منظور عالمي قصص إنسانية

علماء أمميون: لابد من تغيير "جذري وعاجل" لعكس التراجع في تحقيق الأهداف التنموية

امرأة في أفغانستان تقف بجانب أداة طبخ تعمل بقرص للطاقة الشمسية. (31 مايو 2015)
UNDP/Rob Few
امرأة في أفغانستان تقف بجانب أداة طبخ تعمل بقرص للطاقة الشمسية. (31 مايو 2015)

علماء أمميون: لابد من تغيير "جذري وعاجل" لعكس التراجع في تحقيق الأهداف التنموية

أهداف التنمية المستدامة

تحقيق رفاهية الإنسان والقضاء على الفقر لجميع سكان الأرض – 8 مليارات ونصف منهم بحلول عام 2030 – "لا يزال ممكنا" بحسب مجموعة مستقلة من العلماء. ولكن، ليس "دون اتخاذ إجراء تغيير جذري وعاجل في العلاقة بين الناس والطبيعة" وفقا لتقرير أطلقوه اليوم الأربعاء. 

التقرير الذي طلبته كل بلدان العالم – للحصول على تقييم علمي للتقدم المحرز في خطة التنمية المستدامة – هو الأول من نوعه منذ اعتماد الأهداف التنموية قبل أربعة أعوام. وسيكون تقرير "المستقبل الآن: العلم من أجل تحقيق التنمية المستدامة" لمجموعة مستقلة من العلماء، في قلب مناقشات قمة الأمم المتحدة حول أهداف التنمية المستدامة في وقت لاحق من هذا الشهر.

ويتضمن التقرير النتائج العلمية لأبحاث متعددة الجوانب، من الحياة الطبيعية في المحيطات، إلى أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدام، إلى إدارة مخاطر الكوارث، من بين أمور ومسائل أخرى.

ويحذر تقرير العلماء المستقلين من أن التقدم الذي أحرِز خلال العقدين الأخيرين معرض للخطر بسبب تفاقم التفاوتات الاجتماعية وبسبب "التراجع غير القابل للاستعادة في البيئة الطبيعية" للإنسان، مما يهدد بانتكاس نموذج التنمية المستدامة الحالي في جميع أنحاء العالم.

ويشير العلماء إلى ضرورة فهم العلاقات بين كل من أهداف التنمية المستدامة وبين "الأنظمة الملموسة التي تحدد شكل المجتمعات اليوم"، حتى نتمكن من وضع خطة لتخفيف عدم الاستقرار العالمي.

توصيات يدعهما العلم

مؤلفو تقرير التنمية المستدامة العالمية 2019 في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
DESA/Predrag Vasic
مؤلفو تقرير التنمية المستدامة العالمية 2019 في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.

وقال العلماء إن خارطة الطريق الحالية للتنمية قد خلقت ازدهارا لمئات الملايين من الناس، ولكن تم تحقيق ذلك "على حساب الموارد الأخرى"، وبتزايدٍ في مستويات عدم المساواة الذي يقوض النمو العالمي.

تقوية الاقتصادات وتعزيزها من خلال زيادة الاستهلاك على سبيل المثال، نتيجته أن "تُستنفد موارد الكوكب" الطبيعية وتتولد "منتجات ثانوية سامة" تهدد بتلويث العالم. ويضيف التقرير أنه وفقا لمعدل الاستهلاك الحالي، فإن استخدام المواد والموارد سيتضاعف في الفترة ما بين 2017 و 2060، من 89 غيغاطنا إلى 167 غيغاطنا"، مما يؤدي إلى "زيادة مستويات انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة ، وآثار سامة أخرى" بسبب زيادة استخراج الموارد.

ويقول التقرير العلمي إنه لابد من تغيير الحال الراهن حتى نتجنب المزيد من الخسائر في "التماسك الاجتماعي والنمو الاقتصادي المستدام" وحتى نتمكن من الحد من فقدان التنوع البيولوجي. بذلك يمكننا حسب تعبير التقرير، "إنقاذ عالم على حافة نقطة تحول في نظام المناخ العالمي".

ودعا العلماء لتحقيق ذلك إلى أن تتضافر جميع القطاعات في عمل منسق وأن تتم زيادة الاستثمارات في العلوم من أجل الاستدامة، والاعتراف بأن تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب "فصل النمو الاقتصادي عن التدهور البيئي، ويتطلب أيضا الحد من عدم المساواة.

وأشار الخبراء إلى أن "التحول الشامل المطلوب لن يكون سهلا" مذكّرين بأن التقرير نفسه يشير إلى الحاجة إلى "فهم علمي عميق لتوقع وتخفيف التوترات والمفاضلات الملازمة" للتغير الهيكلي واسع النطاق.

إجراءات رئيسية تطلب التدخل

وقد أور التقرير 20 إجراء أساسيا يمكن استخدامه لتسريع التقدم نحو أهداف وغايات متعددة في السنوات العشر القادمة، من بينها توفير الخدمات الأساسية لجميع الناس –الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية للمياه والصرف الصحي والإسكان والحماية الاجتماعية - كشرط ضروري لتحقيق "القضاء على الفقر".

كما أشار التقرير إلى "إنهاء التمييز القانوني والاجتماعي" وإلى "توسيع نطاق المنظمات النقابية" والنسائية وغير الحكومية وغيرها، باعتبارها ستكون مجتمعة "من الشركاء المهمين في الجهود المبذولة لتنفيذ خطة عام 2030".

ويقول العلماء إن أنظمة الغذاء والطاقة غير الفعالة "تحرم حوالي ملياري شخص من الأمن الغذائي"، بينما يعاني 820 مليون شخص من نقص التغذية. كما يعاني مليارا شخص بالغ من زيادة الوزن.

الانتقال إلى أنظمة الطاقة المتجددة يمكن أن يساعد على خفض نسبة الناس الذين يعتمدون على الملوثات في الطهي والبالغ عددهم 3 مليارات، وعلى تجنب الوفيات المبكرة.

وباعتبار أن  "ثلثي سكان العالم سيسكنون في المدن بحلول عام 2050" يقول العلماء في توصياتهم إن تحقيق أجندة 2030 سيتطلب مناطق حضرية "أكثر إحكاما وفعالية" تعتمد على الطبيعة في بنياتها التحتية، مع  ضرورة حماية خدمات وموارد النظام الإيكولوجي.

إن ما يسميه العلماء "المشاعات البيئية العالمية" – أي الغابات المطيرة والمحيطات والغلاف الجوي –  يحتاج إلى دعم من الحكومات والجهات الفاعلة الدولية والقطاع الخاص لضمان الممارسات الجيدة، حسب ما أورد التقرير.