منظور عالمي قصص إنسانية

92 مدنيا قتلوا في سوريا منذ بدء الهجوم العسكري بقيادة تركيا، ومساعدات الأطفال تعاني نقصا في التمويل

طفلان صغيران ينتظران جمع المياه التي تنقلها اليونيسف من مناطق أخرى في الشرق الأوسط إلى تل تامر بسوريا. (16 تشرين أول/أكتوبر 2019)
© UNICEF/Masoud Hasan
طفلان صغيران ينتظران جمع المياه التي تنقلها اليونيسف من مناطق أخرى في الشرق الأوسط إلى تل تامر بسوريا. (16 تشرين أول/أكتوبر 2019)

92 مدنيا قتلوا في سوريا منذ بدء الهجوم العسكري بقيادة تركيا، ومساعدات الأطفال تعاني نقصا في التمويل

المساعدات الإنسانية

قالت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 92 مدنيا قد قتلوا في الشمال والشمال الشرقي من سوريا، منذ بدء شن الهجوم العسكري في 9 تشرين الأول/أكتوبر بقيادة تركيا في شمال شرق البلاد سوريا.

 جاء ذلك في تصريحات اليوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني في جنيف لمتحدث بلسان المفوضة السامية لحقوق الإنسان، قال فيها إن المدنيين ما زالوا يدفعون ثمنا باهظا بسبب الأعمال العدائية المستمرة في سوريا.

ونقل  المتحدث الرسمي روبرت كولفيل أن المفوضية السامية قد تحققت حتى 5 تشرين الثاني/نوفمبر من "مقتل وجرح عشرات السوريين "في حوادث منفصلة لحد كبير، ومتزامنة في شمال شرقي سوريا وشمال غربها".

وقال المتحدث إن حوادث القتل تسببت فيها "الضربات الجوية والغارات الأرضية، وبشكل متزايد نتيجة لما يبدو أنه استخدام عشوائي للأجهزة المرتجلة" المتفجرة، والعبوات الناسفة في المناطق المأهولة بالسكان، بما في ذلك الأسواق المحلية، حسب قوله.

المحادثات بين أعضاء اللجنة الدستورية

ويأتي هذا التطور في الوقت الذي أعلن فيه المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون،  أن الرئيسين المشاركين للجنة الدستورية التي تقودها وتملكها سوريا والتي أنشئت للبدء في تنفيذ جانب رئيسي من قرار مجلس الأمن 2254– إعداد جدول زمني ومسار من أجل صياغة دستور جديد-  قد وافقا على استئناف مناقشاتهما في جنيف يوم الاثنين، 25 تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال غير بيدرسون للصحفيين في المدينة السويسرية، في نهاية الأسبوع الثاني من محادثات اللجنة الدستورية السورية:

"لقد بدأ أعضاء اللجنة في الاستماع إلى بعضهم البعض بشكل جدي". "بالطبع، هذه في بعض الأحيان مناقشات مؤلمة للغاية. ويستلزم الأمر الشجاعة للجلوس والاستماع إلى الجانب الآخر وتقديم وجهات نظره بشأن هذه القضايا. ولكنني أعتقد أنهم بدأوا في معالجة كل من القضايا الصعبة والمؤلمة وأعتقد أنه من الإنصاف القول إن المناقشات جرت بمهنية كبيرة. "

الاستجابة الإنسانية في سوريا تتطلب 3.3 مليار دولار

من ناحية أخرى، أعلن متحدث رسمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع الأمم المتحدة من جنيف اليوم أن الخطة الشاملة للاستجابة الإنسانية في سوريا تتطلب ما يقرب من 3.3 مليار دولار أمريكي، وهي تمول حاليا بـ 52 في المائة من هذا الطلب.

وقال يانس لاركيه المتحدث باسم مـكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن الخطة الشاملة للاستجابة الإنسانية في سوريا تلقت ما يزيد قليلا عن 1.7 مليار دولار لدعم برنامج الصحة الإنجابية حتى الآن.

المانحون الرئيسيون لخطة الاستجابة الإنسانية هم الولايات  المتحدة (688 مليون دولار) وألمانيا (262 مليون دولار) والمملكة المتحدة (148 مليون دولار) والمفوضية الأوروبية (99 مليون دولار) وكندا (80 مليون دولار)  وفقا إلى لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.

مأوى جماعي يستضيف 15754 نازحا من الغوطة الشرقية ، سوريا.
OCHA
مأوى جماعي يستضيف 15754 نازحا من الغوطة الشرقية ، سوريا.

وقد أورد المتحدث الرسمي في تصريحه للصحفيين في جنيف اليوم إن إجمالي التمويل الإنساني لمواجهة الأزمة داخل سوريا  – سواء لمشاريع برنامج لخطة الاستجابة الإنسانية أو خارجها – يبلغ إلى 4.7 مليار دولار.

ومن بين جوانب خطة الاستجابة المختلفة، تعاني بعضها من نقص التمويل بشكل خاص، إذ تلقت "خدمات توفير المأوى والمواد غير الغذائية 9.4 في المائة فقط من مبلغ 527 مليون دولار مطلوبة" حسب المتحدث.

وأورد المتحدث أن استجابة خدمات "الحماية تلقت 11.4% من 353 مليون دولار المطلوبة، الإنعاش المبكر وسبل المعيشة 12.1% من مجمل  174 مليون دولار،  المياه والصرف الصحي والنظافة 20.2% من مجمل 274 مليون دولار، الصحة 21.2% من مبلغ 449 مليون دولار؛ التعليم 26.5% من المبلغ المطلوب البالغ 251 مليون دولار.

وقال المتحدث باسم مـكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن قطاع الأمن الغذائي يعد الأكبر في احتياجاته، إذ يتطلب 1.1 مليار دولار، وهو أحد أفضل القطاعات تمويلا (تلقى بمبلغ 574 مليون دولار -  أو 5%).

نقص الأموال يهدد مساعدة الأطفال السوريين

وكانت منظمة حماية الطفولة التابعة للأمم المتحدة (اليونيسف) قد أعلنت عبر محدثتها الرسمية أن تمويل عملياتها للطوارئ في سوريا يزيد قليلا فقط عن النصف – أي 53% من كلفة الاستجابة المتوقعة.

وقالت ميريكسي ميركادو، المتحدثة باسم اليونيسف إنه في حين تبقت ثمانية أسابيع فقط من السنة فإن المنظمة "تلقت فقط 138 مليون دولار من مجمل مبلغ 295 مليون دولار كانت مطلوبة لعام 2019. وأضافت السيدة ميركادو أن النقص في التمويل يمثل الآن أخطر عقبة أمام "الوصول إلى الأطفال الذين يحتاجون إلى المساعدة بشكل عاجل."

ويعد شمال شرقي سوريا - موطنا لبعض أكثر الأطفال ضعفا وحاجة في البلاد ، وقد شمل عمل اليونيسف في عام 2019 تلقيح أكثر من نصف مليون طفل، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لحوالي 150 ألف طفل، وتمكين أكثر من 100 ألف آخرين من الالتحاق بالتعليم الرسمي.

وتقول المنظمة المعنية بحماية الطفولة إن  5.5 مليون طفل في جميع أنحاء سوريا يحتاجون إلى المساعدة. ومع الانخفاض المتسارع لدرجات الحرارة تهدف اليونيسف إلى توفير المخيمات والملاجئ الجماعية لـ 578 ألف طفل (بين سن 0 و 14 عاما) بالإضافة إلى توفير الملابس الشتوية الضرورية في المجتمعات المضيفة وفي مناطق الاحتياج الشديد.

وقالت السيدة ميريكسي ميركادو  إن  اليونيسف لديها في هذه المرحلة تمويلا يغطي حاجة 356 ألف طفل، "ودون تمويل إضافي، فإن 222 ألف طفل لن يحصلوا على هذا الدعم. وأضافت "إننا نواجه العديد من العقبات في تقديم الدعم المنقذ للحياة. ولا ينبغي أن يكون التمويل واحدا هذه العقبات" وناشدت المانحين لإكماله.