منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية تدين الهجوم على العاملين في مجال الصحة وسيارات الإسعاف في العاصمة الليبية

المقر السابق لمكتب المتحدث باسم البرلمان في طرابلس.
UNOCHA/Giles Clarke
المقر السابق لمكتب المتحدث باسم البرلمان في طرابلس.

منظمة الصحة العالمية تدين الهجوم على العاملين في مجال الصحة وسيارات الإسعاف في العاصمة الليبية

الصحة

أدانت منظمة الصحة العالمية اليوم الخميس، بأشد العبارات الهجوم الذي استهدف أمس سيارة إسعاف في طرابلس بليبيا، مما أسفر عن إصابة ثلاثة عاملين في مجال الصحة بجروح، أحدهم يعاني من إصابات خطيرة.

وفي بيان له قال الدكتور سيد جعفر حسين، ممثل منظمة الصحة العالمية في ليبيا، إن "هذا الهجوم على سيارة إسعاف ذات شعارات ظاهرة بشكل واضح يعد انتهاكا مروعا وغير مقبول للقانون الإنساني الدولي"، مضيفا أن الحادث لم يقتصر على إصابة عاملين أساسيين في مجال الصحة وحسب، بل أدى إلى تضرر سيارة الإسعاف، الأمر الذي يحرم المرضى من الوصول إلى الرعاية في المستقبل.

ومنذ تصاعد النزاع في ليبيا في أوائل نيسان/أبريل، أصيبت إحدى عشرة سيارة إسعاف إضافية أو تعرضت لأضرار جانبية. وخلال نفس الشهر، قُتل ثلاثة عاملين في مجال الصحة بطرابلس، وكافح العديد من المستجيبين على الخطوط الأمامية للقتال للوصول إلى الجرحى دون أن يصابوا أنفسهم بأذى. ومع استمرار النزاع في شهره الثاني، توفي أكثر من 400 شخص وأصيب أكثر من 2000 آخرين.

الدكتور إدريس عزابو المسؤول بقسم الطوارئ في مكتب منظمة الصحة العالمية في تونس تحدث مع أخبار الأمم المتحدة عما حدث:

"كانت هناك سيارة إسعاف تقل مدير جهاز الإسعاف في طرابلس واثنين من زملائه، ووقع هجوم على السيارة بقذيفة مما أدى إلى بتر ساقي مدير جهاز الإسعاف وجرح زملائه الاثنين. وما زال تحت العناية الطبية ونحن نتابع حالته الصحية، حيث لن يتضح كل شيء قبل 24 ساعة، ونتمنى له الشفاء العاجل. ولكن الذي حدث أن ساقيه بترا وبقيا في السيارة. وقد وقع الهجوم من قبل مسلحين بالرغم من أنه كان واضحا أنها سيارة إسعاف وكانت تحمل شارة جهاز الإسعاف والطوارئ وكذلك عبارة إسعاف باللغتين العربية والإنكليزية. كما أنها واضحة من بعيد حيث يوجد جهاز إنذار الصوت على سقف السيارة. ما حدث هو خرق للقانون الدولي الإنساني. نحن، في منظمة الصحة العالمية، نندد بشدة بهذا الهجوم وندعو أطراف النزاع إلى احترام الرعاية الصحية بأجهزتها ومستشفياتها والعاملين فيها وسيارات الإسعاف لأنهم هم من يقومون بإسعاف المرضى والجرحى، وهدفهم هذا ليس له أي علاقة بالنزاع المسلح."

ودأبت منظمة الصحة العالمية على دعم المستشفيات الميدانية وفرق الإسعاف الميداني في ليبيا منذ بداية النزاع. كما نشرت المنظمة فرقا طبية طارئة للمستشفيات الرئيسية لإجراء العمليات الجراحية في المستشفيات بطرابلس وحولها. كما تقوم منظمة الصحة العالمية بتزويد المرافق الصحية بالإمدادات الطبية، بما في ذلك مجموعات الصدمات النفسية مع الأدوية اللازمة لإصابات الحرب.

وقال الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط "هذا الانتهاك الصارخ لقواعد الحرب الأساسية يمكن أن يعرض عمليات المستشفيات الميدانية وفرق الإسعاف للخطر وردع الطواقم الصحية المتفانية عن أداء واجباتها المنقذة للحياة. لا يمكن للمنظمة قبول أي تصرفات تعرض العاملين الصحيين للأذى. يعمل موظفو الصحة في ليبيا على إنقاذ الأرواح ويجب السماح لهم بالعمل دون تعريض سلامتهم أو رفاههم لخطر إضافي."