منظور عالمي قصص إنسانية

الحرب على إيبولا تتواصل: عدد الناجين في الكونغو الديمقراطية بلغ حتى الآن ألف شخص وفقا لمعطيات المنظمات الدولية

ناجون من إيبولا ومصلون يتجمعون في كنيسة في بيني، شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية. (آب/أغسطس 2019)
UN Photo/Martine Perret
ناجون من إيبولا ومصلون يتجمعون في كنيسة في بيني، شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية. (آب/أغسطس 2019)

الحرب على إيبولا تتواصل: عدد الناجين في الكونغو الديمقراطية بلغ حتى الآن ألف شخص وفقا لمعطيات المنظمات الدولية

الصحة

كشفت الأمم المتحدة وشركاؤها العاملون في مجال الاستجابة لمواجهة فيروس الإيبولا النقاب عن نجاة الشخص رقم ألف من الوباء القاتل في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وعودتهم جميعا سالمين إلى منازلم ومجتمعاتهم. وأثنى الشركاء على "القيادة الصارمة" للسلطات وجهود الطواقم والعاملين في مجال الصحة في الكونغو.

كافيرا هي الناجية رقم ألف من فيروس الإيبولا 

تخطط كافيرا للعودة سريعا والاندماج في مجتمعها بعد أن شُفيت من فيروس الإيبولا الفتّاك. وقد قدّم لها الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، في بداية شهر أيلول/سبتمبر الماضي شهادة خلوها من المرض، ويعود ذلك إلى حصولها على اللقاحات اللازمة قبل فوات الأوان. "لم أكن أعتقد أنني سأنجو في البداية، ولكنني معافاة تماما اليوم. أريد أن أعود إلى بلدتي وأخبر الجميع أن يتوجهوا فورا للحصول على العلاج مبكرا إذا أصابهم الوباء." 

يُعدّ هذا النبأ بصيص أمل للدولة التي تعاني من تفشّي الوباء فيها منذ الأول من آب/أغسطس 2018، حيث ظهر لأول مرة في إقليم كيفو الشمالي قبل أن ينتقل إلى إيتوري ومن ثمّ إلى إقليم كيفو الجنوبي، وتسبب الوباء منذ تفشّيه في وفاة نحو 600 طفل في شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، في حين اضطر الآلاف إلى الالتزام بالحجر الصحي والانعزال عن الآخرين خوفا من العدوى.

وبحسب بيان مشترك لمنسق استجابة الطوارئ لمواجهة الإيبولا، ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي وكل من منظمة اليونيسف وإنقاذ الطفولة، فإنّ الإعلان عن نجاة عدد كبير كان بفضل جهود الأمم المتحدة المشتركة والمضاعفة منذ أيار/مايو ومساعي حكومة الكونغو الديمقراطية الحثيثة لتحسين جوانب الصحة العامّة والانخراط السياسي، والأمن والاستجابة في المناطق المنكوبة.

يُذكر أن الوباء يتفشّى بسهولة وسرعة في الأقاليم التي تعاني من رداءة البنى التحتية وانعدام الاستقرار السياسي وغياب الأمن، علاوة على مقاومة العلاج وانعدام الشعور بالثقة، وانخراط مجموعات مسلحة في النزاع.

جهود مشتركة ومكثفة للتغلب على المرض

وقادت منظمة يونيسيف حملة واسعة النطاق للتوعية في أعراض المرض وسبل تجنبه والعلاج في المجتمعات المهددة بانتقال المرض إليها. فيما شرعت مؤسسة إنقاذ الطفل في حملات توعية للأطفال الذين يُعتبرون الحلقة الأضعف ليس فقط لأنهم عرضة للمرض ولكنّهم يتأثرون بفقدان الآباء أو بإغلاق المدارس.

ويشير ممثل يونيسيف في جمهورية الكونغو الديمقراطية، إدوارد بيجبيدر، إلى أهمية اللجوء للعلاج سريعا عند الإصابة بالمرض. "لقد أصبح الناجون عنصرا مهمّا في كسب ثقة المجتمع وتقبّلهم للعلاج."

الطواقم في وحدة كتوا لعلاج الإيبولا في بوتمبو شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية يعقمون الأحذية ويغسلون الملابس. (آب/أغسطس 2019)
UN Photo/Martine Perret
الطواقم في وحدة كتوا لعلاج الإيبولا في بوتمبو شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية يعقمون الأحذية ويغسلون الملابس. (آب/أغسطس 2019)

أهمية الحصول على التطعيم 

ويلفت هذا التطور الانتباه إلى أهمية الحصول على التطعيم واللقاحات اللازمة للقضاء على المرض. وبحسب البيان فإن أحد اللقاحات أثبت نجاعة بنسبة 97.5% وساهم في حماية 226 ألف شخص.

ويؤكد الدكتور سوسي-ابراهيما فول، المدير العام المساعد لشؤون الاستجابة للطوارئ في منظمة الصحة العالمية، أن اللقاحات متاحة ولكن المطلوب هو تعاون السكان، لأن "التغلّب على هذا المرض يعتمد على الثقة بالطواقم – المتخصصة في تعقّب العدوى والتوثيق وفرق الدفن وطواقم اللقاحات ومراكز علاج الإيبولا."

وتتوزع في الكونغو الديمقراطية سبعة مراكز لعلاج الإيبولا، وعدد من المراكز المتنقلة في المناطق المتأثرة بالوباء لإتاحة المجال للحصول على اللقاح.

وتشمل الاستجابة الطارئة لمرض الإيبولا توفير الطعام للناجين والأشخاص الحاملين للفيروس، كي لا يضطروا إلى الخروج من منازلهم لشراء الطعام، وهو أيضا ما يوفر فرصة للاستمرار في مراقبتهم والأعراض التي تظهر عليهم.

وتعتقد سوزانا ريكو، منسقة برنامج الأغذية العالمي في غوما، أنه ينبغي الاحتفاء بهذا الإنجاز لأن الناجين من الوباء يشعرون وكأنهم عادوا إلى الحياة مجددا. "سيكون هذا الاحتفال أيضا بمثابة حافز للاستمرار في جهود مكافحة المرض وإنقاذ حياة المزيد من الأشخاص عبر حث المجتمعات على الإبلاغ عن حالات محتملة كي يتوجهوا إلى العلاج سريعا."

الكونغو الديمقراطية حالة فريدة

ورغم أن عدّة دول في المنطقة تواجه وباء الإيبولا منذ عقود، إلا أن تفشّيه والتعامل معه في جمهورية الكونغو الديمقراطية يٌعدّ الأكثر تعقيدا على الإطلاق نظرا لأنها منطقة نزاع، ينتشر فيها العنف والخوف والتضليل ما أدّى إلى تعميق هذه الأزمة في كيفو الشمالي، وكيفو الجنوبي وإقليم إيتوري شرقي البلاد.

ويشدد ديفيد غرسلي، منسق استجابة الطوارئ لمواجهة الإيبولا، على أهمية العمل في بيئة آمنة لمكافحة المرض، "إذ لا يمكن كسب المعركة دون الحصول على الدعم الكامل من شعب الكونغو."

وتثبت التطورات الأخيرة في الكونغو الديمقراطية أهمية الحصول على اللقاح، وأنه يمكن التغلّب على الإيبولا عبر التيّقظ والتحلي بالشجاعة والتسلح بالأمل، رغم أن المسيرة لا تزال في بدايتها. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد اكتُشفت 20 حالة جديدة من الفيروس في جمهورية الكونغو في الفترة الواقعة بين 25 أيلول/سبتبمر و الأول من تشرين أول/أكتوبر 2019.