منظور عالمي قصص إنسانية

أفغانية شابة... "قتال من أجل الحرية" في حلبة الملاكمة 

الشابة الأفغانية صدف أصبحت عضوة في أول فريق نسائي للملاكمة في بلادها.
Screen Shot from a video
الشابة الأفغانية صدف أصبحت عضوة في أول فريق نسائي للملاكمة في بلادها.

أفغانية شابة... "قتال من أجل الحرية" في حلبة الملاكمة 

المهاجرون واللاجئون

هذه الملاكمة الأفغانية في مقتبل العمر تقاتل في حلبة صراع كبرى، ضد تصورات محبِطة تحاصرها منذ الطفولة: عن قدراتها، وعن قوة تحملها وإصرارها. تحديات تواجهها بأشكال مختلفة ملايين الفتيات حول العالم، لكن الشابة " صدف" قررت أن تواجهها بقبضة يدها الملاكمة.   

تقول الشابة الأفغانية صدف إن التقاليد الدينية المحافظة في بلدها، جعلتها تشعر بأنها لن تكون قادرة على تحقيق أبسط أحلامها: دخول الجامعة، ثم الحصول على عمل. كل هذا تغير حين لفتها مشهد في فيلم وثائقي غيَّر وجهة حياتها تماما: بطل الملاكمة الأشهر محمد علي كلاي، يتبادل اللكمات مع ابنته ليلى كلاي. ومنذ تلك اللحظة، قررت صدف أنها أيضا ستصبح ملاكمة ومقاتلة، من أجل الحرية.   

خلال سنوات قليلة، صارت الفتاة الأفغانية عضوة في أول فريق نسائي للملاكمة في بلدها ومضت في طريق التنافس وحصد الميداليات. دافعها الأول، كما تشرحه الملاكمة الشابة، هو أن تلهم الفتيات الأفغانيات الناشئات:

"أن أوضح كيف يمكن لفتاة يافعة في أفغانستان، لم يكن بوسعها حتى الخروج من البيت، أن تقاتل، بقبضة يدها، من أجل حياتها".  

مخرج أفلام إسباني، اسمه خوان مورينو أمادور، سمع بقصة صدف ورفيقاتها في فريق الملاكمة الأفغاني النسائي، وقرر أن يحقق حلما خاصا هو الآخر: إنتاج فيلم وثائقي عن حياة الملاكمة صدف يوثق قصة كفاحها:

"السينما تدفعنا إلى ضرب الصور النمطية التي نؤمن بها، وبالتالي تحول حياتنا كأفراد. وقصة سينمائية من هذا الطراز، عن شابة ملاكمة تقاتل من أجل حريتها، وتقاتل بكرامة، ستكون دائما مثالا ملهما لنا جميعا".  

الشابة الأفغانية صدف عضوة في أول فريق نسائي للملاكمة في بلادها، برفقة مخرج الأفلام الإسباني خوان مورينو أمادور
UNHCR Video_Screen_shot
الشابة الأفغانية صدف عضوة في أول فريق نسائي للملاكمة في بلادها، برفقة مخرج الأفلام الإسباني خوان مورينو أمادور

مع تنامي شهرتها، تلقت صدف وعائلتها الكثير من التهديدات فاضطرت مجبرة، وخوفا على سلامة كل الأسرة، وللمحافظة على حلمها المقاتل، إلى مغادرة أفغانستان. عام 2017 تمت دعوة الملاكمة الشابة إلى إسبانيا لعرض الفيلم الوثائقي الذي أنتجه المخرج الإسباني مورينو أمادور. العرض الأول لفيلم "الملاكمة من أجل الحرية" في إسبانيا، أتاح لها الفرصة فتقدمت بطلب لجوء إلى بلد منحها القبول.  

في هذه البيئة الآمنة، تعلمت صدف اللغة الإسبانية، وعادت إلى حلم الدراسة الجامعية، ولديها الآن وظيفة في مشروع مجتمعي لمجلس مدينة مدريد. وكلما أتيح لها الوقت تعود صدف إلى حلبة الملاكمة للتمرين والتدرب، ولا يزال حلمها في المنافسة والقتال من أجل الحرية يتملكها، لأنها كما تصر أن تذكرنا دائما "تأمل في أن تلهم قصتها فتيات أفغانيات أخريات فيتشبثن بأحلامهن ويقاتلن من أجلها".