوريا، عن شكره وامتنانه لكافة أعضاء مجلس الأمن على "تعاونهم معنا خلال العامين الماضيين في جهودنا للاضطلاع بمسؤولياتنا في صيانة الأمن والسلم الدوليين."
ويشار إلى أن هذه هي المرة الثانية التي تتسلم فيها دولة الكويت العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، وكانت آخر مشاركة لها في عامي 1978 و1979.
وأعرب الجار الله عن تمنيات بلاده بالتوفيق والنجاح للدول التي ستتسلم العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، وهي خمس دول جديدة: عن أفريقيا تونس والنيجر، عن مجموعة آسيا والمحيط الهادئ فيتنام، عن أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي سانت فنسنت وغرينادين وعن أوروبا إستونيا.
* شاهد: السفير الكويتي منصور العتيبي يتحدث عن تمثيل دولة الكويت للمجموعة العربية في مجلس الأمن
أهم إنجازات الكويت
ومن أهم الإنجازات التي حققتها الكويت خلال فترة عضويتها غير الدائمة لمجلس الأمن هو اعتماد المجلس القرار 2474 الذي قدمت الكويت مشروعه ويتعلق بالمفقودين نتيجة النزاعات المسلحة، ويشدد القرار على أهمية السماح للأفراد بمعرفة مصير أقربائهم المفقودين وأماكن وجودهم ويهيب بأطراف النزاعات المسلحة اتخاذ جميع التدابير المناسبة للبحث بنشاط عن الأشخاص المبلغ عن فقدهم ومعرفة مصيرهم دون تمييز سلبي والتمكين من إعادة رفات من لقوا حتفهم.
وأثناء رئاسة دولة الكويت لمجلس الأمن في شباط/فبراير 2018، تم اعتماد القرار2401 والذي تقدمت به الكويت إلى جانب السويد ويطالب بوقف إطلاق النار في كامل أنحاء سوريا والسماح لهدنة إنسانية لمدة 30 يوما لتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وإجلاء المصابين. ولم يتم اعتماد القرار.
وفي كانون أول/ديسمبر 2018، تقدمت الكويت بمشروع قرار 2449 إلى جانب السويد لتجديد عمل آلية وصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا، والذي اعتُمد من قبل المجلس.
وفي أيلول/سبتمبر 2019 تقدمت الكويت إلى جانب بلجيكا وألمانيا بمشروع قرار لتجديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود إلا أن الصين وروسيا استخدمتا حق النقض الفيتو.
تونس: الأولوية للحلول السلمية
حظيت تونس بتأييد 191 صوتا في الجمعية العامة من إجمالي 193 عضوا وبذا تنضم تونس إلى العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي لمدة عامين تبدأ في كانون ثاني/يناير 2020.
وزير الخارجية التونسي السابق، خميس الجهيناوي، كان قد أكد للصحفيين في أول تعقيب بعد التصويت في حزيران/يونيو الماضي أن بلاده ستعمل بكل جهد لتهيئة الظروف لإيجاد حلول سلمية لبعض القضايا على الساحتين العربية والأفريقية. كما ستعمل أيضا على دعم التوافق داخل مجلس الأمن وبين الدول دائمة العضوية وغير دائمة العضوية للتوصل إلى حل القضايا العربية والأفريقية.
أخبار الأمم المتحدة تحاور السيد الجهيناوي
وكانت أخبار الأمم المتحدة قد أجرت حوارا خاصا مع الوزير التونسي السابق أثناء جولته في المقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، في أبريل الماضي، لحشد الدعم للملف التونسي.
وفي إجابته عن سؤال لأخبار الأمم المتحدة عن أهم عناصر أجندة تونس عند الالتحاق بالمجلس، أشار السيد الجهيناوي إلى حصول تونس على الدعم العربي والأفريقي اللازم، قائلا إن "تونس ستكون صوت هاتين المجموعتين عند الالتحاق بمجلس الأمن. وللأسف أغلب المشاكل والنزاعات المطروحة اليوم تحدث إما في أفريقيا أو في العالم العربي."
وأضاف السيد الجهيناوي أن تونس عملت على مدى ستين عاما بصورة دائمة لإعلاء مفاهيم الحوار والتواصل والحلول السلمية للقضايا، منوها إلى أن "القضية الفلسطينية هي محور النزاع في الشرق الأوسط اليوم، وبدون إيجاد حل لها يـُمكّن الشعب الفلسطيني من حقوقه الوطنية في إقامة دولته المستقلة على أراضيه، فلا يمكن أن نساعد على حل القضايا الأخرى الطارئة، مثل اليمن وسوريا وليبيا".
عضوية مجلس الأمن
ويتألف مجلس الأمن من 15 دولة، بينها 10 دول تنال العضوية عبر الانتخاب، والدول الخمس دائمة العضوية تتمتع بحق النقض "الفيتو"، وهي: الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا.
ويضم المجلس حالياً خمس دول أخرى غير دائمة العضوية وتنتهي فترة انتخابها نهاية العام القبل وهي: إيطاليا، وبوليفيا، وكازاخستان، والسويد، وإثيوبيا. أما الدول التي ستنضم حديثا فهي تونس، والنيجر، وفيتنام، وسانت فنسنت وجزر غرينادين، وأستونيا.
استمعوا إلى حوارنا الكامل مع وزير خارجية تونس السابق، خميس الجهيناوي.