منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة ترحب بتنفيذ الهدنة الإنسانية لفترة العيد، وتدعو إلى تحويلها إلى وقف دائم لإطلاق النار

مرضى يتلقون العلاج في مستشفى طرابلس الحكومي في ليبيا.
OCHA/D.Palanivelu
مرضى يتلقون العلاج في مستشفى طرابلس الحكومي في ليبيا.

الأمم المتحدة ترحب بتنفيذ الهدنة الإنسانية لفترة العيد، وتدعو إلى تحويلها إلى وقف دائم لإطلاق النار

السلم والأمن

رحبت الأمم المتحدة بما أسمته بالرد الإيجابي من طرفي النزاع في ليبيا لدعوتها إلى هدنة إنسانية بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وبالانخفاض الملموس في مستوى العنف في منطقة طرابلس. وأعلن الممثل الخاص للأمين العام عن رغبة الأمم المتحدة في بذل مساعيها الحميدة على الفور "لتحويل ما تم إنجازه في فترة التهدئة إلى وقف دائم لإطلاق النار".

وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في بيان صدر اليوم الأربعاء إن "حكومة الوفاق الوطني قد استجابت على الفور" لندائها الداعي إلى الهدنة وأعلنت وقفا أحادي الجانب للأعمال القتالية في جميع مناطق الاشتباكات، مشترطة "أن يوقف الجيش الوطني الليبي جميع العمليات البرية والجوية بما في ذلك الرحلات الجوية الاستطلاعية وكذلك التحركات وحشد القوات". وأورد بيان الأمم المتحدة أن الجيش الوطني الليبي أعلن في 10 آب/ أغسطس، بعد انتهاء الموعد النهائي عن "وقف العمليات العسكرية في ضواحي طرابلس فقط ولمدة 48 ساعة" محددا بذلك "نافذة زمنية خاصة به" حسب بيان بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.  

البعثة قالت أيضا إنها تلقت "تقارير تفيد بوقوع انتهاكات" للهدنة المعلنة من بينها: إطلاق نيران الدبابات والمدفعية لتصيب منطقة صلاح الدين في ساعات صباح يوم 11 آب/ أغسطس، وإطلاق ثلاثة صواريخ غراد بشكل عشوائي من جنوب طرابلس باتجاه مطار معيتيقة. وقال البيان إن صاروخين ألحقا أضرارا مادية بمدرج الطائرات مما أدى إلى توقف العمليات الجوية مؤقتا.  وأضاف البيان أن الصاروخ الثالث أصاب أحد المباني السكنية وأسفر عن إصابة أربعة مدنيين.

كما أورد البيان عدة حوادث لانتهاك الهدنة منها "نيران من الدبابات والمدفعية أصابت منطقة كزيرما شمال مطار طرابلس الدولي"، بالإضافة إلى "حدوث مناوشات في منطقة وادي الربيع وصلاح الدين" مع تقارير بـ "تحليق طائرات الاستطلاع بدون طيار فوق مدينة مصراتة خلال ذلك اليوم".  وكررت البعثة تحذيرها من أن "القصف العشوائي للمناطق المدنية قد يشكل جريمة حرب".

من ناحية أخرى، لاحظ بيان البعثة الأممية أنه "لم يتم احترام الهدنة في مرزق حيث استمرت أعمال العنف المجتمعي بين مجتمعات التبو والأهالي" مما أسفر عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 54 آخرين بجروح. وقالت البعثة إنها تلقت تقارير عن "إحراق المنازل وعمليات النهب وغير ذلك من الاعتداءات ذات الطابع الانتقامي" أدت حتى يوم الإثنين 12 آب/ أغسطس إلى "نزوح حوالي 5000 شخص إلى وادي الطيبة وحوالي 200 شخص إلى منطقة القطرون".

رغم الخروقات، دعوة إلى تحويل الهدنة المؤقتة إلى وقف دائم للعدائيات

وأعلن غسان سلامة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عن رغبة البعثة في استخدام مساعيها الحميدة على الفور "لتحويل ما تم إنجازه في فترة التهدئة إلى وقف دائم لإطلاق النار".

كما أعلن سلامة عن استعداد البعثة المتواصل للمساعدة في تسهيل تبادل الأسرى بين الطرفين، وعن "استعداده لتسمية جهة تنسيق واقتراح آلية" لعمليات تبادل الأسرى بالتعاون مع الطرفين والقيادات المجتمعية المحلية المعنية.

وفي بيانها أيضا رحبت البعثة بالإعلانات الصادرة عن المجتمع الدولي بدعم الهدنة وجددت "اقتراح الممثل الخاص بعقد اجتماع للبلدان المعنية" ، قائلة إنه يتعين على المجتمع الدولي العمل من أجل توفير ضمانات لوقف دائم لإطلاق النار والامتثال لحظر التسليح والالتزام بالعودة بحسن نية إلى عملية سياسية شاملة برعاية الأمم المتحدة لإنهاء النزاع في ليبيا.