منظور عالمي قصص إنسانية

بعد أسبوع على إعصار إيداي، الأمم المتحدة تناشد المجتمع الدولي زيادة دعم الجهود الإنسانية

سيدة تحمل طفلها في إحدى المستوطنات المدمرة في مدينة بيرا بموزمبيق، في 20 مارس 2019.
UNICEF/UN0290284/de Wet AFP-S
سيدة تحمل طفلها في إحدى المستوطنات المدمرة في مدينة بيرا بموزمبيق، في 20 مارس 2019.

بعد أسبوع على إعصار إيداي، الأمم المتحدة تناشد المجتمع الدولي زيادة دعم الجهود الإنسانية

المساعدات الإنسانية

ناشدت الأمم المتحدة المجتمع الدولي تقديم مساعدات إنسانية عاجلة إلى دول الجنوب الأفريقي الثلاث التي تضررت بشدة من الإعصار المداري إيداي، الذي اجتاح موزامبيق وملاوي وزيمبابوي برياح تزيد سرعتها عن 150 كيلومترا في الساعة، وفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية. 

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "حزنه العميق لفقدان الأرواح وصور المعاناة الإنسانية الموجعة للقلب التي شهدناها منذ أن ضرب إعصار إيداي مدينة بيرا بموزامبيق ليلة 14 مارس، ثم اجتاح ملاوي وزيمبابوي، مما أدى إلى كارثة هائلة". 

وأشاد الأمين العام، في بيان أصدره اليوم الجمعة، بجهود فرق البحث والإنقاذ الوطنية والدولية، التي تعمل على مدار الساعة لإنقاذ الآلاف من الأرواح في ظل ظروف خطيرة وصعبة. 

وقال في البيان، "لم ينقذ هؤلاء الأبطال العائلات من على أسطح المنازل فحسب، بل يقومون أيضا بتسليم الغذاء وأقراص تنقية المياه وغيرها من المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة للناجين بعد أن جرفت المياه هذه المجتمعات، حرفيا". 

 

طائرات الهليكوبتر التابعة لبرنامج الأغذية العالمي توصل مساعدات غذائية إلى غواراجوارا
WFP/Deborah Nguyen
طائرات الهليكوبتر التابعة لبرنامج الأغذية العالمي توصل مساعدات غذائية إلى غواراجوارا

وعلى الرغم من جهود الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني لزيادة الاستجابة لهذه الكارثة الإنسانية، شدد السيد غوتيريش على الحاجة إلى دعم دولي أكبر بكثير.  

وناشد المجتمع الدولي زيادة الدعم قائلا: "المطلوب الآن هو الأموال لدعم الاستجابة في الأيام والأسابيع والأشهر القادمة. يجب علينا جميعا أن نتضامن مع شعب موزامبيق وملاوي وزمبابوي". 

وبعد مرور أسبوع كامل على العاصفة المدمرة، لا تزال هناك مناطق شاسعة غارقة تحت مياه الفيضانات التي نجمت عن الإعصار، فيما تستمر مهام البحث والإنقاذ.  

وحتى الآن، أكدت حكومة موزامبيق مقتل 242 شخصا على الأقل، وهو عدد من المتوقع أن يرتفع مع مرور الوقت وتوفر مزيد من المعلومات، حسبما ذكر المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يانس لاركيه في جنيف اليوم الجمعة.

وقال لاركيه: 

"تدمر نحو 11400 منزل بالكامل، وخسائر المحاصيل واسعة النطاق. في الواقع، تم تدمير أكثر من 385 ألف هكتار من المحاصيل، مما سيؤثر على الأمن الغذائي في الأشهر المقبلة". 

ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، تشارك 12 طائرة هليكوبتر في عمليات إنقاذ مشتركة بين الأمم المتحدة ودول أخرى. بالإضافة إلى ثلاثين قاربا تشارك أيضا في جهود الإنقاذ التي يمولها برنامج الأغذية العالمي. 

عائلة نازحة تعيش في الشارع بعد أن نزحت من مستوطنة غير رسمية كانت تعيش فيها في بيرا ، موزمبيق.
UNICEF/UN0290285/de Wet AFP-S
عائلة نازحة تعيش في الشارع بعد أن نزحت من مستوطنة غير رسمية كانت تعيش فيها في بيرا ، موزمبيق.

 

وفي زيمبابوي، أبلغت السلطات عن 139 حالة وفاة وفقدان 189 شخصا عقب الفيضانات والأعاصير، بينما نزح أكثر من 4300 شخص. أما في ملاوي، كان وقع الإعصار أقل بكثير من الفيضانات التي بدأت في 5 مارس، وأثرت على مئات الآلاف حتى الآن. 

وفي نفس المؤتمر الصحفي في جنيف، قال المتحدث باسم منظمة اليونيسف كريستوف بوليارك: "840 ألف شخص تأثروا بالإعصار في ملاوي، نصفهم من الأطفال. وفي زيمبابوي تأثر ربع مليون شخص، نصفهم من الأطفال. والشيء نفسه بالنسبة لموزامبيق." 

وأضاف بوليارك أنه "مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ، هناك أيضا حاجة ماسة إلى الغذاء ومياه الشرب المأمونة والمأوى. وقال إن آلاف الأشخاص يتجمعون في مخيمات غير رسمية. العديد منها في ظروف بائسة. " 

وكان برنامج الأغذية العالمي قد أعلن أمس  حاجته الماسة إلى تمويل بأكثر من 121 مليون دولار لمساعدة 1.7 مليون شخص في موزامبيق وحدها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. 

وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، لجأ 65 ألف شخص على الأقل إلى أكثر من مئة موقع مؤقت عبر البلاد، بما في ذلك المدارس والكنائس. 

وأفاد المتحدث باسم المكتب بأن مياه الفيضانات قد بدأت تنحسر في بوزي جنوب غرب مدينة بيرا، ولكنه أشار إلى خطورة حدوث فيضانات ثانوية، بما قد يزيد من سوء الوضع.