منظور عالمي قصص إنسانية

منتدى الحوار بين الثقافات يفتتح أعماله في باكو بالتشديد على أهمية الحوار لمنع الصراع والتطرف العنيف 

مركز حيدر علييف في باكو، أذربيجان والذي صممته المهندسة المعمارية العراقية البريطانية زها حديد.
UN News/Elizabeth Scaffidi
مركز حيدر علييف في باكو، أذربيجان والذي صممته المهندسة المعمارية العراقية البريطانية زها حديد.

منتدى الحوار بين الثقافات يفتتح أعماله في باكو بالتشديد على أهمية الحوار لمنع الصراع والتطرف العنيف 

القانون ومنع الجريمة

افتتح الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، ميغيل أنخيل موراتينوس، المنتدى العالمي الخامس للحوار بين الثقافات في باكو بأذربيجان "بحزن شديد"، وبتحذير من انتشار خطاب الكراهية.

تحدث موراتينوس، في كلمته الافتتاحية، عن الهجمات الإرهابية المروعة على كنائس وفنادق في سري لانكا أدت إلى مقتل وإصابة الكثيرين. وقال "أقف أمامكم اليوم بقلب مثقل بالحزن"، موضحا أنه مرّ بكولومبو عاصمة سري لانكا قبل القدوم إلى باكو، لتقديم تعازيه في أعقاب الهجمات الإرهابية المروعة التي خلفت مئات القتلى في يوم عيد الفصح.

ومشيرا إلى "سلسلة جرائم الكراهية والهجمات الإرهابية" التي تستهدف أماكن العبادة، قال موراتينوس إن هذا الأمر هو "تذكير صارخ بأنه لا يوجد دين أو بلد أو عرق بمنأى عن هذا العنف الذي لا يوصف".

وذكر الممثل السامي أن كنيسا يهوديا في كاليفورنيا تعرض لهجوم يوم السبت الماضي فيما كان المصلون اليهود يحتفلون بعيد الفصح، وقبل ذلك جرى إطلاق نار على كنيس في بيتسبرغ، وهجوم على كاتدرائية في الفلبين ومذبحة ضد المسلمين في مسجدين بنيوزيلاندا:

"في كل هذه الهجمات البشعة والجبانة نرى نمطا شائعا: كراهية الآخر. هؤلاء المجرمون يختطفون مجتمعات دينية بأكملها، ويحرضون أتباع الأديان ضد بعضهم البعض."

 

"في كل هذه الهجمات البشعة والجبانة نرى نمطا شائعا: كراهية الآخر. هؤلاء المجرمون يختطفون مجتمعات دينية بأكملها، ويحرضون أتباع الأديان ضد بعضهم البعض".وأكد موراتينوس أن المشكلة ليست في الإيمان أبدا بل في "أولئك الذين يتلاعبون بالمؤمنين ويقلّبونهم ضد بعضهم البعض بتفسيراتهم المنحرفة للنصوص المقدسة".

ووفقا للممثل السامي، تضيف وسائل التواصل الاجتماعي "الزيت على النار المستعرة، كما توفر الشبكة المظلمة مساحة للمتطرفين، فيما يبث المنادون بسمو العرق الأبيض واليمين المتطرف أيديولوجيتهم الملتوية".

وأكد موراتينوس أن منع التطرف العنيف وضمان السلام المستدام هدفان يعززان بعضهما البعض، مشددا على "أهمية الحوار كأداة أساسية لمنع الصراع ومنع التطرف العنيف".

إلى ذلك، تحدث السيد موراتينوس عن دور الشباب في تقديم سرد مضاد للتطرف العنيف من خلال مشاركتهم المجتمعية في تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان ومكافحة خطاب الكراهية من خلال الاستخدام الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي، قائلا:

"هؤلاء الشباب هم أملنا ليس فقط في مستقبلنا بل في حاضرنا أيضا. إذا إن عملهم يتوافق مع التوصيات الواردة في الدراسة المرحلية الأخيرة المعنية بالشباب والسلام والأمن التي دعا مجلس الأمن الدولي إلى تحضيرها عملا بالقرار 2250 وخطة العمل المعنية بمنع التطرف العنيف".

"لا مجال للاستبعاد"

في كلمتها الافتتاحية، شددت ندى الناشف، مساعدة المدير العام للعلوم الاجتماعية والإنسانية باليونسكو، على أهمية تعزيز الحوار بين الثقافات والتفاهم المتبادل.

وإذ لاحظت أن مسار باكو بدأ منذ أكثر من 10 سنوات، أشارت إلى أن هذا المسار "قطع شوطا طويلا ولكن علينا اليوم أن نركز على عملنا وإتباعه بإجراءات ملموسة لإحداث استمرارية وتأثير".

وأشارت ندى الناشف إلى قوى الانقسام الجديدة الناشئة التي تنشر الكراهية والتعصب والجهل، قائلة إنه في الوقت الذي يتعرض فيه التنوع الثقافي للتهديد من ضغوط شعوبية كبيرة، يواجه العالم أكبر أزمة لجوء ونزوح في التاريخ الحديث".

وقد أوضحت أن "التكنولوجيات الجديدة التي يمكن أن تربط الأفراد والمجتمعات فيما بينها بشكل أفضل، يُساء استخدامها لزرع بذور التفرقة وسوء الفهم بين الناس".

واختتمت ندى الناشف كلمتها بحثّ الجميع على مواصلة العمل معا لتعزيز الحوار "وفهم اختلافاتنا وتعزيز قيمنا المشتركة والتعاون لما فيه الصالح العام".

مسار باكو "منصة إيجابية"

تحدث إلهام علييف، رئيس أذربيجان، بتفصيل عن مسار باكو الذي ساعد في لفت الاهتمام الدولي إلى الحوار بين الثقافات، واصفا إياه بأنه "منبر جيد وإيجابي لاتخاذ القرار الصحيح".

ومشددا على أن مسار باكو واحد من أهم المسارات بين أوروبا وبقية العالم، أكد على حاجة إلى الحوار بشأن القضايا الثقافية والدينية والسياسية والاقتصادية والأمنية.