منظور عالمي قصص إنسانية

دعوة أممية إلى تحقيق تنمية لا تتجاهل الفقراء والمهمشين

أطفال في مجتمع أقلية الروما في بلدة شومان في شمال بلغاريا، عام 2013.
© UNICEF/UNI154440/Pirozzi
أطفال في مجتمع أقلية الروما في بلدة شومان في شمال بلغاريا، عام 2013.

دعوة أممية إلى تحقيق تنمية لا تتجاهل الفقراء والمهمشين

حقوق الإنسان

قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت إن كثيرا من دول العالم تفشل في حماية وتعزيز مصالح شعوبها على الرغم من تعهدها بفعل ذلك عام 2015 عندما وضعت خطة التنمية المستدامة وتعهدت بتنفيذها بحلول عام 2030.

وفي اجتماع خاص بمجلس حقوق الإنسان لمراجعة التقدم المحرز على مسار تطبيق أهـداف التنمية المستدامة السبعة عشر، قالت ميشيل باشيليت إن العالم بشكل عام لا يتجه نحو تحقيق الأهداف الطموحة.

"أجندة 2030 (للتنمية المستدامة) التزام بمزيد من التعاون الدولي من أجل نظام عالمي أكثر إنصافا. ولكن قبل كل شيء، هي وعد للناس الذين استبعدتهم من قبل جهود التنمية من المهمشين والمستضعفين والمجتمعات المستبعدة وملايين النساء والأقليات العرقية والدينية والطبقية والشعوب الأصلية والمهاجرين وذوي الإعاقة وأقلية الروما والفقراء."

وأشارت باشيليت إلى التقدم الكبير المحقق في بعض الدول للتصدي للفقر المدقع، ووفيات الأطفال تحت سن الخامسة، وتعزيز التعليم وخاصة في آسيا، ولكنها تطرقت أيضا إلى كم هائل من العقبات التي تحول دون تحقيق التنمية العادلة للجميع بما في ذلك انعدام المساواة بين الجنسين والجوع والحروب وتغير المناخ.

"الحروب تدمر حياة الناس وأحلامهم وقدرتهم على كسب عيش كريم في المناطق التي ولدوا فيها. يجبر 44,400 شخص على مغادرة ديارهم كل يوم بسبب الصراع أو الاضطهاد. كما يسفر تغير المناخ عن كوارث بيئية هائلة تدمر البنية الأساسية وتفاقم التوترات والصراعات."

باشيليت قالت إن تنفيذ كل أهداف التنمية المستدامة أمر ممكن، وأشارت إلى أن أجندة التنمية تعد خارطة طريق عملية مفصلة لذلك.

شاركت في الجلسة ماري روبنسون مفوضة الأمم المتحدة السامية السابقة لحقوق الإنسان، التي قالت إن التقدم غير المتكافئ في مجال التنمية ساهم في توسيع هوة انعدام المساواة بين الدول وفيما بينها.

وأشارت إلى تركز الثروة والفرص، بشكل متزايد، في أيادي قلة من البشر. وقالت إن تنامي انعدام المساواة، والاضطرابات الاجتماعية، والانقسامات العميقة، وتزايد كراهية الأجانب، كلها تثير القلق بشأن كفالة حقوق الإنسان.

روبنسون التي ترأس مؤسسة مهتمة بحماية حقوق المتضررين بتغير المناخ، تحدثت عن الأثر على المجتمعات المستضعفة.

"عندما تفيض مياه السدود في أرض الشعوب الأصلية، وعندما تلوث المناجم موارد المياه المحلية، وتشرد مشاريع البنية الأساسية المجتمعات الفقيرة، فإن جهود التنمية تتحقق على حساب كفالة حقوق الإنسان للجميع."

وقالت روبنسون إن الحكومات في كثير من مناطق العالم تفشل في توفير الخدمات الأساسية لمواطنيها، بما في ذلك الرعاية الطبية والتعليم والسكن الملائم والصرف الصحي والمياه. وذكرت أن ذلك يتم بدون مساءلة حقيقية، فيما يحرم السكان بشكل مستمر من سبل الحصول على المعلومات والعدالة. وشددت على ضرورة تغيير ذلك.

ودعت روبنسون الحكومات إلى التعاون للحد من ارتفاع حرارة العالم، وتنفيذ أجندة 2030 من أجل التنمية المستدامة القائمة على الحقوق.