عمليات السلام الأممية: أفريقيا، أول مسرح لنشر قوات السلام، وأول مساهم فيها
عمليات السلام الأممية: أفريقيا، أول مسرح لنشر قوات السلام، وأول مساهم فيها
قالت رئيسة ديوان الأمين العام، ماريا لويزا ريبيرو فيوتي، في اجتماع مجلس الأمن، اليوم الخميس، حول السلام والأمن في أفريقيا، إن بعثات الأمم المتحدة للسلام تلعب دورا محوريا في السلام والأمن في أفريقيا.
وفي الاجتماع الذي دعت إليه روسيا التي تترأس مجلس الأمن للشهر الحالي، أعلنت فيوتي أن "أكثر من 80،000 من قوات حفظ السلام يشاركون حاليا في سبع عمليات لحفظ السلام في أفريقيا".
وقالت "في الواقع، فإن جميع بعثاتنا الهامة، من حيث الأفراد والميزانية، منتشرة في القارة الأفريقية".
وتعد مساهمات الدول الأفريقية ضرورية لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة - "ليس فقط في أفريقيا ولكن خارجها"، بحسب رئيسة الديوان، التي شددت على التعاون المباشر بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في البعثات، قائلة إن "أفريقيا هي الآن أكبر منطقة مساهمة بقوات في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام". وأضافت أن الأمم المتحدة تدعم العمليات التي يقودها الاتحاد الأفريقي سواء في الصومال ومالي ومنطقة الساحل.
غير أنها استدركت قائلة: "يمكننا ويجب علينا أن نفعل ما هو أفضل من ذلك".
وكان الأمين العام أنطونيو غوتيريش قد أكد على الحاجة إلى استدامة ومرونة تمويل عمليات السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي والتي أذن بها تحت سلطة مجلس الأمن.
وأكد أيضا الحاجة إلى الإرادة السياسية والموارد لبناء السلام والحفاظ على جهود السلام، بما في ذلك عن طريق دعم البنية التحتية للسلام على الصعيدين المحلي والوطني، والحوار السياسي مع لجنة بناء السلام.
ومن جديد شددت رئيسة الديوان في الاجتماع الذي انعقد تحت عنوان "حالة السلام والأمن في أفريقيا: شراكات من أجل تعزيز السلام والأمن الإقليميين"، على أهمية دعم المجتمع الدولي بنشاط لمبادرة الاتحاد الأفريقي الداعية إلى إسكات الأسلحة، مضيفة أن مجلس الأمن الدولي قد أعرب بالفعل عن دعمه القوي لهذه المبادرة من خلال القرار 2457.
عمليات سلام ناجحة
أمام مجلس الأمن، أبرز رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي محمد، الهيكل الجديد للسلام في أفريقيا وما وصفه بأنه "قصص نجاح لا جدال فيها"، بما في ذلك تطبيع الوضع في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى من خلال تنفيذ الاتفاقات المبرمة تحت رعاية منظمة الوحدة الأفريقية، والتقدم الكبير في السلام والمصالحة في جنوب السودان والاستقرار "الإيجابي إلى حد ما" ضد الإرهاب في الصومال وحول حوض بحيرة تشاد.
وقال فاكي: "آخر قصة نجاح تختتم هذه السلسلة من الإنجازات هي النجاح الهام للوساطة الأفريقية في السودان، الأمر الذي مهد الطريق لانتقال ديمقراطي سلمي وتوافقي في هذا البلد".
يعكس هذا الهيكل الجديد للسلام في أفريقيا، وفقا لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، "أساسا مشتركا من القيم المشتركة"، مبنيا على المبدأ المزدوج المتمثل بوجوب أن يحُلّ الأفارقة أنفسهم المشاكل الأفريقية، وأن تأتي معظم تكاليفها من موارد أفريقية.
وقال السيد فكي "على أساس هذا المبدأ المزدوج، اقترح الاتحاد الأفريقي، هنا في مجلس الأمن وخارج هذا المنتدى المشرف، نموذجا أصليا لتمويل عمليات حفظ السلام الأفريقية".
ومع ذلك ذكّر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي أعضاء المجلس بأنه "إذا كان الواجب الحتمي لأفريقيا يتطلب منها أن تتولى جزءا كبيرا من هذا التمويل، فهذا لن يعفي، بأي حال من الأحوال، مجلس الأمن الدولي، المسؤول الحقيقي الوحيد عن السلام في العالم، من التزاماته في تولي تمويل هذه العمليات من الموارد المناسبة للمنظمة العالمية".
يقول السيد فكي إن مسألة التمويل هذه هي "محور اهتمامات السلام والأمن في أفريقيا".