منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: قلق بالغ إزاء سلامة أكثر من 4 ملايين شخص مع تكثيف القصف في إدلب السورية

أطفال فارون من تصاعد العنف في إدلب، سوريا، يقيمون في مخيم مكتظ للمشردين داخليا قرب الحدود مع تركيا.
©UNICEF/Watad
أطفال فارون من تصاعد العنف في إدلب، سوريا، يقيمون في مخيم مكتظ للمشردين داخليا قرب الحدود مع تركيا.

الأمم المتحدة: قلق بالغ إزاء سلامة أكثر من 4 ملايين شخص مع تكثيف القصف في إدلب السورية

السلم والأمن

أعربت الأمم المتحدة عن القلق البالغ حيال سلامة حوالي 4.1 مليون من النساء والأطفال والرجال وحمايتهم في شمال غربي سوريا، من بينهم ما يقارب الـ 2.1 مليون من النازحين، وذلك في أعقاب تكثيف الغارات الجوية والقصف في الأيام الأخيرة في إدلب.

ونقل ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، في إحاطته اليومية إلى الصحفيين في مقر الأمم المتحدة، ما أورده مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية -الأوتشا من سوريا يوم أمس عن "عمليات قصف طالت 13 مجتمعا داخل محافظة إدلب مما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل وإصابة 20 آخرين."

وقال المتحدث الرسمي إن عدة أحياء في غرب مدينة حلب قد تعرضت للقصف، حسب المكتب الإنساني، مما أسفر عن [وفاة] رجل واحد على الأقل وجرح ستة أشخاص.

كما نقل المتحدث الرسمي ما قيل عن أن غارة جوية ضربت أيضا يوم أمس الأربعاء مستشفى في بلدة كفر نوبول، مما أدى إلى إصابة عدة أشخاص وأصبحت المستشفى غير صالحة لتقديم الخدمات الصحية.

وحسب المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة "منذ نهاية شهر أبريل/نيسان، تم تهجير أكثر من 400 ألف من النساء والأطفال والرجال بسبب أعمال العنف في الشمال الغربي، العديد منهم نزحوا عدة مرات، وفقد أكثر من 1000 شخص حياتهم، من بينهم العديد من الأطفال".

نجاة رشدي: القتال العنيف على الصعيد المحلي ما زال مستمرا

كبيرة مستشاري المبعوث الخاص إلى سوريا نجاة رشدي تتحدث إلى الصحفيين في جنيف.
UNIFEED
كبيرة مستشاري المبعوث الخاص إلى سوريا نجاة رشدي تتحدث إلى الصحفيين في جنيف.

قدمت كبيرة مستشاري الشؤون الإنسانية لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، السيدة نجاة رشدي إحاطة عن نتائج زيارتها وتقييمها عن الوضع في جميع أنحاء البلاد.  وقد تناولت السيدة نجاة رشدي في جنيف – أمام أعضاء مجموعة دعم سوريا الدولية - العديد من القضايا المحددة المتعلقة بحماية المدنيين والوضع الإنساني العام في سوريا.

وحذرت المسؤولة الأممية، من أن سلامة وحماية مئات الآلاف من المدنيين المتضررين من التصعيد الأخير للأعمال العدائية في شمال شرق سوريا هي مصدر قلق بالغ. وجاء في بيان عن إفادة السيدة نجاة رشدي أنه وبينما "انخفضت حدة العنف ونطاقه في الأسابيع الأخيرة، إلا أن القتال العنيف على الصعيد المحلي ما زال مستمرا."

وقالت السيدة رشدي إن الأمم المتحدة تلقت تقارير عن "عشرات القتلى المدنيين وأعداد متزايدة من الإصابات في أوساطهم، والتي غالبا ما تسببها الأجهزة المتفجرة المرتجلة". وفيما يخص المنشآت الصحية، ذكرت كبيرة المستشارين الإنسانيين أن اثنين فقط من بين 16 مستشفى حكومي يعملان حاليا بكامل طاقتهما.

وفي الأسابيع الأخيرة، فرّ أكثر من 200 ألف شخص من مناطق القتال، ولم يتمكن ما يقرب من 100 ألف شخص منهم من العودة إلى ديارهم، وتوزعوا في المخيمات البدائية والملاجئ الجماعية.

المسؤولة الأممية حذرت من أن عمليات النزوح الأخيرة تؤدي إلى تفاقم الوضع شديد السوء أصلا، حيث تم تهجير حوالي 710 آلاف شخص بالفعل، وما زال هناك حوالي 1.8 مليون شخص في حاجة إلى المساعدة الإنسانية.

بذل جهد أكبر لتيسيير وصول آمن للمساعدات

وبينما تواصل الجهات الفاعلة في المجال الإنساني حشد ومساعدة المتضررين من الأعمال العدائية، حثت السيدة رشدي جميع الأطراف على "بذل المزيد من الجهود لتيسير وصول آمن ومضمون ومستدام لوكالات الأمم المتحدة وشركائها في المجال الإنساني" إلى مناطق الحاجة.

وتجيء إحاطة السيدة رشدي بعد زيارتها الأولى إلى سوريا، ككبيرة مستشاري مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى البلاد، التي كانت فرصة لمناقشة وصول المساعدات الإنسانية مع ممثلي حكومة الجمهورية العربية السورية "وللاستماع مباشرة من الجهات الفاعلة الإنسانية على أرض الواقع".

وقد أعربت السيدة رشدي عن سرورها لما تلقته من تطمينات من مجموعة واسعة من الفاعلين في المجال الإنساني عن أن "الوصول الشامل عبر سوريا قد تحسن".  كما أعربت عن تقديرها "لاستعداد السلطات السورية لمواصلة التعاون" مع النظام الإنساني للأمم المتحدة لسوريا من أجل تعزيز نطاق وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء سوريا.