منظور عالمي قصص إنسانية

في ظل مكافحة الإيبولا في الكونغو الديمقراطية، جهود أممية لرفع مستوى الاستجابة الإنسانية

عامل في المجال الصحي يفحص طفلاً يُحتمل إصابته بفيروس الإيبولا في مركز علاج الإيبولا في بيني، مقاطعة كيفو الشمالية، جمهورية الكونغو الديمقراطية (24 آذار/مارس 2019)
© UNICEF/Vincent Tremeau
عامل في المجال الصحي يفحص طفلاً يُحتمل إصابته بفيروس الإيبولا في مركز علاج الإيبولا في بيني، مقاطعة كيفو الشمالية، جمهورية الكونغو الديمقراطية (24 آذار/مارس 2019)

في ظل مكافحة الإيبولا في الكونغو الديمقراطية، جهود أممية لرفع مستوى الاستجابة الإنسانية

الصحة

قال مسؤول أممي بارز في الصحة العالمية إن أي اعتداء على موظفي الطوارئ، العاملين في مجابهة تفشي فيروس إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية "يمنح الفيروس فرصة مجانية للانتشار"، مشيرا إلى أن رواج المعلومات الخاطئة، وتدني ثقة المجتمع المحلي وعدم الاستقرار السياسي، تمثل حواجز كبيرة أمام جهود الاستجابة للفيروس في هذا البلد. 

جاءت كلمات الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، في مخاطبته اليوم في جنيف لاجتماع رفيع المستوى نظمته الأمم المتحدة "لتقييم الاستجابة المنسقة وحشد المزيد من الدعم للجهود التي تقودها حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية" تجاه تفشي فيروس إيبولا في البلاد.  

وكانت المنظمة قد أوردت تقارير عن أن اثنين من عاملي الطوارئ الصحية للفيروس قد تعرضا لهجوم أدى إلى مقتلهما في منطقة بنيي؛ كما تم أخطار المنظمة بظهور أول حالة إيبولا في مدينة غوما – يسكنها حوالي مليون شخص جنوب مركز الفاشية – إذ أصيب بها قس مسافر من مدينة بوتيمبو.

وقد أكد الدكتور غيبريسوس أن المنظمة والحكومة كانتا تضعان مثل هذه المخاطر في الحسبان، فقد "تم تلقيح حوالي 3000 شخص، بينما يتلقى القس الرعاية في مركز لعلاج الإيبولا تديره وزارة الصحة ومنظمة أطباء بلا حدود."

وشدد الدكتور غيبريسوس في كلمته على أن التحديات التي تواجهها المنظمة في الكونغو الديمقراطية "تجعل هذه الفاشية واحدة من أكثر حالات الطوارئ الإنسانية تعقيدا".

مخاوف من امتداد الإيبولا إلى البلدان المجاورة 

ومع استمرار تفشي المرض في مقاطعتي كيفو الشمالية وإيتوري، وصلت الاستجابة إلى منعطف حرج، حسب منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى أن مخاطر انتشار المرض في المقاطعات والبلدان المجاورة مرتفعة للغاية.

وقد شارك في الاجتماع عدد من المتحدثين الرئيسيين من بينهم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك. الذي قال إن المانحين والمستجيبين أكدوا ثقتهم في النهج الذي تتبعه الوكالات الأممية. وأضاف أنه مع ذلك "ما لم نحصل على المزيد من الموارد المالية على الفور، فلن يكون من الممكن إنهاء تفشي المرض"، وأن كل تأخير يعطي الفيروس فرصة للانتشار له عواقب وخيمة.  

من ناحيته أقر وزير التضامن والعمل الإنساني الكونغولي بيرنارد سانغو بمدى صعوبة التغلب على تفشي فيروس الإيبولا في بلاده، موضحا أن جهود تنفيذ الاستجابة تتم في بيئة معقدة للغاية، وقال إنه وبدعم المجتمع الدولي، فإن "بلاده تلتزم بخفض عدد الحالات إلى الصفر".

وقد أكد الدكتور غيبريسوس أنه "على الرغم من التحديات، وحجم تفشي المرض، نجحنا حتى الآن في احتواء فيروس الإيبولا داخل جمهورية الكونغو الديمقراطية؛" وأنه "يجب ألا نقلل من أهمية ما تم تحقيقه حتى الآن"، حسبما قال. 

وحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية تم تطعيم أكثر من 161 ألف شخص حتى الآن وتم تتبع 140 ألف حالة تعرض للفيروس، كما تم فحص 71 مليون مسافر في المنطقة.

وأشاد الدكتور غيبريسوس بجهود وزارة الصحة في البلاد وبموافقة الحكومة وكبار قادة المعارضة على توصيل رسالة مشتركة إلى المجتمعات المتضررة بشأن الحاجة إلى التطعيم.

وقد حرص المدير العام لمنظمة الصحة العالمية على الإشارة إلى أهم الدروس التي ينبغي الاستفادة منها فيما يخص حالة الإيبولا في الكونغو الديمقراطية، ومن بينها استعداد البلدان لمواجهتها قبل الانتشار. وأضاف الدكتور غيبريسوس أنه "تم إنفاق حوالي 18 مليون دولار في أوغندا" للاستعداد لاحتمالات انتشار المرض بها، "مقارنة بإنفاق أكثر من 250 مليون دولار على الاستجابة للفاشية في جمهورية الكونغو الديمقراطية" بعد حدوثها.