منظور عالمي قصص إنسانية

وكالات أممية تؤكد استمرار حاجة 60 ألف لاجئ ومهاجر شاب في إيطاليا إلى دعم حتى بعد بلوغهم سن الرشد

عمر (17)، أقصى اليمين في الصف الثاني، وغيره من الصبية المهاجرين غير المصحوبين بذويهم في كنيسة مهجورة في صقلية، إيطاليا. تم نقل معظمهم من دون خيار لهذه القرية الصغيرة جدا.
© UNICEF/Stefano De Luigi
عمر (17)، أقصى اليمين في الصف الثاني، وغيره من الصبية المهاجرين غير المصحوبين بذويهم في كنيسة مهجورة في صقلية، إيطاليا. تم نقل معظمهم من دون خيار لهذه القرية الصغيرة جدا.

وكالات أممية تؤكد استمرار حاجة 60 ألف لاجئ ومهاجر شاب في إيطاليا إلى دعم حتى بعد بلوغهم سن الرشد

المهاجرون واللاجئون

ما الفرق بين مهاجر شاب يبلغ من العمر 17 عاما، تعرض لمختلف أنواع المعاناة خلال رحلته إلى أوروبا، وآخر مرّ بنفس التجربة وقد بلغ للتو 18 عاما؟

هل سيصبح فجأة قادرا على إعالة نفسه في بلد جديد؟ وهل سيستطيع أن يسد رمقه؟ هل ستختفي احتياجاته للمعونة بسحر ساحر؟

هذه الأسئلة وأخرى كثيرة يبحثها التقرير الجديد المشترك الذي صدر اليوم تحت عنوان: "مفترق الطرق: الأطفال غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم في مرحلة الانتقال إلى سن البلوغ في إيطاليا".

ويشدد التقرير الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة على إن حوالي 60،000 لاجئ ومهاجر شاب وصلوا إلى إيطاليا كأطفال غير مصحوبين بذويهم بين عامي 2014 و2018، والذين قد بلغوا فيما بعد سن الثامنة عشرة، يحتاجون إلى دعم مستمر لضمان انتقالهم الناجح إلى مرحلة البلوغ.

أبرز نتائج التقرير

يسلط التقرير الجديد الضوء على "الانتقال الثلاثي" الذي يواجهه الشباب والمهاجرون عندما يبلغون سن 18، بما في ذلك "الانتقال من مرحلة المراهقة إلى مرحلة البلوغ، والعيش في بلد إلى آخر، والألم العاطفي والصدمة التي يتعرضون لها عند مغادرة المنزل وأثناء الرحلات الخطرة".

وقالت آنا ريتي، المنسقة القطرية لليونيسف المعنية ببرنامج الهجرة في إيطاليا "إن الفرق بين لاجئ أو مهاجر يبلغ من العمر 17 عاما هرب من النزاع أو العنف وبين آخر يبلغ من عمر 18 عاما عاش في نفس التجربة المؤلمة، لا يكاد يذكر". وشددت في هذا الصدد على أن "الخسارة المحتملة للدعم المستمر لعشرات الآلاف من الشباب - بسبب التمييز المصطنع القائم على العمر - سوف يعرضهم لخطر متزايد من العزلة الاجتماعية والعنف وسوء المعاملة ومستقبل غير مؤكد."

من جهته قال رولاند شيلينغ، ممثل مفوضية اللاجئين في جنوب أوروبا "إن إدراك الطبيعة المعقدة للتمييز بين الأطفال والبالغين والاعتراف بأن الأشخاص البالغين سن الرشد لديهم احتياجات محددة يكمن في لب هذا البحث".

فيما تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن "القيمة المضافة لهذا البحث تمكن في شقين: فهي تسلط الضوء على نقاط الضعف والمخاطر للأطفال غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم أثناء انتقالهم إلى مرحلة البلوغ، وتؤكد في الوقت نفسه على نقاط قوة الشباب وقدرتهم على اتخاذ الإجراءات ومرونتهم وإمكاناتهم".

المدافع عن حقوق الطفل في اليونيسيف إبراهيم قندح عبر من ليبيا إلى إيطاليا وأمضى أياما في البحر إلى أن تم إنقاذه في كالابريا، إيطاليا في عام 2017
© UNICEF/Franco Pagetti
المدافع عن حقوق الطفل في اليونيسيف إبراهيم قندح عبر من ليبيا إلى إيطاليا وأمضى أياما في البحر إلى أن تم إنقاذه في كالابريا، إيطاليا في عام 2017

الصورة في إيطاليا

وقد أظهر البحث أن الإطار القانوني لإيطاليا يعترف بحقوق الأطفال المهاجرين غير المصحوبين وأهمية حمايتهم.

كما يسلط الضوء على أن الاستقبال الذي تلقاه هؤلاء الأطفال يرتبط ارتباطا وثيقا بقضايا الاندماج الاجتماعي، ومشاكل الانتقال إلى ثقافة جديدة، والتغلب على الصدمات السابقة التي مروا بها كلاجئين.

وتمثل العلاقات الرسمية وغير الرسمية، مع البالغين وبين أقرانهم، دعما مهما لهؤلاء الشباب، وخاصة للمعلمين في مرافق الاستقبال والأوصياء المتطوعين.

وتعتبر هذه المجموعة الضعيفة من الشبان التدريب المدرسي والمهني "معلما أساسيا في مسار اندماجهم".

توصيات التقرير

يقدم التقرير ثلاث توصيات مصممة خصيصا للسلطات الإيطالية والاتحاد الأوروبي (EU) والمجتمع المدني.

من بين أمور أخرى، فهو يوضح أنه إلى جانب تحديد الفئات العمرية، تعتمد إيطاليا سياسات ذات صلة تعكس تعقيد عمليات "الانتقال الثلاثية" إلى مرحلة البلوغ وتركز على الاحتياجات المحددة لهؤلاء الشباب.

ودعا التقرير إلى ضمان التنسيق الوطني والمحلي مع المؤسسات المسؤولة عن قضايا الأطفال غير المصحوبين، بما في ذلك سياسات الشباب والتدريب والتعليم.

يجب على إيطاليا أيضا تعزيز ترتيبات الرعاية البديلة الأسرية والمجتمعية الآمنة والمناسبة، بالإضافة إلى تعزيز حلول الإسكان المستقلة الخاضعة للإشراف.

ويدعو التقرير إلى أن يستخدم الاتحاد الأوروبي إجراءات "لم شمل" سريعة وفعالة؛ وضمان التعاون بين الدول الأعضاء لتثبيت "مبدأ مصالح الطفل الفضلى"؛ وأن تحمي الدول الأعضاء "حقوق وفرص اللاجئين الشباب الذين ينتقلون إلى مرحلة البلوغ".