منظور عالمي قصص إنسانية

مجلس الأمن: السودان وجنوب السودان أقرب ما يكونان للتوصل إلى سلام دائم

أطفال في موقع حماية المدنيين في بلدة ملكال في جنوب السودان
UN Photo/Isaac Gideon
أطفال في موقع حماية المدنيين في بلدة ملكال في جنوب السودان

مجلس الأمن: السودان وجنوب السودان أقرب ما يكونان للتوصل إلى سلام دائم

السلم والأمن

قدم كل من رئيس إدارة حفظ السلام في الأمم المتحدة، جان بيير لاكروا، والمبعوث الخاص لمنطقة القرن الأفريقي، بارفيه أونانغا-أنيانغا، إحاطة أمام مجلس الأمن حول التطورات المتعلقة بالعملية السياسية بين السودان وجنوب السودان، وتفويض قوة الأمم المتحدة المؤقتة في أبيي (يونيسفا) والدعم المقدم لآلية الأمم المتحدة لمراقبة الحدود المشتركة.

وأشاد لاكروا باستمرار الشراكة بين السودان ودولة جنوب السودان، والتي تتزامن مع التغييرات الحاصلة في حكومة الخرطوم، مشيرا إلى أن ذلك "يقدّم فرصة مميزة للمضي قدما في العملية السياسية بشأن القضايا المتعلقة بالحدود."

وقد أجرى كل من رئيس جنوب السودان سيلفا كير ورئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك زيارة إلى عاصمتي الدولتين بالتتابع خلال الشهرين الماضيين، في حين استضافت جوبا محادثات سلام بين الحكومة الانتقالية السودانية ومجموعات المعارضة المسلحة منذ 14 تشرين أول/أكتوبر. وفي 21 تشرين أول/أكتوبر وقع الجانبان اتفاقية سياسية شاملة لتجديد وقف إطلاق النار. يأتي ذلك في الوقت الذي أنهى الأسبوع الماضي وفد من مجلس الأمن جولة إلى المنطقة استمع فيها إلى كافة الأطراف.

وأضاف لاكروا "اجتمع وفد مجلس الأمن مع الرئيس سيلفا كير ورياك مشار في جوبا قبل عدّة أيام لإبداء الدعم للاتفاقية حول سبل حل النزاع."

للبناء على هذا الزخم، قال لاكروا "لدينا بعض الإجراءات الإيجابية فيما يتعلق بالترتيبات على الحدود. وقد أعاد السودان ودولة الجنوب تأكيد التزامهما بتنفيذ اتفاق 27 أيلول/سبتمبر 2012 وسحب القوات من المنطقة الآمنة منزوعة السلاح وإنشاء ممرات عبور على الحدود وإعادة فتح نهر النيل بين مدينتي كوستي والرنك من جهة والمعابر بين الميرام وولاية أويل من جهة أخرى، وتأسيس مكاتب الهجرة والرسوم الجمركية على الحدود."

أبيي تبقى قضية عالقة 

وأضاف لاكروا أن "هذه التطورات الإيجابية لم تسفر بعد عن التوصل إلى تسوية للحل النهائي في أبيي. ولم يحصل أي لقاء للجنة الخاصة بأبيي منذ تشرين ثاني/نوفمبر 2017، ولم يُحرز أي تقدّم بعد في مجال إقامة مؤسسات حكومية مشتركة ومن بينها الشرطة والمحكمة والسجون." مشيرا إلى أن ذلك يثير القلق لأن "الوضع الأمني في أبيي هشّ، وثمّة تصاعد في الجريمة ووجود عناصر مسلحة بشكل عشوائي في الشوارع."

وفيما يتعلق بآلية الأمم المتحدة لمراقبة الحدود المشتركة، قال لاكروا إن هذه المؤسسة تضطلع بدور مهم كمراقب يقوم ببناء الثقة بين الأطراف. "ونحن على أتم الجهوزية لبذل قصارى الجهود كي تؤدي آلية الأمم المتحدة دورها على أكمل وجه شريطة أن يلتزم الطرفان بتنفيذ مخرجات المباحثات حول إدارة المعابر."

خياران أمام مجلس الأمن

وقدّم لاكروا لمجلس الأمن خيارين: الأول الالتزام بتخفيض عدد القوات كمل نصّ عليه القرار 2469 لعام 2019 والآخر إرجاء المرحلة الثانية من تخفيض عدد القوات (وعددهم 295) حتى نيسان/أبريل 2020. "ونحن نفضل الخيار الثاني لأنه يمنح يونيسفا القوة الكافية التي ستساعدها في إتمام مهمتها."

ودعا رئيس إدارة حفظ السلام في الأمم المتحدة إلى تعيين خبراء المدنييّن في مقرّات البعثة ومقرّ آلية الأمم المتحدة لمراقبة الحدود المشتركة وفي مكاتب التنسيق في الخرطوم وجوبا وأديس أبابا. وتأسيس مكتب خاص بصبّ التركيز على مكافحة الجريمة، والعدالة ومسائل الاعتقال والتوقيف.

وحثّ الطرفين على مواصلة الحوار المباشر للتوصل إلى قضايا الحل النهائي بالنسبة لأبيي والحدود، "نحن أمام فرصة غير مسبوقة لحل القضايا المتعلقة بالحدود بين السودان وجنوب السودان، ولم تقترب الدولتان قبل الآن من التوصل إلى سلام دائم بين بعضهما البعض من جهة والمعارضة المسلحة من جهة أخرى."

من جهته، أرجع المبعوث الخاص لمنطقة القرن الأفريقي، بارفيه أونانغا-أنيانغا، هذا التقدم إلى التغيير الذي طرأ على حكومة السودان الذي "وفر زخما لهذا التطور الإيجابي."

وأضاف في إحاطته: "الطرفان يرغبان في بدء فصل جديد من العلاقات وتأمين سلام في جميع أنحاء السودان، كما أن القادة الجدد في الخرطوم شجّعوا الرئيس كير على تكثيف جهود الوساطة بين الحكومة في الخرطوم والمجموعات المسلحة المعارضة، ومنذ ذلك الوقت والرئيس سيلفا كير يبذل الجهود في هذا المضمار."

أعضاء مجلس الأمن الدولي (في مقدمة الصورة) يلتقون برئيس جنوب السودان سلفا كير (في الوسط) في جوبا.
UNMISS/Isaac Billy
أعضاء مجلس الأمن الدولي (في مقدمة الصورة) يلتقون برئيس جنوب السودان سلفا كير (في الوسط) في جوبا.

وقد شهدت جوبا محادثات مكثفة بين شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر خاضتها الحركات المسلحة من دارفور والمناطق الأخرى وهو ما يُعدّ أحد التطورات الإيجابية المهمّة في المنطقة.

وأشار أونانغا-أنيانغا إلى أن أول زيارة لحمدوك خارج السودان منذ تسلمه منصبه كانت إلى جوبا، وهذه إشارة "إلى أهمية العلاقات الثنائية ورغبة حمدوك في إصلاح ما أفسدته الحكومة السابقة وترميم العلاقات التاريخية بين ما وصفه بـ "شعب واحد في دولتين." واتفق الطرفان على فتح ستة ممرات على الحدود."

التزام من السودان وجنوب السودان

وأعرب السودان في الكلمة التي قدّمها أمام مجلس الأمن عن دعمه لولاية يونسفا والقيام بكل ما هو ضروري لتعزيز الأمن في أبيي "لأن سكان منطقة أبيي يستحقون فرصة في الحياة الكريمة." مؤكدا أن أبيي جزء من التراب السوداني ويتمتع السودان بالسيادة عليها بموجب اتفاقية السلام الشامل لعام 2005.

من جانبها أعربت المتحدثة باسم جنوب السودان عن أملها في أن تعمل الحكومة السودانية الجديدة على إيجاد حل نهائي لقضية أبيي وأبدت اعتزام بلدها على تقديم كافة التسهيلات لتقديم التأشيرات لدخول أبيي.

ترحيب دولي ودعم لولاية يونيسفا

رحبت دول في مجلس الأمن بسير العملية السياسية والتطورات الإيجابية، وأعربت ألمانيا عن دعم تمديد ولاية يونيسفا، وبدورها قالت الولايات المتحدة إن القلق يساورها بشأن عرقلة عمل يونيسفا ودعت إلى محاربة الجريمة والخطف والاعتداءات المتكررة على يونيسفا، وطالبت بمنح دور أكبر للنساء في العملية السياسية.